تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[عطف المتكلم بين المتذكر والمتوهم]

ـ[عزام محمد ذيب الشريدة]ــــــــ[10 - 07 - 2006, 02:53 م]ـ

[عطف المتكلم بين المتذكر والمتوهم]

يذكر ابن هشام في المغني ثلاثة أقسام للعطف، أولها: العطف على اللفظ، كقولنا: "ليس زيد بقائمٍ ولا قاعدٍ "،وشرطه إمكان توجه العامل (الطالب) إلى المعطوف، أي: إمكانية التضام المعنوي بين المعطوف وحرف الجر (الطالب) فلا يجوز في "ما جاءني من رجل ولا زيد" إلا الرفع عطفا على الموضع، لأن من الزائدة لا تعمل في المعارف، أو لا تجاور المعرفة، فلا يجوز ما جاءني من زيد " أو " ما جاءني من رجل ولا من زيد "بسبب التنافر المعنوي بين من الزائدة والمعرفة، وهذا يعني أن اختيار المتكلم للمعرفة إلى جانب من الزائدة يؤدي إلى التنافر المعنوي وعدم الصحة النحوية.

وقد يمتنع العطف على اللفظ وعلى المحل جميعا، نحو"ما زيد قائما لكن_أو _بل قاعد "لأن في العطف على اللفظ إعمال ما في الموجب، لأن "لكن" و"بل " تثبتان ما بعدهما وتنفيان ما قبلهما، فلا يحصل الانسجام المعنوي بينهما وبين "ما" النافية. وفي العطف على المحل اعتبار للابتداء مع زواله بدخول النواسخ، فلا يجوز العطف على شيء غير موجود الاّن، وهو الابتداء لأنه ذهب نتيجة دخول الناسخ على الجملة وتغير حكمها. والصواب الرفع على الابتداء أي: هو قاعد " وهذا يعني أن المتكلم يتذكر ما قاله ويربط بين المعاني برابطة القوة المعنوية.

ثانيها: العطف على المحل: نحو" ليس زيد بقائم ولا قاعدا" بالنصب عطفا على محل خبر ليس، لأن الأصل فيه أن يكون منصوبا، وهذا يعني علم المتكلم بحقيقة ما يقول وتصرفه بالكلام كيفما يريد.

ثالثها: العطف على التوهم: نحو" ليس زيد قائما ولا قاعد، بالخفض، على توهم المتكلم دخول الباء في الخبر كقول زهير:

بدا لي أني لست مدرك ما مضى

ولا سابقٍ شيئا إذا كان جائيا

حيث توهم أو تهيأ له أنه أدخل الباء على خبر ليس "مدرك" ولهذا عطف "سابق " بالخفض على" مدرك" بناء على هذا التوهم.

وهذا يعني أن المتكلم يراقب نفسه ويختار الكلمات حسب المعنى الذي يريد ويرتبها بناء على قوة العلاقة المعنوية.

وأخيرا، فالعقل البشري يعمل كما الحاسوب، حيث نزوده ببعض المعلومات الأساسية كالمفاعيل والمرفوعات والنواصب والجوازم، ومن ثم ينطلق بالعمل، فيختار ويرتب بحسب المعنى المقصود والأهمية المعنوية.

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير