تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[10 - 06 - 2006, 10:44 م]ـ

أخي داوود

ليس في الأمر ازدواجية

فالمنقوص غير المنون أي المعرف بـ (ألـ) يجوز حذف يائه والاكتفاء بالكسرة في حالتي الرفع والجر، مثل: جاء القاضِ، ومررت بالقاضِ، ولم يحتاجوا أن يعوضوا عن هذه الياء المحذوفة، لأن الألف واللام عمدتا الكلمة فلم تحتج إلى تعويض، فلما حذفوا الياء في حال التجرد من أل في نحو: جاء قاضِ ومررت بقاضِ، رأوا أن الكلمة بحاجة إلى تعويض عما حذف منها وهو الياء، فعوضوا عنها بالتنوين، فقالوا: جاء قاض ٍ ومررت بقاض ٍ، ثم إنهم وجدوا أن صيغة منتهى الجموع المنقوصة إذا حذفت منها الياء في حالتي الرفع والجر صارت خفيفة وانتفى عنها الثقل الذي منعها الصرف، فعوضوا عن الياء المحذوفة بالتنوين كالمنقوص المصروف.

أما في حالة النصب فلا يجوز حذف الياء من المنقوص تخفيفا، فلا يقال: رأيت القاض ِ، وإنما يقال: رأيت القاضيَ، فلما لم تحذف الياء من الجمع الأقصى المنقوص بقي على ثقله فمنع من الصرف.

أرجو أن يكون قد اتضح المراد.

مع التحية الطيبة.

ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 08:55 ص]ـ

الأخ الأغر .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..

أما المحلى بأل فإن (أل) صرفته ومنعته من التنوين، سواء حذفت الياء أم لم تحذف، فلم تعد ثمة حاجة للحديث عن المنع من الصرف .. ولم لا تحذف ياء المنصوب أيضا للمشاكلة؟. هذا على لهجة من حذف وقليل ما هم، أما الذين لم يحذفوا فماذا نقول فيهم؟.ولم لا نساوي عدم حذف الياء في حالة النصب بعدم حذفها في الرفع والجر عند من لم يحذفوها؟. هذا إن كان الاستثقال من أسباب المنع من الصرف .. وجزاك الله خيرا ..

ـ[أبو بشر]ــــــــ[11 - 06 - 2006, 09:08 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا أخي الفاضل الأغر حفظك الله ورعاك

سبق أن ناقشنا هذه المسألة قبل ولم ننتهِ - في رأيي - إلى نتيجة شافية حول مراد سيبويه (رحمه الله) من كلامه في هذا الصدد في الكتاب، حيث إنه لم يفصِّل القول فبات كلامه محتملاً لعدة تفسيرات، على كل هذا ما أريد أن أناقشه معك:

(1) أن سيبويه لم يعرب نحو (مررت بجوارٍ) فكيف نجزم بأن الإعراب الذي تفضلت به هو إعراب سيبويه لنحو"جوار"، ولا سيما أنك تعتبر الحرف الأخير المحذوف في إعرابك وهو الياء، هذا وأفهم من كلام سيبويه أن نحو "جوار" يصير خفيفاً بالحذف ومنصرفاً لأنه لم يعد على وزن "فواعل" لكنك في إعرابك تقدر الياء وتقدر عليها كسرةً بمعنى أنك تعرب نحو "جوارٍ" على هيئته الأصلية الثقيلة لا على هيئته الحالية الخفيفة فكان لا بد أن تقدر فتحة لا كسرة

(2) أنك لم تقدِّم تعليلاً صرفياًّ لما هو أصل "جوارٍ"، لكن يبدو من إعرابك أنك تقول بأن الأصل "جواريِ" بكسر الياء ولا أدري هل تثبت التنوين أم لا (أرجو إفادتك في هذا)، ويرد عليه ما نقلتُ في النقطة الأولى

(3) أن قولك في "قاضٍ" أصعب منه في "جوارٍ" إذ أصل "قاضٍ" قاضيٌٍ" بتنوين الصرف أو التمكين، أين ذهب هذا التنوين حتى يقوم مقامه تنوين العوض؟ إذ لا يتوافق والقواعد الصرفية (وأرجو نصاًّ صريحاً لا محتملاً على أن تنوين "قاضٍ" تنوين عوض)، كما أن شراح الكتاب (على ما أعلم) لا يقولون بأن تنوين نحو "قاضٍ" تنوين عوض.

(4) أن شراح الألفية متفقون على أن "جوارٍ" في حالة الجر مجرورة بفتحة مقدرة على الياء لنيابتها عن الكسرة، ولهم تعليلات مقنعة جداًّ كما أنهم يتطرقون لمسألة "هل الإعلال قبل المنع الصرف أو بعده" وبعضهم ينسب هذا المذهب إلى سيبويه وخليل، ووأذكر أنك قلت بأن هذا تفسير خاطئ لكلام سيبويه مع أنه منسوب إلى كبار النحاة

(5) أن القول بأن علامة الجر في "جوارٍ" فتحة مقدرة نائبة عن الكسرة منسجم مع القواعد تماماً ولا تعقيد فيه، بل التعقيد في كونها كسرة مقدرة على الياء لما بيّنّا، ويؤيد القول الأول أنه قد تظهر الفتحة للضرورة كما في (مولى مواليا) وغير ذلك من الشواهد، وهذا في رأيي يدل على أن الفتحة هي المقدرة لا الكسرة في حالة عدم ظهور علامة الجر

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير