تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[علم الأدب النثرى وتعريفه من القرآن]

ـ[فتحى حسان محمد]ــــــــ[03 - 04 - 2009, 01:43 ص]ـ

أصل الأدب

أولا لابد أن نعرف أصل كلمة الأدب، حيث أصلها من إرجاعها إلى المصدر فتكون أدبا، وأدب تعنى التأدب أو التأديب وهو الصنيع الحسن الذي يحتم:

التعليم؛ ليتحسن التناول والإلقاء، ويجود السلوك والأخلاق، ويوسع المدارك، ويثرى الألفاظ والكلام، ويعمق اللغة والحوار، ويجمل الجملة والعبارة، ويجمل الألفاظ، ويزيد من البلاغة، ويؤصل الفكر، ويعمق الفكرة0

التهذيب؛ لتخليص النفس من عيوبها وترويضها لما مآله السير الحسن المحمود، ثم لما هو متناقض فيكون بمثابة فن إدارة المتناقضات، والتي مبعثها الحاجات والمقاصد والغرائز الطبيعية فى النفس من شهوات الفرج والطعام والشراب والنوم وشهوات أخرى متعددة، والتهذيب هو الذي يدير ويتحكم فى هذه المتناقضات بفن وحكمة وتواز وتوازن0

الإصلاح؛ يأتي دوره لما ينفلت ويتهرب من رقابة التعليم وإدارة التهذيب فيأتي دوره ليمسك بالهارب الفالت ليتمكن منه؛ لكي يقوّمه ويسيطر عليه ويحوله من منفلت هارب إلى مضبوط مربوط، ومن فاسد إلى صالح، ومن غير مروض إلى مروض قابل لتنظيم المقنن، حسب الأوامر والنواهي بالقوانين الربانية التى تنظم حياة الناس فى دنياهم وأخراهم، والقوانين التشريعية الدستورية الوضعية الإنسانية التى تنظم حياة الناس فى دنياهم، وإن لم يقبل ويستكين بالوعد فتلجئه بوعيد لتخيفه وليتحمل التبعات، ثم بعد ذلك لا يكون له إلا أن يجنى العقاب0

الأدب يأتى منه الأديب، والأديب هو من يحسن الحديث، والحديث هنالك ما هو أحسن منه {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} الله تعالى هو الذي نزل أحسن الحديث، وهو القرآن العظيم متشابهًا في حسنه وإحكامه وعدم اختلافه تثنى فيه القصص والأحكام ومعاني الكلمات والحجج والبينات، تقشعر من سماعه وتضطرب جلود الذين يخافون ربهم؛ تأثرًا بما فيه مِن ترهيب ووعيد ثم تلين جلودهم وقلوبهم؛ استبشارًا بما فيه من وعد وترغيب، ذلك التأثر بالقرآن هداية من الله لعباده 0 والله يهدي بالقرآن من يشاء، ومن يضلله الله عن الإيمان بهذا القرآن لكفره وعناده، فما له مِن هاد يهديه ويوفقه، وهو القرآن الكريم الذي لا نستطيع نحن البشر أن نأتي بمثله، فعلى الأقل نقتدي به ولا نخالفه وقد منحنا التصريح أن نبدع من مثل أحسن الحديث ولا نبتدع {وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ} [الروم] ولقد بينَّا للناس في هذا القرآن مِن كل مثل، من أجل إقامة الحجة عليهم وإثبات وحدانية الله جل وعلا0 فى الحديث: حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي الأحْوَصِ قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَمَنْ دَخَلَ فِيهِ فَهُوَ آمِنٌ0 وفى حديث آخر: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ هُوَ الْهَجَرِيُّ عَنْ أَبِي الأحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ فَتَعَلَّمُوا مِنْ مَأْدُبَتِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ حَبْلُ اللَّهِ وَالنُّورُ الْمُبِينُ، وَالشِّفَاءُ النَّافِعُ، عِصْمَةٌ لِمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ، وَنَجَاةُُُُُُُُُُُ لِمَنْ اتَّبَعَهُ، لا يَزِيغُ فَيَسْتَعْتِبُ، وَلا يَعْوَجُّ فَيُقَوَّمُ، وَلا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ، وَلا يَخْلَقُ عَنْ كَثْرَةِ الرَّدِّ، فَاتْلُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْجُرُكُمْ عَلَى تِلاوَتِهِ بِكُلِّ حَرْفٍ عَشْرَ حَسَنَاتٍ أَمَا إِنِّي لا أَقُولُ الم وَلَكِنْ بِأَلِفٍ وََلام وَمِيمٍ0 [سنن الدارمى، من فصل فضائل القرآن برقم: 3181] فيظل لنا الحديث الذي نود ونجتهد أن نحسنه ولكي نحسنه نطعمه بذرة من

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير