تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

من اللطائف القرآنية صيغتي: يتصدَّقون ويَصَّدَّقون.

ـ[نور صبري]ــــــــ[18 - 06 - 2006, 05:23 م]ـ

بيّن لنا د. فاضل السامرائي الفرق بين صيغتي يتَضَرَّعون ويَضَّرَّعون في الموضوع السابق وإاليكم الفرق بين (يتصدَّقون) و (يَصَّدَّقون) وما يُكِنَّه المعنى من اعجازبلاغي:

قال تعالى:::

(قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) [يوسف88].

وقال:

(إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الاحزاب35].

وقوله: (إنَّ المُصَّدِّقينَ والمُصَّدِّقاتِ وأقرَضُواْ الله قَرْضاً حَسَنَاً يُضاعَعَفُ لَهُم وَلَهُم أجرٌ كَريمٌ) [الحديد18].

فقال في آية يوسف: (المُتَصدِّقين)

وقال في آية الأحزاب: (والمُتَصدِّقينَ والمُتَصدِّقات)

غيرَ انه قال في الحديد: (إنَّ المُصدِّقينَ والمُصَّدِّقاتِ) بالابدال والادغام.

وقد ناسب كل تعبير موطنه.

ففي آية يوسف قال: (إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) ولم يقل: (المُصَّدِّقين) لإكثر من سبب:

منها: أنه مناسب لقوله: (وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ).

ومنها: أنهم طلبوا التصَدُّق عليهم ولم يطلبوا أن يبالغ لهم في الصدقة، وذلك من حسن أدبهم.

ومنها: أنه لو قالوا (إنَّ الله يجزي المصّدّقين) لأفاد بذلك أن الله يجزي المُبالغين في الصدقة دونَ من لم يُبالغ. وهذا غير مراد الله فإن الله يجزي على القليل والكثير وهو يجزي المُتَصَدِّق والمُصَّدِّق،

فقوله: (إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) يدخُل فيه المُصَّدِّقون، ولو قال: (يجزي المصّدّقين) لم يدخل المُقِلّون في صدقاتهم، والله اعلم.

وأما ما ورد في الأحزاب، فقد جاء بها على الأصل من غير إدغام وذلك للتفصيل في الصفات وتعدادها والإطالة في ذكرها، فناسب الفكَّ وليشمل عموم أصحاب الصدقة.

واما ما في آية الحديد، فإنه ذكر المبالغين في الصدقات، وذكر أنه يُضاعَف لهم، ولهم أجرٌ كريم، وكلٌ أقتضى مكانه، فإنه ذكر من بالغ في الصدقة في سورة الحديد لأنه تكرر فيها ذكر الإنفاق والنهي عن البخل، فناسب ذكر المبالغة في الصدقة.

فقد قال: (ءآمنوا بالله وَرَسولِه وأنفِقوا مِمَّا جَعَلَكُم مُستَخلَفينَ فيه فالذينَ آمَنُوا مِنْكُم وأنفَقُوا لَهُم أجرٌ كَبير).الاية7

وقال: (وما لكم الاَّ تُنفِقوا في سبيلِ الله ولله ميراثُ السماواتِ والارض).

وقال: (لا يستوي مِنكُم مَن أنفَقَ مِن قَبلِ الفتحِ وقاتل أُلائكَ أعظَمُ دَرَجَةً مِنَ الذينَ أنفَقوا من بعدُ وقاتَلوا).الاية10

وقال: (مَن ذا الذي يُقرِضُ الله قرضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لهُ ولهُ أجرُ كريم).

وقال: (إنَّ المُصَّدِّقينَ والمُصَّدِّقاتِ .... الاية18).

وقال: (الذينَ يَبخَلونَ ويأمُرونَ الناسَ بالبُخل وَمَن يَتَوَلَّ فإنَّ الله هو الغنيُّ الحَميد).الاية24

في حين لم يَرد ذكر للإنفاق والصدقات في سورة الأحزاب على طولها، وهي ثلاث وسبعون آية عدا ما ورد في هذه الآية التي جمعت عدداً من صفات أهل الإيمان، وقوله مخاطباً نساء النبي: (وَأَقِمنَّ الصلاةَ وءآتينَ الزكاةَ).الاية23

فناسب ذِكر المبالغين في الصدقات في الحديد دون الأحزاب،

والله اعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير