تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[من حكم أبي العتاهية]

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[17 - 03 - 2009, 07:58 م]ـ

أبو العَتاهِيَة

130 - 211 هـ / 747 - 826 م

إسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، العنزي، أبو إسحاق.

شاعر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار وأبي نواس وأمثالهما. كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. ولد ونشأ قرب الكوفة، وسكن بغداد.

كان في بدء أمره يبيع الجرار ثم اتصل بالخلفاء وعلت مكانته عندهم. وهجر الشعر مدة، فبلغ ذلك الخليفة العباسي المهدي، فسجنه ثم أحضره إليه وهدده بالقتل إن لم يقل الشعر، فعاد إلى نظمه، فأطلقه. توفي في بغداد.

أذكر بعضاً من شعره في الزهد:

إِنَّ الطَبيبَ بِطِبِّهِ وَدَوائِهِ = لا يَستَطيعُ دِفاعَ مَكروهٍ أَتى

ما لِلطَبيبِ يَموتُ بِالداءِ الَّذي = قَد كانَ يُبرِئُ جُرحَهُ فيما مَضى

ذَهَبَ المُداوي وَالمُداوى وَالَّذي = جَلَبَ الدَواءَ وَباعَهُ وَمَنِ اِشتَرى

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[17 - 03 - 2009, 08:08 م]ـ

وقال أيضاً:

بَينا الفَتى مَرِحُ الخُطى فَرِحاً بِها = يُسقى لَهُ إِذ قيلَ قَد مَرِضَ الفَتى

إِذ قيلَ باتَ بِلَيلَةٍ ما باتَها = إِذ قيلَ أَصبَحَ مُثخَناً ما يُرتَجى

إِذ قيلَ أَمسى شاخِصاً وَمُوَجَّهاً = وَمُعَلَّلاً إِذ قيلَ حَلَّ بِهِ الرَدى

وقال:

قُل لِأَهلِ القُبورِ كَيفَ وَجَدتُم = طَعمَ مُرِّ البِلى وَثِقلَ التُرابِ

في بُيوتٍ سُقوفُها اللَبنُ فيها = أَسكَنَ المَوتُ جَوفَها أَحبابي

وَأَتاها البِلى فَمَرَّ عَلَيها = فَأَبَت أَن تَسيغَ رَدَّ الجَوابِ

أَكَلَ الدودُ مِن وُجوهٍ حِسانٍ = لَم تَزَل في غَضارَةٍ وَشَبابِ

بَدَّدَ المَوتُ شَملَهُم فَتَنادَوا = بِنَزالٍ إِلى بُيوتٍ خَرابِ

فَلَهُ الحَمدُ إِذ قَضاهُ عَلَينا = مُنزِلِ القَطرِ مِن مُتونِ السَحابِ

ـ[الباز]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 01:11 ص]ـ

ألف شكر أختي الباحثة ..

انتقاء متميز


وكان أبو العتاهية يلقب بأشعر الإنس والجن:
جاء في الأغاني:

حدثني اليزيدي قال حدثني محمد بن موسى قال حدثني جعفر بن النصر الواسطي الضرير قال حدثني محمد بن شيرويه الأنماطي قال: قلت لداود بن زيد بن زرين الشاعر: من أشعر أهل زمانه؟ قال: أبو نواس. قلت: فما تقول في أبي العتاهية؟ فقال: أبو العتاهية أشعر الإنس والجن
.

و كان من بين أطبع الناس شعرا .. فقد قيل أطبع الناس ثلاثة:
بشار و السيد الحميري و أبو العتاهية

حتى أن المسعودي قال:

أن أبا نواس جلس يوماً إلى بعض التجار ببغداد هو وجماعة من الشعراء فاستسقى الماء فلما شرب قال:
عذب الماء وطابا
ثم قال: أجيزوه، فأخذ أولئك الشعراء يترددون في إجازته، وإذا هم بأبي العتاهية فقال: ما شأنكم مجتمعين؟ فقالوا: هو كيت وكيت، وقد قال أبو نواس:
عذب الماء وطابا
فقال أبو العتاهية على الفور و البديهة:
حبذا الماء شرابا

و قد انتقيت لكم هذه الأبيات من شعره:

أَيا نَفسُ مَهما لَم يَدُم فَذَريهِ=ولِلمَوتِ رَأيٌ فيكِ فَاِنتَظِريهِ
مَضى مَن مَضى مِنّا وَحيداً بِنَفسِهِ=ونَحنُ وَشيكاً لا نَشُكُّ نَليهِ
رَأَيتُ أَقَلَّ الناسِ هَمّاً أَشَدَّهُم=قُنوعاً وأَرضاهُم بِما هُوَ فيهِ
ولا خَيرَ في مَن ظَلَّ يَبغي لِنَفسِهِ=مِنَ الخَيرِ ما لا يَبتَغي لِأَخيهِ

ألف شكر على الموضوع الماتع

:)

ـ[الباحثة عن الحقيقة]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 01:56 ص]ـ
وألف شكر للمعلومات القيمة التي قدمتها أخي الباز
ودعني أذكر هنا بعض الأبيات الرائعة التي تعبر عن فكر هذا الشاعر الحكيم وعمق تفكيره وإبداعه الشعري:

كَأَنَّ مَحاسِنَ الدُنيا سَرابٌ = وَأَيُّ يَدٍ تَناوَلتِ السَرابا
وَإِن تَكُ مُنيَةٌ عَجِلَت بِشَيءٍ = تُسَرُّ بِهِ فَإِنَّ لَها ذَهابا
فَيا عَجَباً تَموتُ وَأَنتَ تَبني = وَتَتَّخِذُ المَصانِعَ وَالقِبابا
أَراكَ وَكُلَّما أَغلَقتَ باباً = مِنَ الدُنيا فَتَحتَ عَلَيكَ بابا
أَلَم تَرَ أَنَّ كُلَّ صَباحِ يَومٍ = يَزيدُكَ مِن مَنِيَّتِكَ اِقتِرابا
وَحَقَّ لِموقِنٍ بِالمَوتِ أَلّا = يُسَوِّغَهُ الطَعامَ وَلا الشَرابا
أَلَيسَ اللَهُ مِن كُلِّ قَريباً = بَلى مِن حَيثُ ما نودي أَجابا
وَلَم تَرَ سائِلاً لِلَّهِ أَكدى = وَلَم تَرَ راجِياً لِلَّهِ خابا

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[18 - 03 - 2009, 03:02 م]ـ
اتهم أبو العتاهية بالزندقة وقد رجح الدكتور شوقي ضيف كونه زنديقا
ولكننا نقول العلم عند الله
وما رأيت في شعر هذا الرجل بأسا ولكنه تأثر بعصره وتقلب بتقلبه
فمن متخنث إلى ماجن إلى زاهد وهذا حال عصر أبي العتاهية

وبرأيي أن الزندقة كانت تهمة سياسية أكثر منها جنائية في ذلك العصر وقد يكون لتوبته
ورغبة الخلفاء بإعادة أبي العتاهية إلى ديدنه الأول لأجل التتنعم بأشعاره وغزلياته أثر في اتهامه بالزندقة

والحق يقال أن زهدياته وزهديات إبي نواس مع بعض زهديات المقلين في العصر العباسي (صالح عبد القدوس وسابق البربري) هي من أجمل الزهديات التي عرفها تاريخ الشعر العربي.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير