تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجانِبْ صعَرَ الخدّ

إذا ساعدَكَ الجدّ

وزُمّ اللفْظَ إنْ ندّ

فَما أسعَدَ مَنْ زمّ

ونفِّسْ عن أخي البثّ

وصدّقْهُ إذا نثّ

ورُمّ العمَلَ الرثّ

فقد أفلحَ مَنْ رمّ

ورِشْ مَن ريشُهُ انحصّ

بما عمّ وما خصّ

ولا تأسَ على النّقصْ

ولا تحرِصْ على اللَّمّ

وعادِ الخُلُقَ الرّذْلْ

وعوّدْ كفّكَ البذْلْ

ولا تستمِعِ العذلْ

ونزّهْها عنِ الضمّ

وزوّدْ نفسَكَ الخيرْ

ودعْ ما يُعقِبُ الضّيرْ

وهيّئ مركبَ السّيرْ

وخَفْ منْ لُجّةِ اليمّ

بِذا أُوصيتُ يا صاحْ

وقد بُحتُ كمَن باحْ

فطوبى لفتًى راحْ

بآدابيَ يأتَمّ

ثمّ حسرَ رُدنَهُ عن ساعِدٍ شديدِ الأسْرِ. قد شدّ علَيهِ جبائِرَ المكْرِ لا الكسْرِ. متعرّضاً للاستِماحةِ. في مِعرَضِ الوقاحَةِ. فاختلَبَ بهِ أولئِكَ المَلا. حتى أتْرَعَ كُمّهُ ومَلا. ثمّ انحدَرَ من الرّبوةِ. جذِلاً بالحَبوةِ. قال الراوي: فجاذَبْتُه منْ وَرائِهِ. حاشيَةَ رِدائِهِ. فالتَفَتَ إليّ مُستسلِماً. وواجهَني مُسلِّماً. فإذا هوَ شيخُنا أبو زيدٍ بعينِه. ومَينِهِ. فقلتُ له:

الى كمْ يا أبا زيدْ

أفانينُكَ في الكيدْ

ليَنحاشَ لكَ الصيدْ

ولا تعْبا بمَنْ ذمّ

فأجابَ من غيرِ استِحْياء. ولا ارْتِياء. وقال:

تبصّرْ ودعِ اللوْمْ

وقُلْ لي هل تَرى اليومْ

فتًى لا يقمُرُ القومْ

متى ما دَستُهُ تمّ

فقلتُ لهُ: بُعداً لك يا شيخَ النّارِ. وزامِلَةَ العارِ! فَما مَثلُكَ في طُلاوَةِ علانِيَتِك. وخُبثِ نيّتِك. إلا مثَلُ رَوْثٍ مفضَّضٍ. أو كَنيفٍ مبيَّضٍ. ثمّ تفرّقْنا فانطلَقْتُ ذاتَ اليَمين وانطلقَ ذات الشِّمالِ. وناوَحْتُ مهَبّ الجَنوبِ وناوحَ مهبّ الشَّمالِ.

انتهي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قلت

ولما قرأتها , أعجبتني حكايتها , فليت شعري لو ان قومي يعلمون , أنهم إلى الموت صائرون , فكيف بهم في مشهد الحق , وقد عرضوا على الحق , فنصبت الموازين , وأزلفت الجنة للمتقين , وتغيظت جهنم للمجرمين , وختمت أفواههم , فما نفعتهم ردودهم , وشهدت عليهم جلودهم , بأنهم كانوا للظالمين جنودا , وللحاكمين عبيدا , فقلت مفصحا , ولقومي ناصحا

إلى كم يا أخي الهَمْ = وفي عُمْرِكَ تَغْتَمّ

تُلاقِي الموتَ والدَّمْ = والمَهَانَةَ والذََّمْ

من العيدِ إلى العيدْ = تُُسْتَبَاحُ مِنَ الجِيدْ

والسُّرورُ وقَدْ قِيْدْ = إلى الدَّمْعِ وَمَأتَمْ

إلى كم يا أخي الكَرْبْ = تُسْتَفَزُّ مِنَ الغَرْبْ

وتَلقي الضَّربَ والضَّرْبْ = ولا تَنْبَسُّ بالكَلْمْ

أما تَخْشَ من الهُلْكْ = وأيَّامُكَ في حُلْكْ

وَتَنْسَاقُ مع المُلكْ = وَتَنْقَادُ وَتَأْتَمّ

إذا لم ترفع الصوت = وقد حَاقَ بك الموت

فقد فات بك الفَوْتْ = وتُخْطِيْ الخَطَأَ الجَمّ

أما اشْتَقْتَ إلى العِزّ = وفي الأرضِ لكَ الرِّكْزْ

فالجهادُ لكَ الحِرْزْ = لتَرتَاحَ وَتَنعَمْ

إذا لم تحمل السيف = وتنهالُ على الزَّيْفْ

فقد حَافَ بك الحَيْفْ = والبِلَى بك قد عَمّ

فحَتاَّمَ تَجَافِيْكْ = عن الله تَغَافِيكْ

خِصَالٌ جُمِّعَتْ فيكْ = وَتُغْرِيْكَ فَتَنْدَمْ

ستُذْرِي الدَّمَّ والدَّمْعْ = إذا سُقْتَ إلى الجمع

وما أدْرَاكَ ما الجَمْعْ = فلا خَالَ وَلا عَمْ

إذا لم تَتَّقِ الْله = وَتَتَّكِلْ علىاللهْ

وَتُعْطِيْ الأمْرَ لْله = فالجَزَاءُ هُوَ الحَمّوالله ولي التوفيق

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير