قال الشاعرنم وإن لم أنم كَراي كَراكا
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 10:30 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشاعر: نم وإن لم أنم كراي كراكا
شاهد من الدمع أن ذاك كذاكا
موضع الشاهد في البيت هو قول الشاعر: "كراي كراكا، أي: نومي نومك.
تقول القاعدة النحوية المبنية على منزلة المعنى وأهميته: إذا تساوى المبتدأ والخبر في التعريف أو التنكير، فالأول هو المبتدأ والثاني هو الخبر.
إلا أن المعنى يمنع من تطبيق هذه القاعدة هنا، ويجب أن نحكم على "كراي" بأنه الخبر، وعلى "كراكا" بأنه المبتدأ، وعلى هذا يكون المعنى: نم وإن لم أنم فنومك نومي، لأن المخاطب هو الذي نام وليس المتكلم، ومن هنا فالشاعر يحكم على نوم المخاطب بأنه نومه.
وقد تم التقديم والتأخير من أجل الهدف اللفظي وهو التصريع.
ورحم الله من قال: الإعراب فرع المعنى.
والله أعلم
ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 11:16 ص]ـ
سواء تقدم المبتدأ، أو الخبر، فالدلالة واحدة كما يذكر النحاة.
ومنه قول الشاعر:
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا ــــــــ بنوهن أبناء الرجال الأباعد
د. مسعد زياد
ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 09:14 ص]ـ
هناك فرق في المعنى والإعراب بين: (بنونا بنو أبنائنا) و (بنو أبنائنا بنونا).وأنتظر مشاركة الأساتذة
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 10:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشاعر: نم وإن لم أنم كراي كراكا .. شاهد من الدمع أن ذاك كذاكا
موضع الشاهد في البيت هو قول الشاعر: "كراي كراكا، أي: نومي نومك. تقول القاعدة النحوية المبنية على منزلة المعنى وأهميته: إذا تساوى المبتدأ والخبر في التعريف أو التنكير، فالأول هو المبتدأ والثاني هو الخبر. إلا أن المعنى يمنع من تطبيق هذه القاعدة هنا ..
أخي عزام .. مع كل التحية والاحترام، فإن القاعدة تنطبق هنا أيضا .. فإن أعربت جملة (كراي كراك) استئنافية، فواضح فيها ما يلزم الابتداء للأول .. وإن أعربت حالية، فمن صاحب الحال؟ أهو فاعل نم (أنت) أم فاعل أنام (أنا)؟.فإن جعلته أنت كان التقدير (كراك كراي) وإن جعلته أنا كان التقدير (كراي كراك) فلما ظل الأمر بلا قرينة، وجب بقاء الابتداء للأول .. والله أعلم ..
ـ[ع الخويطر]ــــــــ[01 - 06 - 2006, 11:41 ص]ـ
إخوتي الكرام لقد جاء بحث هذا الموضوع في كتاب " دلائل الإعجاز للجرجاني، تحت عنوان " ضرورة ربط اللفظ بالمعنى "حيث يقول:
وذلك أنه لو كانت المعاني تكون تبعاً للألفاظ في ترتيبها لكان محالاً أن تتغير المعاني والألفاظ بحالها لم تزل عن ترتيبها فلما رأينا المعاني قد جاز فيها التغير من غير أن تتغير الألفاظ وتزول عن أماكنها علمنا أن الألفاظ هي التابعة والمعاني هي المتبوعة.
واعلم أنه ليس من كلام يعمد واضعه فيه إلى معرفتين فيجعلهما مبتدأ وخبراً ثم يقدم الذي هو الخبر إلا أشكل الأمر عليك فيه، فلم تعلم أن المقدم خبر حتى ترجع إلى المعنى وتحسن التدبر.
أنشد الشيخ أبو علي في التذكرة من الخفيف:
** نم وإن لم أنم كراي كراكا **
ثم قال: ينبغي أن يكون كراي خبراً مقدماً ويكون الأصل كراك كراي أي نم وإن لم أنم فنومك نومي. كما تقول: قم وإن جلست فقيامك قيامي.
هذا هو عرف الاستعمال في نحوه.
ثم قال: وإذا كان كذلك فقد قدم الخبر وهو معرفة وهو ينوي به التأخير من حيث كان خبراً.
قال: فهو كبيت الحماسة من الطويل:
بنونا بنو أبنائنا وبناتنا ... بنوهن أبناء الرجال الأباعد
فقدم خبر المبتدأ وهو معرفة.
وإنما دل على أنه ينوي التأخير المعنى ولولا ذلك لكانت المعرفة إذا قدمت هي المبتدأ لتقدمها فافهم ذلك.
هذا كله لفظه.
واعلم أن الفائدة تعظم في هذا الضرب من الكلام إذا أنت أحسنت النظر فيما ذكرت لك من أنك تستطيع أن تنقل الكلام في معناه عن صورة إلى صورة من غير أن تغير من لفظه شيئاً أو تحول كلمة عن مكانها إلى مكان آخر وهو الذي وسع مجال التأويل والتفسير حتى صاروا يتأولون في الكلام الواحد تأويلين أو أكثر ويفسرون البيت الواحد عدة تفاسير وهو على ذاك الطريق المزلة الذي ورط كثيراً من الناس في الهلكة.
وهو مما يعلم به العاقل شدة الحاجة إلى هذا العلم وينكشف معه عوار الجاهل به ويفتضح عنده المظهر الغنى عنه.
وإليكم الرابط لمن أراد الاستزادة: http://64.233.161.104/search?q=cache:0hNDCy9aN-0J:www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp%3FBID%3D209%26CID%3D11++%D9%88%D8%A5%D9%86+%D9%84%D9%85+%D8%A3%D9%86%D9%85+%D9%83%D8%B1% D8%A7%D9%8A+%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%A7+&hl=ar&gl=sa&ct=clnk&cd=1