[هل "لا" في هذا السياق صحيحة؟]
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 04:41 م]ـ
ورد هذا السياق في كتاب "شرح معاني الآثار" لابن سلمة الأزدي الحنفي في جزئه الرابع، في كتاب "الكراهة" باب "القسم". وورد في الحديث لفظة "لا" التي أراها غير متسقة مع السياق الذي يستوجب "اللام وحدها" أو "ألا"؛ فما آراء الإخوة الكرام؟
... بالانتظار!!
......
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ النَّوْفَلِيُّ قَالَ: ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ الْمَوْصِلِيُّ عَنْ ابْنِ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَاقَالَتْ: أُهْدِيَ لِرَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لَحْمٌ فَقَالَ: أَهْدِي لِزَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ. قَالَتْ: فَأَهْدَيْتُ لَهَا، فَرَدَّتْهُ فَقَالَ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكِ (لَا) رَدَدْتِهَا، فَرَدَدْتُهَا. فَدَلَّ مَا ذَكَرْنَا عَلَى إِبَاحَةِ الْقَسَمِ، وَأَنَّ حُكْمَهُ حُكْمُ الْيَمِينِ. وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَأَبِي يُوسُفَ، وَمُحَمَّدٍ، رَحِمَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى. وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 09:34 م]ـ
ابن سلمة هو الطحاوي، فليتك ذكرته بما اشتهر به.
وقد وقع في النص المذكور تصحيف، صوابه: ما وقع عند ابن سعد، بلفظ: " فأهديت لها فردته فقال أقسمت عليك ألا زدتيها قالت فزدتها ... "، وعند الحاكم: " فأهديت لها فردته فقال زيديها فزدتها فردته فقال: أقسمت عليك ألا زدتيها فزدتها ... ". وفي إسناد ابن سعد الواقدي لا يوثق به، وقال الحاكم: "
هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه".
ـ[فريد البيدق]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 12:43 م]ـ
الكريم "عنقود الزواهر"؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
علمت الرويات التي أوردتها لكنني لم أرها دليلا على تصحيف الرواية الموجودة أو تحريفها.
فهل "لا" في هذا السياق صحيحة؟
... دام وجودك المثري!!
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 03:35 م]ـ
الكريم فريد، هي مصحفة كما تصحفت عليك لفظة الروايات إلى (الرويات)، وهذا الفن لا يعرفه حق المعرفة إلا أهله، فلا تعتمد على مجرد النقل من كتب لم تحقق جيدا، او من برامج حاسوبية، أو شبكية، فقد بلينا بكثرة التصحيفات في هذه البرامج التجارية، وفن التصحيف مشهور في كتب المصطلح، كالفتح والتدريب وأصلهما، وقد ألف فيه بعض مجايلينا كتابا مفيدا جدا، أسماه (التصحيف وأثره في الحديث والفقه وجهود المحدثين في مكافحته)، وثمة مسلك يقال له تخريج الحديث ودراسة ألفاظه وفق مختلف الروايات وهو مشهور عند أهل الاختصاص!!!!!؟ ووقوع التصحيف في روايات الحديث أمر مشهور عند أئمة الحديث، وقد قيل: لا يؤخذ العلم من صحفي، وهو من يعتمد على مجرد النقل من الصحف. فدع عنك توليد الإشكالات من هذه الرواية المصحفة.
وكتاب الطحاوي (شرح المعاني) لم يحقق جيدا، كما فُعل بأخيه شرح المشكل. وقد وقع اختلاف بين نسخ الكتاب المذكور في الرواية المذكورة أشار إليها محققه المرعشي، ومنها: "فقال" الأخيرة، وفي نسخة:"قالت"، ومنها: "الموصلي"، ففي نسخة: "المصلي".
وقد ذكر المحقق في المقدمة وجود تصحيفات كثيرة في الطبعات السابقة، طبعة لكنو، والأنوار، وتحقيقه-أيضا- لا يخلو من ذلك.
والحديث المذكور لم يذكر منه إلا بعضه، وتكملته عند صاحب المستدرك، وكاتب الواقدي، وفي أسانيدها مقال.
والحاكم أخرج الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، ووقع عنده: " أقسمت عليك ألا زدتيها، فزدتها، فردته، فدخلتني غيرة ... ". وأخرجه تلميذه أبو نعيم في الحلية من طريق عبد الرحمن، ووقع عنده التصحيف نفسه، الذي أشكل عليك، ففيه: " فأهديت لزينب، فردته، قال: رديها، فرددته، قال: أقسمت إلا رددتها فدخلتني غيرة ... ".
قال عنقود: والذي يدل على وقوع التصحيف في طبعة الحلية أن الهيثمي في كتابه (تقريب البغية بترتيب أحاديث الحلية) قد ذكر الحديث على الصواب، ففيه: " قال: زيديها، فزدتها، فردته، قال: أقسمت ألا زدتيها، فدخلتني غيرة ... ". فدخول الغيرة من الزيادة، مع الرد، وهو ظاهر.
والحديث أخرج بعضه ابن ماجه من طريق حارثة بن محمد، عن عمرة، ووقع عنده: " لأن زينب ردت عليه هديته فقالت عائشة لقد أقمأتك فغضب صلى الله عليه وسلم فآلى منهن". وممن أخرج الحديث من طريق عمرة: أحمد، إلا أنه لم يذكر القصة السابقة،
وعبد الرحمن وحارثة متكلم فيهما. والحديث يدل على أن سبب الإيلاء القصة المذكورة، والمحفوظ أن سبب الإيلاء غير هذا. وبالجملة، فهذا ليس موضع تفصيل القول في أسانيد وطرق هذا الحديث، وإنما القصد من إيراد ما أوردنا تقرير وقوع التصحيف في رواية شرح المعاني، والله الموفق.
¥