تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومصعب]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 12:29 م]ـ

ما لِلمَحامِدِ مُبتَغٍ ... إِلا الأَغَرُّ أَبو مُحَمَّد

(وسمعنا فصحاء العرب يقولون: لحقُّ أنّه ذاهب، فيضيفون، كأنه قال: لَيقينُ أنه ذاهب، أي: ليقينُ ذاك أمرك، وليست في كلام كل العرب.)

أستاذي الكريم الأغر، إضافة: (لحق) إلى (أنه ذاهب) يعترضها:

1 – ما أشار إليه الأخفش بقوله: (وإنما قبّحه عندي حذف الخبر

2 – ما أشرتم إليه بقولكم: (كيف دخلت لام الابتداء على المبتدأ وهي لام زائدة للتوكيد، ثم حذف الخبر، والتأكيد يتطلب الإطناب وتكثير الألفاظ، والحذف يناقض ذلك؟)

3 – إضافة الاسم إلى معناه والمبتدأ عينُ الخبر نحو (لحقٌّ أنك قائم) فمن الممتنع أن يضاف المصدر (أنك قائم) إلى نفسه (حق)

قال ابن مالك رحمه الله:

وَلا يُضَافُ اسمٌ لِما به اتَّحَد ... مَعنىً وَأوِّل مُوهِمًا إذَا وَرَد

4 – عدم إفادة اللفظ (لحقٌّ أنك قائم) على الإضافة

وما أجاب به ابن جني رحمه الله (ث) (فإن قلت فقد حكى سيبويه في الكتاب لحق أنه ذاهب فيضيفون كأنه قال ليقين ذلك أمرك وليست في كلام كل العرب فأمرك هو خبر يقين لأنه قد أضافه إلى ذلك وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبرا عنه قال سيبويه سمعنا فصحاء العرب يقولونه فكيف جاز أن يحذف الخبر واللام في أول الكلام وقد شرطت على نفسك أن الحذف لا يليق بالتوكيد فالجواب أن هذه الكلمة ليس كل العرب يقولها كما قال سيبويه وقال أيضا أبو الحسن لم أسمع هذا من العرب وإنما وجدته في الكتاب ووجه جوازه على قلته طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه وإذا طال الكلام جاز فيه من الحذف ما لا يجوز فيه إذا قصر ...

وقال أبو الحسن في هذا الفصل لو قلت لعبد الله وأضمرت الخبر لم يحسن وإنما لم يحسن عنده لأن الكلام لم يطل ههنا كما طال في لحق أنه ذاهب) وفيه من التكلف ما لايخفى!!! وأي طول في (لحق أنه ذاهب)

عودة إلى قول سيبويه رحمه الله:

(وسمعنا فصحاء العرب يقولون: لحقُّ أنّه ذاهب، فيضيفون، كأنه قال: لَيقينُ أنه ذاهب، أي: ليقينُ ذاك أمرك، وليست في كلام كل العرب.)

أشرت في ردي السابق، إلى أن (لحق) مقطوع عن الإضافة باق على حاله كما لو كان مضافا وهو مفهوم قول سيبويه رحمه الله إن شاء الله،

قال ابن مالك:

وَيُحذَفُ الثَّانى فَيَبقَى الأوَّلُ ... كَحَالِهِ إِذا بِهِ يَتَّصِلُ

فقرر ابن مالك رحمه الله حذف المضاف إليه وبقاء المضاف كحاله بدون تنوين كما لو كان مضافا

لكن اشترط فقال:

بِشَرطِ عَطفٍ وَإضَافَةٍ إلَى ... مِثلِ الذي لَهُ أضَفتَ الأوَّلاَ

قال ابن عقيل رحمه الله:

وقد يفعل ذلك وإن لم يعطف مضاف إلى مثل المحذوف من الأول

كقوله:

ومِنْ قَبْلُ نادى كلُّ مولى قرابةً ... فما عطفت مولىً عليه العواطفُ

وقد يعترض على هذا بأنه خاص بالظروف التي تجري مجرى الأسماء المتمكنة حيث تضاف وتستعمل غير ظرف

وقول ابن مالك رحمه الله:

وَاضمُم بناءً غَيراً إن عَدِمتَ مَا ... لهُ أضِيفَ نَاوِياً مَا عُدِمَا

قَبلُ كَغَيرُ بَعدُ حَسبُ أوَّلُ ... وَدُونُ والجِهَاتُ أيضاً وَعَلُ

وهذه بعض الشواهد من كلام العرب تدفع ذاك الاعتراض

(أولُ)، قال الشاعر:

لَعَمرُكَ ما أَدري وَإِنّي لأَوجَلُ ... عَلى أَيِّنا تَغدو المَنِيَةِ أَوَّلُ

(عوضُ)، قال الشاعر:

هَذا ثَنائي بِما أَولَيتَ مِن حَسَنٍ ... لا زِلتَ عَوضُ قَريرَ العَينِ مَحسودا

و عوض مصدر عاض و وهو كل إعطاءٍ يكون خلفاً من شيءٍ.

(أُنفُ)، قال الشاعر (بالتوين):

وَرَأَوا شَمائِلَ ماجِدٍ أُنُفٍ ... يُعطي عَلى المَيسورِ وَالعُسرِ

(أُنفُ)، قال الشاعر (بالإضافة):

خَرِقٌ غَضيضُ الطَرِف أَحوَرُ شادِنٌ ... ذو حُوَّةٍ أُنُفُ المَسارِبِ أَخطَبُ

(أُنفُ)، قال الشاعر (بالقطع عن الإضافة):

يا مالَ لا تَلتَمِس ظُلامَتَنا ... فَإِنَّنا مالِ مَعشَرٍ أُنُفُ

(سبحان)، قال الشاعر:

أَقولُ لَمّا جاءَني فَجرُهُ سُبحانَ مِن عَلقَمَةَ الفاجِرِ

حَذَف المضاف إلى (سبحان)، وأبقى المضاف على حاله من التجرد عن التنوين

(فاها)، قال الشاعر:

خالَطَ مِن سَلمى خَياشِيمَ وَفا ... وَمَهمَهٍ يُنبي مَطاهُ العُسَّفا

على أن أصله وفاها، حذف المضاف إليه، وبقي المضاف على حاله.

قال سيبويه رحمه الله:

هذا باب ما ينتصب من المصادر توكيدا لما قبله:

وذلك قولك (هذا عبد الله حقا) و (هذا زيد الحق لا الباطل) ... ومثل ذلك في الاستفهام .. (أحقا لاتفعل كذا وكذا؟)

...

وأما الحق والباطل فيكونان معرفة بالألف واللام ونكرة؛ لأنهما لم ينزلا منزلة ما لم يتمكن من المصادر كسبحان وسعديك ولكنهم أنزلوهما منزلة الظن، وكذلك اليقين لأنك تحقق به كما تفعل ذلك بالحق. اه

فقرر رحمه الله أن الحق يكون معرفة ونكرة، وأن اليقين مثل الحق يحقق به،

ويضاف الحق إلى معرفة كقول الشاعر:

لَحَقُّ بَني شُغارَةَ أَن يَقولوا ... لِصَخرِ الغَيِّ ماذا تَستَبيثُ

وقد جاء الحق مصدرا نائبا عن الظرف كما في قول الشاعر:

أَحَقاً بني أبناء سَلمَى بن جَندلٍ ... وعيدُكُمُ إيايَ وَسطَ المجالسِ

وقول الآخر:

أَفي الحَقِّ هَذا أَنَّ قَلبَكِ فارِغٌ ... صَحيحٌ وَقَلبي في هَواكِ سَقيمُ

فكان إلحاق (حق) ب (قبل) و (بعد) وما أشبهها صحيحا في القياس غاية في الجودة والحسن وهو ما حكاه سيبويه رحمه الله عن فصحاء العرب (لحقُّ أنّه ذاهب) وهو ما عناه بقوله: (وسمعنا فصحاء العرب يقولون: لحقُّ أنّه ذاهب، فيضيفون، كأنه قال: لَيقينُ أنه ذاهب، أي: ليقينُ ذاك أمرك، وليست في كلام كل العرب.)

والله أعلم

(ث) يحتاج إلى توثيق

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير