تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

بري: حييت من بنات الثلاثة، وقال بعضهم: حيوا، بالتشديد، تركه عل ما كان عليه للإدغام؛ قال عبيد بن الأبرص: عيوا بأمرهمو، كما عيت ببيضتها الحمامه وقال غيره: استحياه واستحيا منه بمعنًى من الحياء، ويقال: استحيت، بياء واحدة، وأصله استحييت فأعلوا الياء الأولى وألقوا حركتها على الحاء فقالوا استحيت، كما قالوا استنعت استثقالاً لما دخلت عليها الزوائد؛ قال سيبويه: حذفت الياء لالتقاء الساكنين لأن الياء الأولى تقلب ألفاً لتحركها، قال: وإنما فعلوا ذلك حيث كثر في كلامهم. وقال المازني: لم تحذف لالتقاء الساكنين لأنها لو حذفت لذلك لردوها إذا قالوا هو يستحي، ولقالوا يستحيي كما قالوا يستنيع؛ قال ابن بري: قول أبي عثمان موافق لقول سيبويه، والذي حكاه عن سيبويه ليس هو قوله، وإنما هو قول الخليل لأن الخليل يرى أن استحيت أصله استحييت، فأعل إعلال استنعت، وأصله استنيعت، وذلك بأن تنقل حركة الفاء على ما قبلها وتقلب ألفاً ثمتحذف لالتقاء الساكنين، وأما سيبويه فيرى أنها حذفت تخفيفاً لاجتماع الياءين لا لإعلال موجب لحذفها، كما حذفت السين من أحسست حين قلت أحست، ونقلت حركتها على ما قبلها تخفيفاً. وقال الأخفش: استحى بياء واحدة لغة تميم، وبياءين لغة أهل الحجاز، وهو الأصل، لأن ما كان موضع لامه معتلاً لم يعلوا عينه، ألا ترى أنهم قالوا أحييت وحويت؟ ويقولون قلت وبعت فيعلون العين لما لم تعتل اللام، وإنما حذفوا الياء لكثرة استعمالهم لهذه الكلمة كما قالوا لا أدر في لا أدري. ويقال: فلان أحيى من الهدي، وأحيى من كعاب، وأحيى من مخدرة ومن مخبأة، وهذا كله من الحياء، ممدود. وأما قولهم أحيى من ضب، فمن الحياة. وفي حديث البراق: فدنوت منه لأركبه فأنكرني فتحيا مني أي انقبض وانزوى، ولا يخلو أن يكون مأخوداً من الحياء على طريق التمثيل، لأن من شأن الحيي أن ينقبض، أو يكون أصله تحوى أي تجمع فقلبت واوه ياء، أو يكون تفيعل من الحي وهو الجمع، كتحيز من الحوز. وأما قوله: ويستحيي نساءهم، فمعناه يستفعل من الحياة أي يتركهن أحياء وليس فيه إلا لغة واحدة. وقال أبو زيد: يقال حييت من فعل كذا وكذا أحيا حياءً أي استحييت؛ وأنشد: ألا تحيون من تكثير قوم لعلات، وأمكمو رقوب؟ معناه ألا تستحيون. وجاء في الحديث: اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم أي استبقوا شبابهم ولا تقتلوهم، وكذلك قوله تعالى: يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم؛ أي يستبقيهن للخدمة فلا يقتلهن. الجوهري: الحياء، ممدود، الاستحياء. والحياء أيضاً: رحم الناقة، والجمع أحيية؛ عن الأصمعي. الليث: حيا الناقة يقصر ويمد لغتان. الأزهري: حياء الناقة والشاة وغيرهما ممدود إلا أن يقصره شاعر ضرورة، وما جاء عن العرب إلا ممدوداً، وإنما سمي حياءً باسم الحياء من الاستحياء


والله تعالى اجل واعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير