تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا يا حازم .. قول سيبويه (معه باز صائدا به) جملة مستقلة شبه بها سيبويه جملة الصفة الواردة في مثاله: مررت برجل معه صقر صائدا به، يعني أن الحال ينصب في جملة الصفة كما ينصب في هذه الجملة المستقلة فيما لو قلت ابتداء: معه باز صائدا به، ولذلك يا حازم استخدم سيبويه في المثال المستقل كلمة (باز) بدلا من صقر لئلا يتوهم مثلك أنه لا يزال يتحدث عن جملة الصفة التي هي جزء من مثاله، وسأثبت لك ذلك بكلام السيرافي.

ثم قال حازم:

لا يمكن أن يكون المقصود من كلام سيبويه:

(كأنه قال: " معه باز صائدًا به "، حين لم يرد أن يحمله على الأول)

أن هذه الجملة مستقلة عن ما قبلها، ولكن هدفه الابتداء بها.

وقد عقَّب السيرافيُّ على كلام سيبويه، قائلاً:

(يعني كأنك بدأت فقلتَ: " معه ... "، لـ" رجل " جرى ذكره) انتهى كلام حازم

أخطأت يا حازم في فهم كلام سيبويه وفي فهم كلام السيرافي، فسيبويه يريد أن يشبه نصب الحال الواقع في جملة الصفة (معه صقر صائدا به) بنصب الحال الواقع في جملة مستقلة ليس فيها موصوف قبلها وهي جملة (معه باز صائدا به)

وأكد السيرافي ذلك بقوله:

(ومعنى قول سيبويه (كأنه قال: معه باز صائدا) يعني: لو ابتدأ فقال: مع زيد، أو معك، أو معه _لشيء قد جرى ذكره_ صقر صائدا به لم يكن بد من نصب (صائدا) لأنه لا يمكن صفة الأول المعرفة به.) (الجزء الثاني من المخطوط ورقة 178 ب)

انظر يا حازم كيف اتفق فهمي مع فهم السيرافي لكتاب سيبويه، ووالله لم أكن قد رجعت إليه عندما كتبت ما كتبت سابقا، ولم أرجع إليه إلا اليوم بعد منتصف الليل، وانظر يا حازم كيف اتفق مثال السيرافي الأول (مع زيد صقر) اتفق مع مثالي الذي ذكرته أنا، فالجملة المشبه بها يا حازم جملة مستقلة لا علاقة لها برجل في مثال سيبويه، ومن ثم فلا فائدة في قولك:

(فإن قيل: فما فائدة ذكر جزء من الجملة؟

قلتُ: الابتداء بهذا الجزء: " معه ... "، عيَّن إعرابًا واحدًا للنكرة، التي رجع إليها الضمير، فأعربت " صائدًا " حالاً من الضمير، وامتنع إعرابها صفة.)

لا فائدة في كلامك هذا بل هو خطأ لأن جملة (معه باز صائدا به) لو كانت جزءا من الجملة الكبرى (مررت برجل معه صقر صائدا به) لما امتنع أن يجعل (صائد) صفة لرجل، لكن إذا كانت جملة مستقلة لا موصوف قبلها تعين أن يكون (صائدا) حالا وامتنع أن يكون صفة. هل فهمت الآن يا حازم؟ لا إخال أنك ستفهم هذا المعنى الدقيق، لكن إن فهمت فستدرك أن حديثك بعد ذلك عن القطع والابتداء لا علاقة له بمثالنا.

ثم قلت يا حازم:

ومع ذلك، سأمضي مع مثال " الأغرّ "، كأنه جملة مستقلَّة، لننظر في صحة قياسها.

وقد قام بتعديل مثال سيبويه، وجعل كلمة " زيد " بدلاً من كلمة " رجل "، فقال:

" مع زيدٍ صقرٌ صائدًا به " انتهى كلام حازم.

يا حازم كلامك هذا أكبر دليل على أنك لا تفهم كلامي ولا تفهم تنظير مثالي بمثال سيبويه، فأنا يا حازم لم أجعل كلمة (زيد) بدلا من كلمة (رجل) وإنما وضعت (زيد) مكان الضمير في (معه) انظر وتأمل مثالي الذي كتبته أنت بيدك فمثالي: مع زيد صقرصائدا به، ومثال سيبويه: معه باز صائدا به، أليس (زيد) يقابل الضمير في (معه)؟

فهل أنت منته يا حازم عما تتشاغب به؟

أكتفي اليوم بهذا ولي عودة أخرى بإذن الله.

مع التحية الطيبة لمن وعى.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 11:08 ص]ـ

عود إلى أغلاط حازم

معذرة أيها القرّاء الكرام عن تتبع هذه الأخطاء الواضحة فأنا مضطر لتبيينها لصاحبها بعدما حجبته عن الحق البغضاء ..

قال حازم:

(فهل يصحُّ قياس جملة " مع الراياتِ دامية الحواشي " عليها؟

قلتُ: لا يصحُّ، من وجهين:

الأول: أنَّ جملة " مع الراياتِ ... "، ليست جملة تامَّة المعنى، بل هي بعض جملة، وجملة " مع زيدٍ صقرٌ صائدًا به " تامة المعنى.) انتهى كلام حازم.

يا حازم هذا أيضا دليل على أنك لم تفهم كلامي:

أنا لم أجعل (مع الرايات دامية الحواشي) جملة حتى تنفي هذا الأمر وإنما قست الجملة التامة (نعود مع الرايات دامية الحواشي) على (مع زيد صقر صائدا به) وسأبين لك التنظير بالتفصيل:

االمثال الذي أخذته من مثال سيبويه هو (مع زيد صقر صائدا) بوضع (زيد) مكان الضمير في (معه)

والجملة التي نناقشها: نعود مع الرايات دامية الحواشي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير