تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أخبار أبي عمرو بن العلاء]

ـ[الباز]ــــــــ[08 - 02 - 2009, 11:24 م]ـ

:::

السلام عليك ورحمة الله وبركاته

أبو عَمْرو بن العلاء (70هـ - 154هـ، 689 - 770م). أبوعمرو زيَّان بن العلاء بن عامر بن الحصين المازني التميمي، البَصْري، من أعلام القرن الثاني للهجرة. إمام أهل البصرة في القراءة والنحو، قدوة في العلم باللغة وأشعار العرب وأخبارها. وكان ثقة حجة في جميع ذلك. قال الأصمعي: جلست إلى أبي عمرو عشر حجج (سنوات) فلم أسمعه يحتج ببيت شعر إسلامي. وهو أحد القراء السبعة الذين انتشرت قراءتهم في الأمصار، وراوياه: أبو شعيب السُّوسي وأبو عمر الدُّوري.

ولد أبو عمرو بمكة وأمضى طفولته بالحجاز، ثم رحل إلى البصرة، وما لبث أن هرب مع أبيه من البصرة إلى الحجاز خوفًا من نقمة الحجاج بن يوسف، وقد أتاحت له هذه العودة مواصلة قراءته في مكة والمدينة، لكنه عاد إلى البصرة ليستقر فيها. وخلال جولاته في جزيرة العرب شَافَه أعرابها، ممن يوثَق بعربيته، وروى اللغة والشعر والأخبار عنهم. ويُروى أنه رواها عن رجال أدركوا الجاهلية، وتلقى عن شيوخ الحديث والقراءة والعربية في عصره مثل نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يَعْمُر، وعبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي، والحسن البصري، كما أخذ القراءة عن أنس بن مالك، وقرأ على أبي العالية، وسعيد بن جبير وعاصم بن أبي النجود، وعبد الله بن كثير المكي، وعطاء بن أبي رباح ومجاهد بن جبر وغيرهم.

وتتلمذ عليه الجيل الثاني من علماء العربية والقراءة والرواية مثل: الخليل بن أحمد، ويونس بن حبيب والأصمعي وأبي عبيدة، وعيسى بن عمر الثقفي، وخلف الأحمر، وأبي زيد الأنصاري.

وعلى ما أسسه من مقولات في اللغة والنقد، بنى تلاميذه نظراتهم عن الشعر والشعراء ومواقفهم منهم، كما يلاحظ عند الأصمعي.

لم يظهر له كتاب مدون، وإنما أورث علمه ومروياته تلاميذه، وقد ظهر ذلك في كثرة النقول عنه، وماينسبونه إليه من آراء، ومن مرويات ومعارف وأخبار.

قال تلميذه الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: مارأيت أحدًا قبلي أعلم مني. وقال الأصمعي: أنا لم أر بعد أبي عمرو من هو أعلم منه.

عن الموسوعة العربية العالمية

قال المرزباني: لم يكن أصحابه يعرفون اسمه سنين إجلالاً له، قيل: اسمه كنيته. قال الأصمعي: قلت لأبي عمرو بن العلاء: مااسمك؟ فقال: أبو عمرو. وقيل: إن أسمه زبان وهو أثبت، وقيل: ريان، وقيل: جزء، وقيل: عتيبة، وقيل: العريان وهو الأكثر عند العلماء، واسم أبي العلاء عمار

قيل: كانت دفاتر أبي عمرو ملأ بيت إلى السقف، ثم انتسك فأحرقها. وكان رأساً في القرآن والحسن حيُّ، وكان من التابعين، لقي أنس بن مالك. ومر الحسن به وحلقته متوافرة والناس عكوف، فقال: من هذا؟ فقالوا: أبو عمر. قالَ: لاإله إلا الله، كاد العلماء أن يكونوا أرباباً!

قال أبو عمرو: ماقالت الشعراء في شئ كما قالوا في المشيب، ومابلغوا كنهه.

------

وسأل رجل أبا عمرو حاجة، فوعده بقضائها، فتعذرت عليه بعد أجتهاد، فلقيه الرجل فقال له: قد غمني أن وعدتني وعدا لم تنجزه! فقال له أبو عمر: فمن أحق بالغم أنا أو أنت؟ قال الرجل: أنا المدفوع عن حاجتي. قال أبو عمرو: بل أنا لأني وعدتك وعدا، فأنت بفرح الوعد، وأنا بهم الإنجاز، وبت ليلتك فرحا مسروراً، وبت ليلتي مفكراً مغموماً، ثم عاق القدر عن بلوغ الوطر، فلقيتني مدلا، ولقيتك محتشماً، فأنا أولى بالغم منك.

-----

وقال: ماتساب اثنان إلا غلب ألأمُهما

-----

وقيل له: من أبدع الناس بيتا؟ فقال: الذي يقول:

لم يطل ليلي ولكن لم أنم ... ونفى عني الكرى طيف ألم

قيل: من أمدح الناس؟ قال: الذي يقول:

لمست بكفي كفه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفه يُعدي

فلا أنا منه ماأفاد ذوو الغنى ... أفدت وأعداني فبذرت ماعندي

قيل: فمن أغزل الناس بيتاً؟ قال: الذي يقول:

ختم الحُبُّ لها في عنقي ... موضع الخاتم من أهل الذمم

وقال: أرثى بيت قيل قول عبدة في قيس بن عاصم:

فما كان قيس هُلكه هلك واحدٍ ... ولكنه بنيان قومٍ تهدما

وقال: أحسن المراثي ابتداء قول " أوس بن حجر في فضالة بن كلدة العبسي:

أيتها النفس أجملي جزعا ... إن الذي تحذرين قد وقعا


وسمع أبو عمرو رجلاً ينشد:

أصبر النفس عند كل مهم ... إن في الصبر حيلة المحتال
لاتضيقن في الأمور فقد ... يكشف غماؤها بغير احتيال
ربما تجزع النفوس من الأمر ... له فرجة كحل العقال
وكان قد خرج يريد الانتقال وهو مختف من الحجاج فقال: ماالأمر؟ قال: مات الحجاج. قال: فلم أدر بأيهما أنا أفرح بموت الحجاج أم بقوله فرجة؟ وكنا نقول: فرجة من الفرج وغيره. (قال الأصمعي: بالفتح من الفرج وبالضم فُرجة الحائط).

-------
وقال أبو عمرو في قول جميل:
رمى الله في عيني بثينة بالقذي ... وفي الغر من انيابها بالقوادح
عيناها رقباؤها، وأنيابها ساداتها لا أسنانها التي في فيها، والقوادح الحجارة.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير