ـ[الطائي]ــــــــ[02 - 06 - 2005, 10:17 م]ـ
جهالين ...
ما أنت - والله - بالثقيل، فما إطلالتك إلا الودق عذوبةً، وما إطراؤك إلا اللفظ المنتقى، في ثوبٍ عربيّ ضافٍ، جعلَنا الله عند حسن ظنك، وغفر لنا ولك.
كثّر الله أمثالك من عشاق الضاد.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 01:39 ص]ـ
أخي الطائي
ذكرت لك أنني لم أجد من جعل الضد بكسر الضاد مصدرا، وأعني بـ (من) أصحاب اللغة الذين ألفوا المعاجم اللغوية المشهورة، وللأمانة العلمية أذكر لك جانبا مما قالوا:
جاء في الصحاح:
الضِّدُّ واحد الأضداد والضديد مثله، وقد يكون الضد جماعة، قال تعالى: ويكونون عليهم ضدا. وقد ضادّه وهما متضادان. ويقال: لا ضد له ولا ضديد له، أي: لا نظير له ولا كفء له.
والضَّدّ بالفتح الملء، عن أبي عمرو، يقال ضد القربة يضُدّها، أي ملأها.
وأضدّ الرجل غضب. انتهى.
فليس في كلام الجوهري ما يفهم منه أن الضد بالكسر مصدر، وإنما الضَّد بالفتح هو مصدر بمعنى الملء، أما الضد والضديد فهو مثل الشبه والشبيه والمثل والمثيل، والند والنديد، وهذه صفات مشبهة.
وقال الأزهري:
الضِّدّ: كل شيء ضاد شيئا ليغلبه والسواد ضد البياض والموت ضد الحياة، تقول: هذا ضده وضديده، والليل ضد النهار إذا جاء هذا ذهب ذاك، ويجمع على أضداد.
قال الله عز وجلّ: ويكونون عليهم ضدا، قال الفراء، أي يكونون عليهم عونا ... وعن عكرمة ... قال: أعداء ..... قال الأخفش في قوله تعالى: ويكونون عليهم ضدا) لأن الضد يكون واحدا وجماعة مثل الرصد والأرصاد، قال والرصد يكون للجماعة.
وقال أبو العباس: قال الفراء: معناه في التفسير: ويكونون عليهم عونا، فلذلك وحد.
الحراني عن ابن السكيت قال: حكى لنا أبو عمر: والضد مثل الشيء، والضد خلافه.
قال: والضد الملء يا هذا.
وقال أبو زيد: ضددت فلانا ضَدّا أي غلبته وخصمته، ويقال: لقي القولم أضدادهم وأندادهم وأيدادهم، أي: أقرانهم.
وأخبرني المنذري عن أبي الهيثم، يقال: ضادني فلان إذا خالفك ... فهو ضدك وضديدك ...
وفلان نِدّي ونديدي، للذي يريد خلاف الوجه الذي تريده، وهو مستقل من ذلك بمثل ما تستقل به.
شمر عن الأخفش: الند: الضد والشبه، (وتجعلون له أندادا) أي: أضدادا، أي: أشباها.
وقال أبو تراب: سمعت زائدة يقول: صدّه وضده، أي صرفه عنه برفق. انتهى.
وهذا أيضا ليس فيه ما يدل على أن الضد بكسر الضاد يأتي مصدرا، وإنما الضَّدُّ بالفتح هو المصدر. وتفسير الفراء الضد بالعون بيان للمقصود من الآية، وليس بيانا للمعنى اللغوي للضد، فلا يمكن الاعتماد عليه وجعل الضد بالكسر مصدرا.
وفي اللسان مثل هذا لأنه ناقل عن الأزهري والجوهري، وكذلك في تاج العروس.
هذا ما جاء في أهم كتب اللغة التي عليها الاعتماد في أخذ اللغة. أما ما ذكره أبوحيان فلا أدري أهو اجتهاد أم نقل من كتب اللغة! فإن كان اجتهادا رُدّ عليه لأن اللغة لا تثبت بالاجتهاد، وإن كان نقلا من كتب اللغة قُبِل، فليُحَقق.
مع التحية الطيبة.
ـ[الطائي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 08:30 ص]ـ
فَلْتهنأْ بالعلم أيها الأغر، ولتهنأ بنفسك الكريمة التي أبَتْ إلا أن تفيض علينا مما أفاض الله عليها من أنوار العلم.
استقصاؤك هذه اللفظةَ بهذه الإجادة والإفادة، سرّنا أيّما سرور؛ فلله أنت!!
كن دائماً هنا فإشراقاتك تبهجنا ...
ـ[حازم]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 12:43 م]ـ
هلاَّ سَأَلْتِ الخَيلَ يابْنةَ " جَرْوَلٍ " * إنْ كُنتِ جاهِلةً بِما لمْ تَعلَمي
إذْ لا أزالُ على رِحالةِ سابِحٍ * نَهْدٍ تَعاوَرَهُ الكُماةُ مُكلَّمِ
طَورًا يُجَرِّدُ لِلطِّعانِ وتارةً * يأْوِي إلى حَصدِ القِسِيِّ عَرَمْرَمِ
يُخْبِرْكِ مَنْ شَهِدَ الوَقيعةَ أنَّني * أغْشَى الوَغَى وأعفُّ عِندَ المَغْنَمِ
ومُدَجَّجٍ كَرِهَ الكُماةُ نِزالَهُ * لا مُمْعِنٍ هَربًا ولا مُسْتَسلِمِ
جادَتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنةٍ * بِمثَقَّفٍ صَدْقِ الكُعوبِ مُقَوَّمِ
فَشَكَكْتُ بِالرُّمْحِ الأصَمِّ ثِيابَهُ * لَيسَ "الأغرُّ " على القَنا بِمُحَرَّمِ
زعم " ****"، أنَّ كلمة " ضِدّ "، بكسر الضاد، لا يمكن أن تكون مصدرًا، لأنَّ كتب اللغة المعتمدة، لم تنصّ على ذلك.
¥