ـ[الطائي]ــــــــ[26 - 05 - 2005, 12:05 ص]ـ
تبارك الله الذي أنعم عليك بكل هذا العلم يا أستاذنا، قد والله شعرتُ بالتضاؤل أمام شموخ علمِك بارك الله فيك.
أجمَلتَ وفصّلت، واستشهدتَ وبيّنت، واستقصيتَ فما قصّرت. كلّ ذلك بِلُغَةٍ سلسلة هي البيان جارياً، فما ثمَّ عيّ ولا حصَر.
شككتُ أني أقرأ لمشرف في منتدى حاسوبيّ، وتوهّمتُ أنّ أحد الأعلام قد بُعِثَ فهو يصبّ علينا العلم صبّاً.
ألا فلا يلومَنّي لائمٌ أن أحببتُ المقام هنا، ولا والله لا أشتري بهذه الدار داراً ولا بهؤلاء الجيران جيراناً.
وإن قيل لي: (احثوا التراب في وجوه المدّاحين)؛ فسأقول: أولئك المتزلّفون المنافقون، أما أنا فوالله ما عدا قولي ما اعتمل في فؤادي.
قد كشفتَ الغمة وأزلتَ الظلمة، فبان نور الحقيقة لكل ذي عينين.
لا أدري بأي لسان يمكن أن أواصل الجدل العملي مع هذا العلَم المسمى حازماً، فقد عقدت دهشة العلم اللذيذة لساني، وها هو يتعتع ويقول:
ما قاله أستاذنا عزّام من أن الخبر ليس هو المبتدأ في المعنى، إنما قصد بذلك المثالين الذين أوردتُهما، ولم يقصد التعميم.
وإنّي مشاكسك ومشاغبك يا أستاذي وقائلٌ لك متعتعاً: ما رأيك في هذا التقدير (أنا -أقف- ضدَّ الظلم)؟!
ستقول لي: أراك نقضتَ آخراً ما قلتَ أولاً من الرضوخ للحق واتباع النور بعد أن تبدّى. عندها أقول لك: ما أنا إلا مجادلٌ عنيد، عناد جهلٍ لا عناد علم، ولا زلتُ أميل - وما أشدّ ميلي عن الجادة - إلى رواية النصب، رغم ما أوضحتَ وبيّنت يا أستاذنا. فإن نفضتَ يدك منّي، وازوررتَ عن مجادلتي؛ فما أنا لك من اللائمين، وأنا اهل لأن يُفْعل ذلك بي.
غير أني مستنجزٌ إياك وعدك بالعودة، ومثلك لا يخلف ما وعد.
أقف الآن على شاطئ العلم ناظراً إلى بحره مستشرفاً جواريَك المنشآتِ كالأعلام.
وأنت يا أستاذنا (عزام) أعزم عليك ألاّ تتركني وحيداً أمام بحر حازمٍ الطامي فإني أخاف أن يبتلعني.
دمتم في حفظ الله ورعايته يا أحبّتي ...
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 12:36 ص]ـ
الأستاذ الكريم الطائي
اللغة العليا الغالبة أن يكون (ضدّ) مرفوعا على أنه خبر المبتدأ (أنا)، و (ضدّ) على وزن (فِعْل) كـ (مِثْل) و (شِبْه) ولم أجد من نصّ على أنه مصدر، وهو من الأضداد يعني يأتي بمعنى المثل وبمعنى المخالف أو النقيض، فإذا كان يجري مجرى (مثل) فإنه لا يتعرف بالإضافة، فيجوز أن نقول: هذا رجلٌ ضدُّ الظلم، فنصف به النكرة وهو مضاف إلى المعرفة، وإذا كان نكرة جاز على لغة حكاها الأخفش أن تقع حالا مغنية عن الخبر، في قولك: أنا ضدّ الظلم، أي: أن أنا أقف أو أَثْبُتُ مضادا للظلم، فحذف الفعل وبقيت الحال دالة عليه، والفعل هو خبر المبتدأ، وإليك ما قاله ابن مالك في شرح التسهيل:
(ومن الاستغناء عن خبر المبتدأ بحال مغايرة لما تقدم ذكره ما روى الأخفش من قول بعض العرب: زيدٌ قائما، والأصل: ثبتَ قائما، وأسهل منه ما حكاه الأزهري من قول بعض العرب: حكمُك مسمطا، أي: حكمك لك مسمطا، فحكمك مبتدأ خبره لك، ومسمطا حال استغني بها وهي عارية من الشروط المعتبرة في نحو: ضربي زيدا قائما، وعلى مثل هذا يحمل في الأجود قول النابغة الجعدي رحمه الله تعالى:
بدت فعل ذي ودّ فلما تبعتُها**** تولت وأبقت حاجتي في فؤاديا
وحلّتْ سواد القلب لا أنا باغيا **** سواها ولا في حبها متراخيا
أي: لا [أنا] أُرَى باغيا، فحذف الفعل، وجعل (باغيا) دليلا عليه، وهو أولى من جعل (لا) رافعة لـ (أنا) اسما، ناصبة (باغيا) خبرا، فإن إعمال (لا) في معرفة غير جائز بإجماع.) انتهى كلام ابن مالك.
وظاهر كلام ابن مالك أنه يجيز القياس على هذا اللغة، فإن جاز القياس عليها
فالنصب في (ضدّ) على هذه اللغة القليلة جائز على الوجه الذي بينته، والله أعلم.
مع التحية الطيبة.
ـ[الطائي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 08:18 ص]ـ
بارك الله فيك أستاذنا (الأغر) ...
أشكر لك إغاثتي بمشاركتك المبهجة، والتماسك توجيهاً لما ذهبتُ إليه، وقد أنجدتني قبل أن أستنجد بك، فلك اليد العليا.
دمت بأحسن حال ...
ـ[الطائي]ــــــــ[31 - 05 - 2005, 08:23 ص]ـ
نداء إلى الأستاذ / حازم
أستنجزك وعدك، وأرغب إليك العودة إلى آخر المشاركة الرابعة في هذا الموضوع ...
هل تفعل؟!
¥