ـ[أبو بشر]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 02:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذي أبا ذكرى حفظك الله
ما تقوله يؤيد كون "علو مكانة" تمييزاً بناء على ما يقوله السمين الحلبي في إعراب "حسيباً" من قوله تعالى (وكفى بالله حسيباً):
[قوله: {حسيباً} فيه وجهان، أصحُّهما: أنه تمييزٌ يَدُلُّ على ذلك صلاحيةُ دخولِ "مِنْ" عليه، وهي علامةُ التمييز. والثاني: أنه حال]
والله أعلم
ـ[أبو بشر]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 02:40 م]ـ
السلام عليكم
أما إعراب "علو" مفعولاً به فمشكل من حيث المعنى وذلك أن "حسب" هنا بمعنى "كفى" المتعدية إلى مفعول واحد لا بمعنى "كفى" المتعدية إلى مفعولين وذلك لأن المفعول الثاني هو المرغوب عنه والذي نريد التخلص منه، نحو: "كفانا الله شرَّهم" وقوله تعالى: (فسيكفيكهم الله)
وفي هذا يقول السمين الحلبي في إعراب قوله تعالى: (وكفى بالله حسيباً):
[و"كفى" هنا متعديةٌ لواحدٍ، وهو محذوفٌ تقديرُه: وكفاكم اللهُ". وقال أبو البقاء: "وكفى" تتعدَّى إلى معفولين حُذِفا هنا تقديرُه: كفاك اللهُ شرَّهم بدليل قوله: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ}. والظاهر أنَّ معناها غيرُ معنى هذه. قال الشيخ بعد أَنْ ذكر أنها متعدية لواحدٍ: "وتأتي بغيرِ هذا المعنى متعدية إلى اثنين كقولِه: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ}. وهو محلُّ نظر]
والله أعلم
ـ[أبو ذكرى]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 05:45 م]ـ
أستاذي المكرم أبا بشر
قصدت من حرف الجر أن علوَّ في حال النصب: منصوب على نزع الخافض وهو مضاف.
والمصدر بعده خبر للمبتدأ قبله.
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 05:54 م]ـ
علو مكانة، أضيف فيها (علو) إلى نكرة، فلم يستفد تعريفا، ومن ثم يمكن أن يقال فيها كما قيل في "مثلك" و"غيرك" في قولهم: له عشرون غيرك، ولي عشرون مثلك. قال أبو حيان: " التمييز بغير: أجاز ذلك يونس، فتقول: له عشرون غيرك، وتلقى سيبويه قول يونس بالقبول". وذكر قبل ذلك إجازة سيبويه التمييز بـ"مثل" في قولهم: " لي عشرون مثلك". و: " لي ملء الدار أمثالك".
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 06:03 م]ـ
أساتذتي: لم لا يكون التقدير: أنا شاعرٌ حسبي (من) علوّ مكانةٍ أن الهدى والفكر بعض شؤوني؟ كقول أحدنا: حسبك من كذا أنك كذا.
أخي العزيز أبو ذكرى .. إن التمييز بكل أنواعه يقبل (من) فقوله تعالى (واشتعل الرأس شيبا) أي من الشيب، واشتريت رطلا عسلا أي من العسل وهكذا .. فوجود من وحذفها لا يغير من الأمر شيئا ..
وقد أحسن العزيز أبو بشر بتقديم مثاله (خمسين ألف سنة)
أما النصب بنزع الخافض فهو سماعي في أربع جمل حصرا ولا يجوز القياس عليها، وإلا جاز لنا أن نجعل كل تمييز منصوبا بنزع الخافض؛ لأن علامة التمييز قبول (من) كما أن علامة الحال قبول (في) .. والله أعلم ..
ـ[علي المعشي]ــــــــ[15 - 06 - 2006, 10:49 م]ـ
إخوتي الأعزاء
أرى أن (علوَّ) بعيدة عن الحالية، وأراها من حيث المعنى تمييزا، وإذا كان التمييز لا يكون إلا نكرة فإن (علو مكانة) نكرة لأن النكرة ـ كما تعلمون ـ لا تكتسب غير التخصيص من إضافتها إلى نكرة مثلها.
أرى أن الشاعر كأنه رأى أن (علوًّا) لم تف بالمراد ولم تفك الإبهام تماما فأراد تخصيصها بالإضافة إلى النكرة، وأستشهد بشاهد ربما تتضح المسألة فيه أكثر، وهو قول جرير:
ألستم خير من ركب المطايا ... وأندى العالمين بطون راح
فلو قال: بطونًا لفسد المعنى وكان اللبس، فعمد إلى تخصيص التمييز بالإضافة إلى النكرة.
والله أعلم.
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[16 - 06 - 2006, 02:54 م]ـ
أحسنتم أيها الإخوة .. فلو جمعنا قوله تعالى: (كم لبثتم في الأرض عدد سنين) وقوله (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) وقول جرير (وأندى العالمين بطون راح) لتكونت لدينا الشواهد الكافية على جواز إضافة التمييز، أما أن يقع التمييز معرفة أو مشتقا، فقد فصلت في شروط جواز ذلك كتب النحو .. مما يسمح بوقف الحوار في هذه النقطة .. والله أعلم ..