تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لأن (إن) الشرطية هنا قد دخلت على (لم) فألغت عملها فيما يخص القلب، وخلصت زمن الفعل للمستقبل المحض.

كذلك أود الإشارة إلى أن الفعل (تتركي) يجوز أن يكون مجزوما بلم أو إن الشرطية لخلاف بين النحاة فمن قائل الجازم لم لقربه ومن قائل الجازم إنْ لقوته فكما ألغى القلب كذلك يلغي الجزم فيبقى لـ (لم) النفي فقط، وهذا الخلاف لا داعي له فالفعل مجزوم بأي منهما.

أعود إلى الجملة التي بين القوسين:

(لئن لم تتركي عذلي)

بالنسبة لجملة (تتركي) فهي لا محل لها من الإعراب لأنها جملة فعل الشرط غير الظرفي.

وأما الجملة الشرطية (المكونة من حرف الشرط وجملتي الشرط والجواب المحذوف) فهي أيضا لا محل لها من الإعراب إذ لا يحل محلها المفرد.

وجواب الشرط محذوف لأنه قد تقدم على الشرط ما هو جواب له في المعنى، ولكنه لا يصلح أن يعرب جوابا له. وهذا الجواب المحذوف يصلح للقسم وللشرط، والقسم أولى لأنه متقدم على الشرط غيرالامتناعي.

والمعنى:

(لئن لم تتركي عذلي إني زعيم أن يسأل .... )

وأما المصدرالمؤول (أن يسأل) فهو في محل جر بباء الجر المحذوفة، والجار والمجرور متعلقان بـ (زعيم) وهذا الحذف للجار مع بقاء عمله مطرد في مثل هذا الموضع أي حينما يكون المجرور مصدرا مؤولا ..

وإذا لاحظنا إعادة ترتيب البيت مع معرفة معنى (زعيم) تبين لنا أن المصدر مجرور بباء محذوفة ..

فأما (زعيم) فلا تعني في البيت (رئيس) وإنما هي بمعنى (كفيل) قال تعالى (وأنا به زعيم)، ومنه قول الشاعر:

إني زعيم ان أجئ بضرة** * قراسية فراسة للضرائر

فتكرم مولاها وترضى خليلها * **وتقطع من اقصى اصول الحناجر

وتستعمل (زعيم) عادة بأن يليها اسم مجرور بالباء مثبتة مع المفرد أو المصدر الصريح ويجوز حذفها مع المصدر المؤول كما في البيت.

وعلى ذلك يمكن كتابة البيت مرتبا حسب معناه وردّ الباء المحذوفة ليكون كالتالي: (لئن لم تتركي عذلي فإني زعيم بأن يسأل الحي عني أهل آفاق)

هذا اجتهادي والله أعلم بالصواب.

وسأجيب عن الشق الثاني من سؤالك لاحقا إن شاء الله.

ولك تحياتي.

ـ[عبد القادر علي الحمدو]ــــــــ[08 - 07 - 2006, 10:26 ص]ـ

ارجو توضيح ما يلي:

اليست جملة (إن لم تتركي عذلي) جواب قسم لا محل لها من الاعراب؟؟

هل اعراب جملة (لئن لم تتركي عذلي) اعتراضة أم حالية؟؟؟

وهل اعراب جملة (تتركي) فعل الشرط غير الظرفي أم داخلة ضمن الجملة السابقة إعتراضية أو حالية؟؟؟ حياكم الله جميعا

ـ[علي المعشي]ــــــــ[09 - 07 - 2006, 02:45 ص]ـ

ارجو توضيح ما يلي:

اليست جملة (إن لم تتركي عذلي) جواب قسم لا محل لها من الاعراب؟؟

هل اعراب جملة (لئن لم تتركي عذلي) اعتراضة أم حالية؟؟؟

وهل اعراب جملة (تتركي) فعل الشرط غير الظرفي أم داخلة ضمن الجملة السابقة إعتراضية أو حالية؟؟؟ حياكم الله جميعا

مرحبا أخي عبد القادر

جملة (إن لم تتركي عذلي) أرى أن لا محل لها من الإعراب، ولكنها ليست جوابا للقسم، وجواب القسم محذوف مفهوم من المعنى المتقدم عليه (إني زعيم لئن .... ) والتقدير (لئن لم تتركي عذلي إني زعيم أن يسأل ... )

جملة (لئن لم تتركي عذلي) يبدو لي ـ والله أعلم ـ أنها اعتراضية لا محل لها.

وأما جملة (تتركي) فلا محل لها من الإعراب لأنها جملة فعل الشرط غير الظرفي. وأما كونها جزءا من الجملة المعترضة فإليك التوضيح التالي:

يتكون أسلوب الشرط من ثلاث جمل:

1ـ جملة فعل الشرط.

2ـ جملة جواب الشرط.

3ـ الجملة الشرطية ويقصد بها الجملة الناشئة من ربط جملتي الشرط والجواب بأداة الشرط.

ولهذه الجمل الثلاث أحكام فيما يخص المحل الإعرابي وعدمه على النحو التالي:

*جملة فعل الشرط: لا محل لها من الإعراب إلا إذا كانت أداة الشرط ظرفية فتكون في محل جر بالإضافة.

*جملة جواب الشرط: لا محل لها من الإعراب إلا إذا اقترنت بالفاء أو إذا الفجائية فتكون في محل جزمٍ جواب الشرط.

*الجملة الشرطية: يكون لها محل في بعض الأحيان ولا يكون لها في أحيان أخرى مثلها مثل بقية الجمل فإن كانت ابتدائية أو معترضة ونحو ذلك فلا محل لها، وإن دلت على الحال أو الصفة أو الخبر ... إلخ كان لها محل من الإعراب.

ملحوظة مهمة:

قد تكون الجملة الشرطية لها محل من الإعراب، ولكن جملتي الشرط والجواب اللتين في داخلها ليس لهما محل، وقد يكون العكس بحيث لا يكون للجملة الشرطية محل، ولكن جملة فعل الشرط داخلها لها محل وذلك حينما تكون الأداة ظرفية، أو تكون جملة الجواب لها محل كأن تكون مقترنة بالفاء أو إذا الفجائية.

وعليه فجملة (تتركي) لا محل لها من الإعراب ليس لأنها جزء من جملة لا محل لها من الإعراب، وإنما لأنها جملة فعل شرط غير ظرفي، إذ إنه لو كانت أداة الشرط (إذا) لكان لجملة (تتركي) محل وهو الجر بالإضافة على حين تبقى الجملة الشرطية الكبيرة لا محل لها لأنها اعتراضية إن صح قولي بأنها اعتراضية ..

هذا ولك وافر الود.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير