تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل هذه المعلومة عن جحا صحيحة أم لا؟؟؟؟]

ـ[الأخفشية]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 07:03 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

جاءتني هذا الرسالة على الايميل ..

جُحَا من التابعين .. فاحفظوا عرضه

أذكر أن أحد الأفاضل قال لي: إنه يتوقع أن جحا من أهل الجنة، فقلت له: ولم؟ قال: لم يبق أحد من الناس إلا وقد اغتابه وأعطاه شيئا من حسناته!!

تأملت في عبارته كثيراً ودفعتني للبحث عن هذه الشخصية التي لطالما أثارت الجدل والأقاويل، ثم لما تبين لي أمره رأيت انطلاقاً من قوله صلى الله عليه وسلم:

" من ردّ عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " رواه أحمد والترمذي، وحفاظاً على مكانة من عُرف بالإسلام والصلاح، وإدراك القرون المفضلة أن أعرّف الناس به، ليحفظوا عرضه ويكفّوا عن ذكره بما لا يليق بمكانته.

أقول: إن (جحا) ليس أسطورة، بل هو حقيقة، واسمه (دُجين بن ثابت الفزاري – رحمه الله -)، أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه، وروى عن أسلم مولى عمر بن الخطاب، وهشام بن عروة، وعبد الله بن المبارك، وآخرون.

قال الشيرازي: جُحا لقب له، وكان ظريفاً، والذي يقال فيه مكذوب عليه.

قال الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة سنه. وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب "عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي (ص 373 وما بعدها).

وفي ميزان الاعتدال للذهبي (المجلد الأول، ص 326) ما نصه: جُحا هو تابعي، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك، وكان الغالب عليه السماحة، وصفاء السريرة، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة،. وقال الجلال السيوطي: وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له.

ونقل الذهبي أيضاً في ترجمته له: قال عباد بن صهيب: حدثنا أبو الغصن جُحا – وما رأيت ً أعقل منه -.

وقال عنه أيضاً: لعله كان يمزح أيام الشبيبة، فلما شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المُحدثون.

وقال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله -:" ... و منهم (جُحا) و يُكنى أبا الغصن، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل، و قد قيل: إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم ..

وأيّاً كان الأمر:

- فإن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة فهذا منكرٌ وجرمٌ كبير.

- وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه، والكذب عليه، وتصويره بصورة خيالية؟ كيف وهو متوفى؟ وقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم " أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم " رواه الترمذي ..

وهذه دعوة للجميع بالحرص والدقة والتأمّل فيما يُسمع أو يُقال، وفي الحديث:

" كفى بالمرء كذباً (وفي رواية إثماً) أن يُحدّث بكل ما سمع"

هل هذه المعلومة صحيحة أم لا ...

شاكرة لكم تعاونكم ..

ـ[باتل]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 07:22 م]ـ

جزيت الجنة أخية على هذه المعلومة.

هو في الجنة لو أن هذه المعلومة صحيحة ولا نزكّي على الله أحدا.

ننتظر ردا من أساتذتنا.

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 08:19 م]ـ

نعم ذكر ذلك وما ذكرته عن ابن الجوزي

وقال الحافظ ابن الجوزي - رحمه الله -:" ... و منهم (جُحا) و يُكنى أبا الغصن، و قد روي عنه ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل، و قد قيل: إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم ..

ذكره في كتابه الحمقى والمغفلين. وقد ذكر عنه حكاية وذلك أنه جاءه قوم يسألون عن دار رجل فقال: هي وراءكم فرجعوا فقال سبحان الله إنما أقصد أمامكم ثم قال: حدثت عن ابن عباس أنه قال في قوله تعالى: "َكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً " أي أمامهم.

لكن اسم جحا غدا شخصية فكاهية وليست كل القصص يراد بها شخص جحا هذا فقد تطورت شخصية ذلك الرجل بغض النظر عن قدره إلى شخصية فكاهية وزادت الحكايات المنسوبة إليه وبعضها محدث لا يناسب عصره.

ـ[الأخفشية]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 08:40 م]ـ

جزيت الجنة أخية على هذه المعلومة.

هو في الجنة لو أن هذه المعلومة صحيحة ولا نزكّي على الله أحدا.

ننتظر ردا من أساتذتنا.

وجزيت الخير كله ..

وأنا كذلك أتمناها صحيحة ..

فقد كثر الهمز واللمز بهذا المسلم ..

غفر الله لي ولك وللمؤمنين آجمعين ..

ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[17 - 01 - 2009, 08:41 م]ـ

معظم الآداب في العالم، تحتوي على شخصيات فكاهية في الغالب تكون من نسج الخيال، أو أنها تبلورت عن شخصية حقيقية لكن لا تحمل الاسم ذاته، ومن أمثال شخصية جحا شخصية (الدونكيشوت) في الأدب الغربي، وهناك شخصيات كثيرة في أدبنا العربي كشخصية (أشعب)، وقد ادعى بعضهم أن (عنترة)، (قيس بن ذريح) هما شخصيتان خياليتان، رغم استبعادي لهذا الطرح.

وأظن- والله أعلم- أن شخصية جحا هي من الشخصيات التي تبلورت إلى أن أصبحت شخصية فكاهية في تاريخ الأدب العربي تعارف عليها الرواة، لذلك لا أرى من حرج في ذكر نوادره وطرفه، ومما لا داعي له أن نجعل من مثل هذه الشخصية شخصية لأحد التابعين، فهذا ليس من الصواب بشيء، إنما هو تضليل لسير التابعين.

والله وحده أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير