تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 02:21 ص]ـ

أخي الكريم الأستاذ معمر

قرأت ردك في البريد فاستغربت من أول عبارة وهي قولك:

(قلتم:

فأنت تقدر: لحق أمرك،

وأكرر للمرة الثالثة أنني لم أقدر هذا التقدير!!!)

فلم أملك إلا أن أقطع تصحيح أوراق الاختبار لأصحح لك أخي الكريم فتأمل معي القصة من بدايتها:

أخي الكريم الأستاذ معمر

أول ما بدأتَ قلتَ: (وأصل الكلام بدون حذف (لحق ذاك أنه ذاهب)

فلما قلت لك في (الرد38): وتقديرك: لحق ذاك أنه ذاهب، لا يعرف منه المشار إليه بذاك إلا إن قدرته بالأمر، ولا أعرف أن العرب جعلت الأمر أو الشأن مضافا إليه محذوفا)

وكذلك لما قلت لك في (الرد 43): تقدير سيبويه: لحقُّ ذهابك أمرك. على حذف الخبر.

وتقديرك: لحق أمرك ذهابك، على حذف المضاف إليه.

لما قلت كل ذلك لم تعترض أخي الكريم بل قلتَ في الرد (الرد 44):

وقلتم: (وتقديرك: لحق أمرك ذهابك، على حذف المضاف إليه)

أما هذا التقدير فله ما يشده عضده، فنحن نكثر من قول (في حقيقة الأمر كذا)

فنضيف الحقيقة إلى الأمر.

فوافقت على التقدير الذي قدرته بدلا منك وأتيت له بشواهد:

قال المعري

وَالنَفسُ شَكَّت في يَقينِ الأَمرِ وَال ... كَفّانِ أَن رَمتا قَنيصاً شَكَّتا

وقال الشاعر

لا تُخدَعَنَّ فَما حَقيقَةُ أَمرِهِ ... عِندَ النُّهى إِلّا كَمِثلِ مَجازِهِ

ولكنك قلتَ في الرد نفسه:

فكان التقدير الصحيح ل (لحق أنه ذاهب) هو (لحقه أنه ذاهب) وساغ حذف الضمير لوجود الضمير البارز في (أنه) فكان الاستغناء عنه جائزا لوجود ما يفسره.

فظننت أن هذا من قبيل السهو لأن الهاء في (أنه) من مثال سيبويه عائد إلى مذكور مثل زيد أو عمر، فلا يصح أن تكون الهاء في (لحقه) عائدة لشخص مذكور، فلا يقال: لحقُّ زيد أن زيدا ذاهب.

ثم لما قلتُ في (الرد45):

وكذلك تقدير سيبويه وتقديرك كلاهما من هذا الباب: فتقدير سيبويه: لحق ذهابك، الأصل ذهابك الحق، وأنت تقديرك: لحق أمرك، الأصل: أمرك الحق، ثم جعل الذهاب جنسا للحق، فقيل: حق الذهاب، وعلى تقديرك، حق الأمر، ففي هذا الجانب لا فرق بين التقديرين أليس كذلك؟

قلتَ:

و لم أقدر (لحق أمرك) إنما أخذت ذلك من تقديركم وبينت أنه جائز وأنه بمعنى (حقيقة) الأمر، ولتكن الحقيقة من الحق نقيض الباطل أو ما قابل المجاز المهم أنهم أضافوا الحق إلى الأمر.

ألا يدل كل ذلك أنك تقبلت التقدير الذي نسبته إليك؟

مما سبق يتضح أنك ذكرت ثلاثة تقديرات للأصل المروي عن بعض العرب:

الأول: (لحق ذاك أنه ذاهب)

والثاني ما اقترحته ووافقت عليه: (لحق أمره أنه ذاهب)

والثالث: (لحقه أنه ذاهب) وقد ذكرتَ أن الهاء الثانية تفسير للأولى المحذوفة.

فأيّ تقدير من هذه التقديرات معتمد لديك؟

أرجو التلطف بالإجابة فقط عن هذا السؤال بدون التطرق لأي أمر آخر، فإن المنهج العلمي يقتضي تحديد نقاط الخلاف وبحثها نقطة نقطة، للتوصل إلى نتيجة مقنعة، وهذا رجاء أرجو الالتزام به، وإني أحسبك أهلا لتحقيق هذا الرجاء.

مع التحية الطيبة والتقدير.

ـ[أبومصعب]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 12:16 م]ـ

أستاذي الكريم الأغر:

حسبت ابتداء في كلام سيبويه رحمه الله: (وسمعنا فصحاء العرب يقولون: لحقُّ أنّه ذاهب، فيضيفون، كأنه قال: لَيقينُ أنه ذاهب، أي: ليقينُ ذاك أمرك، وليست في كلام كل العرب)

أن أمرك عوض عن (أنه ذاهب)، وأن (ذاك) تقدير للمضاف إليه المحذوف،

فلما بينت لي – في المشاركة 41 - أن (أمرك) في كلام سيبويه رحمه يقصد بها تقدير خبر محذوف وليست عوضا عن (أنه ذاهب) وهو ما فهمه الأخفش والسيرافي وابن جني، رجعت عن ذلك – المشاركة 42 –

وقلتم – المشاركة 43 - (وتقديرك: لحق أمرك ذهابك، على حذف المضاف إليه)

فبينت - في المشاركة 44 - أنه تقدير صحيح غير أنه لا دليل على المحذوف فقلت (ولست أرتضي هذا التقدير إذ لا دليل عليه)

وفي الرد نفسه - المشاركة 44 – قلت (فكان التقدير الصحيح ل (لحق أنه ذاهب) هو (لحقه أنه ذاهب) وساغ حذف الضمير لوجود الضمير البارز في (أنه) فكان الاستغناء عنه جائزا لوجود ما يفسره، وإبقاء الكلمة بلا تنوين دالا على وجوده في التقدير كما دل على بقاء المضاف إليه المحذوف في (قبل وبعد)

أرجو أن يكون الأمر قد اتضح

وتقبلوا فائق الاحترام وأسمى التقدير

ـ[أبومصعب]ــــــــ[08 - 06 - 2005, 05:51 م]ـ

فظننت أن هذا من قبيل السهو لأن الهاء في (أنه) من مثال سيبويه عائد إلى مذكور مثل زيد أو عمر، فلا يصح أن تكون الهاء في (لحقه) عائدة لشخص مذكور، فلا يقال: لحقُّ زيد أن زيدا ذاهب.

أشرت في المشاركة 44 إلى ما يؤيد هذا التقدير:

قال لبيد:

وَفِتيانٍ يَرَونَ المَجدَ غُنماً ... صَبَرتَ لِحَقِّهِم لَيلَ التَمامِ

قال الشاعر:

إِنَّ اِمرَأً كَبَتَ العَدُوَّ وَيَبتَني ... فينا المَحامِدَ حَقُّهُ أَن يُحمَدا

ومثله قول القائل:

فَتَبَسَّمَت عَجَباً وَقالَت حَقُّهُ ... أَن لا يُعَلِّمُنا بِما لَم نَعلَمِ

وقال عنترة:

فَلَم يَكُ حَقُّكُم أَن تَشتُمونا ... بَني العُشَراءِ إِذ جَدَّ الفَخارُ

قال الشاعر:

لَحَقُّ بَني شُغارَةَ أَن يَقولوا ... لِصَخرِ الغَيِّ ماذا تَستَبيثُ

فالضمير البارز - الهاء - في قوله (حَقُّهُ أَن يُحمَدا) يعود على الضمير المستتر في (يُحمَدا)

و الضمير البارز - الهاء - في قوله (حَقُّهُ ... أَن لا يُعَلِّمُنا) يعود على الضمير المستتر في (يُعَلِّمُنا)

وكذلك الأمر في (حَقُّكُم أَن تَشتُمونا) وفي (لَحَقُّ بَني شُغارَةَ أَن يَقولوا)

وتقبلوا فائق الاحترام وأسمى التقدير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير