أمُّك ثم أمُّك ثم أمُّك، ثم أباك ..
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 04:12 م]ـ
ورد في الصحاح حديث للنبي صلى الله عليه وسلم، حين سأله رجل، فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن الصحبة؟ فقال له: أمُّك ثم أمُّك ثم أمُّك، ثم أباك، ثم أدناك أدناك
وإعراب أمك، ظاهر! وهو خبر مبتدإ محذوف تقديره: أحق .. دل على ذلك السياق. ونصب: أباك بفعل محذوف أيضا، تقديره: ثم بر أباك. نص على ذلك النووي وغيره، ولكن أشكل عليّ صرف الكلام من الرفع إلى النصب .. فما وجه ذلك؟! وأي تعقيب أفادته ثم في الحديث، إذ التعقيب المشتهر عندنا هو التتابع في اللفظ والمعنى مثل قوله تعالى: هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا. الآية في غافر
إذا لم تستطع شيئا، فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع!
ـ[أبو طارق]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 04:17 م]ـ
إذا لم تستطع شيئا، فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع!
وهذا ما سأفعله:)
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[03 - 06 - 2006, 06:39 م]ـ
ورد الحديث بنصب الأم، وورد برفع الأب، ولا نستطيع الجزم بثبوت أحد هذه الأوجه عن النبي:=، فإن ثبت عنه:= ما ذكرته الأخت الفاضلة (عبير) حمل على المناسبة بين الثبوت والتوكيد، والتجدد وعدم التوكيد، ففضل سلام إبراهيم على الملائكة لا يخفى على بليغ، وللمرأة أن تفخر بمثل هذه العناية بها، في ظلام النقد النسوي، والبغي الجندري. هذا ما لدي، والله أعلم.
ـ[السُّهيلي]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 12:57 ص]ـ
.
أما ما أفاده التعقيب هنا .. والله أعلم .. أنه أفاد بيان عظيم منزلة بر الأم
ومكانتها .. فإنه إن كان هناك من يستحق البر بعدها فليس بشيء قريب
من منزلة برها .. فلا بد أن هناك تفاوت بين برها وبر غيرها
ولو كان الأب .. ولمّا كان ذلك كذلك وضعت منازل للبر الأول تلو الآخر
حتى يصل الأمر إلى المرتبة التي تليها فكانت للأب بعد ثلاث مراحل
ولاشكّ أن ثمّ أعطت تعقيباً لكل منزلة على المنزلة التي تليها لجعل تفاوت بين منزلة بر الأم وبر الأب ..
وكأن التقدير .. إذا كان هناك من يستحق البر بعد أمك فإنه يأتي
بعدها بثلاث .. منزلة لأمك ثمّ لأمك ثمّ لأمك ثمّ لأبيك ..
والله أعلم
ـ[أبو بشر]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 08:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أظن أن التعقيب هنا مستفاد من تفاوت الناس في درجات الأحقية بحسن الصحبة، فاسم التفضيل (أحق) يفيد المفاضلة في الأحقية والتفاوت في درجات الأحقية، فالسائل في رواية أخرى أعاد السؤال ثلاث مرات بقوله: ثم من؟ بمعنى ثم من أحق الناس بحسن الصحبة بعد ذلك، أي من يأتي في الدرجة الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة، فتأتي الأم في الدرجات الثلاث الأولى ويأتي الأب في الدرجة الرابعة.
وأما في هذه الرواية فكأنّ المعنى: من أحق الناس بحسن الصحبة في الدرجة الأولى؟ فيكون الجواب: أمك أحق الناس بحسن الصحبة في الدرجة الأولى، ثم أمك في الدرجة الثانية كذلك، ثم أمك في الدرجة الثالثة كذلك ثم أبوك في الدرجة الرابعة ... والله أعلم
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 11:23 ص]ـ
المنقول في الصحاح، هو ما ضبطته .. أخي عثكول! فأشكرك .. وأشكر أخي أبو طارق على ذا التواضع الجم! وأحيي معهما أخويّ السهيلي وأبو بشر ..
وقد فهمت من كلامهما، معنى التعقيب المستفاد من الحديث، وهو تعقيب يفهم ضمنا في الكلام .. وهل لهذا الاستعمال نظائر في العربية؟
ولي توجيه، يخص تقديم الرفع على النصب في سائر الكلام، وهو ما ذكره صاحب الكتاب وصاحب الخصائص .. من أن أصل الكلام الرفع، ثم جىء بقسيميه، النصب والخفض .. كما أن الأصل في الأسماء التذكير! ويستفاد من تقديم الرفع في اللفظ، تقديم المعنى .. والله تعالى اعلم
ـ[أبو بشر]ــــــــ[04 - 06 - 2006, 03:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحسنت يا أخي الكريم
نعم، حملنا التعقيب على معنى الترتيب مع أن التعقيب هو المقابل للتراخي في اصطلاح القوم، والذي حملنا على ذلك شيئان: الأول قول الأخ عبير (وأي تعقيب أفادته ثم في الحديث) والثاني أن التعقيب يفيد معنى الترتيب.
ولكن الصحيح هو ما قلت.
ـ[أبوالأسود]ــــــــ[06 - 06 - 2006, 11:31 م]ـ
:::
بعدطرح السؤال أجابه المصطفى:=أمك هكذا ثلاث مرات, وكأن السائل كان
ينتظرمن الرسول:= أويتوقع أن يقول له: (أبوك).
فلما أن فرغ ,ولم يذكره بأحقية الصحبة بعد الأم لربما تبادرلدهن السائل
أن الأب خارج من هذه الدائره, ولهذا كررالسؤال للمرة الرابعةفأتاه الجواب بعد
ذلك ,وقد انتهى من السؤال الأول بتأكيد ه ثلاثاوكان الجواب خلاف ما توقعه
السائل.
وكأنه:= يقول له إن كنت تقصد أباك فبره.
فمنزلة الأحقية للأم بالصحبة لايشاركها أحد فيها حتى الأب.
والله أعلم
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 06 - 2006, 12:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
في إعراب (أباك) وجهان:
الأول أن يكون معطوفا على (أمك) ويكون على لغة من يلزمون الأسماء الستة الألف، فقد يكون السائل من أصحاب هذه اللغة فأجابه الرسول:= بلغته، كما قال:= ليس من امبر امصيام في امسفر.
الثاني أن يكون مفعولا به لفعل محذوف كما ذكر.
أما الفائدة من الانتقال من الرفع إلى النصب فكما أشار إليه أخي عنقود الزواهر، أي أنه لما كانت الأم أحق عبر عن ثبوت حقها بالجملة الاسمية غير المقيدة بزمن، ولما كان الأب دونها اختير له الجملة الفعلية التي ترتبط بزمن محدد، وفيه أيضا مشاكلة لما بعده (أدناك أدناك).
مع التحية الطيبة.
¥