تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ملحمة الخلافة ..]

ـ[نسمة الهجير]ــــــــ[22 - 01 - 2009, 07:01 م]ـ

ملحمة الخلافة

بِاسْمِ الإلهِ بَدأتُ القولَ أبتدرُ فهوَ الرَّحيمُ ورحمنٌ ومُقْتَدِرُ

وَعلى الرَّسولِ صلاةُ اللهِ أُرسِلُها وأحمُدُ الله حَمْداً كُلَّهُ عَطِرُ

وبعدُ .. هلْ يَعلمُ الأحبابُ ما الخبر أمْ غافلونَ وقدْ أَوْدَى بِهِمْ خَدَرُ

أمِ الرَّزايا هَوَت بالمُسلِمينَ وَقَد ألمَّت اليومَ والأعداءُ قدْ ظَفَروا

فأنذِرِ النّاسَ أنَّ القومَ قدْ هُزِموا مُستَضْعفونَ بِكلِّ الأرضِ قدْ دُحِروا

مُشَرّدونَ وَأعراضٌ قدِ اغتُصِبَتْ ولاجئونَ على الأصقاعِ هم نُثروا

مُطارَدونَ وَقَد ديسَت كَرامَتُهُمْ وفي السُجُونِ وَبِالقُضْبانِ قَدْ حُجِروا

تَكالَبَ الكُفْرُ مِن أطْرافِ كَوكَبِنا كما الذِئابُ على سَبْعٍ بِهِ خَوَرُ

فَبَعْدَما هَدَمُوا بِالأمسِ دَولتَنا ومَزَّقوا الأرْضَ باتَ الدينُ يُحْتَجَرُ

هَدَموا الخِلافَةَ واجتاحوا مَرابِعَها وَسَلّموا المُلك مَن خانوا ومَن غَدَروا

رُوَيبضاتٍ ومَجْهولي وِلادَتهم وَمن مُرائِينَ ثَوبَ الدّين إئتَزَروا

لِيَعزِلوا الدِّينَ عَنْ فَحوى مَعِيشَتِنا ويوكِلوا الأمرَ لِلطَّاغينَ ما قَدِروا

فَهاجَمونا هُجوماً شامِلاً أشِراً لَمْ يَترُكوا شُعْبَةً إلاَّ وَقَدْ نَخَرُوا

تَلَوَّنَ الشَّكْلُ وَالإسْلامُ بُغْيَتُهُمْ وَأوْغَلُوْا في جِرَاحِ الدِّينِ أو بَقَروا

كالضَّبْعِ وَالذِّئبِ وَسْطَ الليلِ جِيئَتُهُمْ كَحَيَّةِ الحَقْلِ تَحْتَ التِّبنِ تَسَتتِرُ

والمُسلِمُونَ تَنَاسَوا شَأنَ لَدْغَتِها فَعَاوَدَتْ لَدْغَهَا وَالدَّمُّ يَنْهَمِرُ

تُبَدِّلُ الحَيَّةُ الرَّقْطاءُ جِلْدَتَها تَدُسُّ بِالسُّمِّ عَلَّ الدِّينَ يَنْقَبِرُ

تُغَيِّرُ اللّونَ تَأتينا مُداويَةً فَتُوغِلُ الجُرْحَ رَاحَ السُّمُّ يَنْتَشِرُ

مُسْتَعمِرونَ بِرَاياتٍ مُلَوَّنَةٍ أوْ فَاتحِينَ وِلاياتٍ بِنَا غَدَروا

يُوَزِّعُونَ أسَاطِيْلاً تُحِيطُ بِنا تَئِنُّ مِن مَخْرِهَا الخِلجَانُ وَالجُزُرُ

بِاسْمِ التَّحَالُفِ وَالأعرَافِ قَدْ قَدِمُوا غَازِينَ بالظُّلْمِ لَمْ يُبْقُوا وَلَمْ يَذَرُوا

بِاسْمِ التَحَرُّرِ مِنْ أدْرَانِ طَاغِيَةٍ هُمْ نَصَّبُوهُ لِغَايَاتٍ بِما خَبِرُوا

بِاسْمِ الطَّبَابَةِ والصُّلْبَانُ رَايَتُهُمْ أوْ بِالإغَاثَةِ في النَّكبَاتِ قَدْ ظَهَرُوا

شَكْلُ المَصَالحِ وَالأحْلافِ هَيْئَتُهُمْ أو في حُقُوقِ بَنْي الإنسَانِ هُمْ أَمَرُوا

في النِّفْطِ وَالغَازِ وَالتَّعْدِينِ خِبْرَتُهُمْ أو لِلسَّلامِ وَفَرْضِ الأمْنِ قَدْ نُشِروا

مُسْتَشْرِقُونَ وَرُهْبَانٌ مُبَشِّرَةٌ وَبَاحِثُونَ وَفَنَّانُونَ هُمْ حَضَروا

وَغَايَةُ الأمْرِ أنْ نَنسى خِلافَتَنَا كَيْ لا تُقَامَ .. لِهَذا الأمْرِ قَدْ سَهَرُوا

وَسَخَّرُوا كُلَّ هذا الجَمْعِ في دَأَبٍ لِيَمْنَعُوا صَحْوَةَ الإيمانِ ما قَدِروا

فَأَيقَظُوا نَزْغَ قَوْمِيّاتنا فِتَناً وَأوْقَدُوْا النَّارَ بَيْنَ النَّاسِ تَسْتَعِرُ

فَيَقْتُلُ المُسْلِمُ المَفْتُونُ إخْوَتَهُ لِيُصْبِحَ القَوْمُ أشْتَاتَاً وَمَا شَعَروا

فِتَنُ المَذاهِبِ وَالعَشَائِرِ تَارةً أو بِالفَوَارِقِ في الطَّبَقَاتِ هُمْ ثَبَروا

فَالجاهِلِيَّةُ قَدْ عادَتْ كَسَابِقِها بِجِيْفَةِ المُنْتِنِ المُعْدِي بِمَا عَفَرُوا

بِالأمْسِ كُنّا هُدَاةً دَوْلَةً هَنِئَتْ وَاليَوْمَ صِرْنَا شُتَاتَاً بَعْدَما شَطَروا

هِيَ الصَّلِِيْبِيَّةُ الصَّفْرَاءُ تَبْعَثُهُمْ لِيَثْأَرُوا مِنْ صَلاحِ الدِّينِ ما ضَمَروا

لا يَرقُبُونَ بِنا إلاً وَلا ذِمَماً يَأْسَى لِفِعلِهِمُ مَنْ قَلبُهُ الصَّخَرُ

حَرْبُ الحَضَارَاتِ وَالأَفْكَارِ تَفْتِنُنَا بِاسْمِ التَمَدُّنِ شَنّوهَا وَمَا فَتَروا

حَضَارَةُ الغَرْبِ بُوْرٌ جَفَّ مَنْهَلُهَا نَفْْعِيَّةُ الطَّبْعِ نَهْبٌ شَاْنَهُ القَتَرُ

وَذِي الشُّيُوعِيَّةُ الحََمْقَاءُ قَدْ نَفَقَتْ بِالأمسِ كانَتْ عَلَى الإسْلامِ تَسْتَعِرُ

مَدَى القُرُونِ تغَذَّوا مِن حَضارَتنَِا حَضَارَةُ الهَدْيِ عَاشَتْ طَبْعُها المَطَرُ

حَيَاتُنا الأمْسِ عَدْلٌ طَعْمُها عَسَلٌ وَمُذْ جَحَدْنا فَبِالقَطِرَاْنِ نَعْتَكِرُ

وَمَجْلِسُ الأَمنِ خَصْمٌ يُدَّعَى حَكَمَاً وَلِلنَصَارَى وَإِسْرَائِيلَ يَنْتَصِرُ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير