ـ[محمد التويجري]ــــــــ[09 - 05 - 2005, 09:19 م]ـ
السلام عليكم
ما أدري ما أقول ولكن يحزنني ما أرى ويحز في نفسي
لم أصبح الفصيح هكذا؟
أأغيب لفترة فأجد عذب الكلام تحول إلى شيء آخر.
أيها الإخوة بالله عليكم أما كففتم عن هذا الأسلوب الحواري الذي لا ينفع محقا ولا يضير مخطئا بل يزيد الشحناء والبغضاء بينكم.
بالله عليكم ماذا استفدنا منكم بعد كل هذا الكلام لقد تشوهت صورة الموضوع الجميلة بتنازعكم حتى تمزقت بين أيديكم.
إني أسألكم أن تتركوا الموضوع وتذكروا جزاء من ترك المراء وإن كان محقا
أسألكم بالله جميعا أن تدعوا هذا الموضوع لأنه فائدته اختفت بين كلماتكم فما عدنا نراها
أخوكم المحب لكم جميعا
ـ[حازم]ــــــــ[18 - 05 - 2005, 09:52 ص]ـ
حِصانِي كانَ دَلاَّلَ الْمَنايا * فَخاضَ غِمارَها وشَرَى وباعا
وسَيفي كانَ في الهَيجا طَبيبًا * يُداوِي رَأسَ مَنْ يَشْكو الصُّداعا
وممَّا رُوِيَ في تاريخ " الفصيح ":
أنَّ " دامية " ما زالت حديث الناس، بعد أن أدركوا ما خالطها من فساد القياس، وما أحاطها من وَهم وخلط والتباس.
ولكنها ما زالت متماسكة، لا تلين عزيمتها، ولا تُكسَر شوكتها، لا تخور قواها، ولا يميل هواها.
غير أنني قد تأخَّرتُ في جمع صَداقِها، وقد أحزنني ألَم فِراقها، ولكنني – بحول الله تعالى - ماضٍ في الطريق، سائلا المولَى – عزَّ وجلَّ - السداد والتوفيق.
ويبدو أنَّ " الأغرّ " قد استقرَّ رأيه، في ردِّه الأخير، على أنَّ أفضل حلِّ لديه هو، أن يُجري قياس:
جملة " نعودُ مع الراياتِ دامية الحواشي "
على المثال " مع زيدٍ صقرٌ صائدًا به "، الذي يوافق مثال " الكتاب ": " معه صقرٌ صائدًا به "
حيث قال:
(وإنما قست الجملة التامة " نعود مع الرايات دامية الحواشي " على " مع زيد صقر صائدا به ")
وبدأ تنظيره بالتفصيل، وقال:
(وعلى هذا فأصل الكلام بعد تقديم المبتدأ وإظهار الضمير المستتر، هو:
" صقر استقر هو مع زيد صائدًا "
وجملتنا بعد إظهار الفاعل الذي هو ضمير مستتر هي:
" نعود نحن مع الرايات دامية الحواشي "
الفعل " نعود " يقابل الفعل " استقر "
وفاعل " استقر " الضمير " هو " يقابل فاعل " نعود " الضمير " نحن "
و" مع زيد " يقابل " مع الرايات "، أي " زيد " يقابل " الرايات "
و" صائدا " يقابل " دامية الحواشي ") انتهى
أقول: ما شاء الله، لقد أبحرتَ بنا في عالَم " الرياضيات "، وتوصَّلتَ إلى جملتين، كل كلمة في إحداهما تقابل نظيرها في الجملة الأخرى، أليس كذلك؟
وأقول: أوَ تظنُّ أنَّ " دامية " بهذه السهولة؟
لا – يا أستاذ -، تذكَّر أنك في رياض " الفصيح ".
قياسك ما يزال بعيدًا عن الصواب، وفيه نظر، من ثلاثة أوجه:
الأول: قياس جملة فعلية على جملة اسمية.
الثاني: أنَّ كلمة " صائدًا " في مثال " الكتاب " تحتمل إعرابين:
يجوز أن تكون حالاً، ويجوز أن تكون نعتًا.
فهل يجوز أن تكون كلمة " دامية " في مثالنا نعتًا؟
الثالث: أنَّ عامل الحال، في مثال " الكتاب " يختلف عن عامل الحال في جملة " نعود مع الراياتِ دامية الحواشي ".
أرجو أن يكون كلامي واضحا، ولم أظلمك، أو أظلم فهمك.
فإن قلتَ: ولكنني لم أحمل القياس على مثال " الكتاب "، وإنما حملته على الجملة الجديدة التي أنشأتها، وهي " صقر استقر هو مع زيد صائدًا "
فما المشكلة في هذا القياس؟
قلتُ: إن أردتَ هذه الجملة، على حقيقة مبناها الحالي، فقد عدت بنا إلى ابتداء المسألة مرة أخرى، إلى ما نحن بصدده، وهو بيان الإعراب وتعليله.
إذ أنَّك تريد أن تكون " صائدًا " في جملتك حالا من " زيد "، وهو مضاف إليه، وهذا هو ما نبحث عنه.
ولذلك، فقد رجعتَ – بعد عناء هذه الرحلة الطويلة – إلى نقطة البداية.
ولم تتقدَّم خطوة واحدة، ولم تأتِ لنا بتعليل مستقيم.
وأما قولك: (ألا تعلم أن سيبويه سمى المجرور بالحرف مضافا إليه في باب الجر)
أقول: هذا اصطلاحه – رحمه الله -، ولا يعني هذا الاصطلاح أن يكون لهما عمل مشترك.
ألا ترَى أنَّ سيبويه – رحمه الله – قد سمَّى الحال خبرًا في بعض مواضع " كتابه "، فهل يجوز لنا أن نعرب الحال خبرًا بناءً على اصطلاحه؟
وقولك: (فاعلم أن الظروف الملازمة للإضافة، ومنها " مع " تشبه حروف الجر)
أقول: قولك فيه نظر
¥