ما أطربكَ من الشعر ..
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 02 - 2009, 10:16 ص]ـ
كتب ابن سعيد الأندلسي: (المرقصات والمطربات).
وكتب ابن دحية الكلبي: (المُطرِب من أشعار أهل المغرب).
وكتب الثعالبي: (مَنْ غاب عنه المُطرِب).
وفيها ما فيها من مُطرب الشعر ..
ولكنها تبقى اختيارات ذوقية لمؤلّفيها،
والاختيار بعض من عقل الكاتب ..
فماذا يختار لنا أهل الفصيح مما يطربون له من الشعر؟
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[11 - 02 - 2009, 10:17 ص]ـ
إن التي زعَمَتْ فؤادّك مَلَّها=جُعِلتْ هواكَ، وقد جُعِلْتَ هوًى لَها
فيك الذي زعَمَتْ بها، وكلاكما=يُبدي لصاحبه الصبابةَ كلَّها
ويبيتُ بين جوانحي حبٌّ لها=لو كان تحت فِراشها لأَقَلَّها
ولَعَمْرُها لو كان حبُّكَ فوقها=يوماً وقد ضَحِيَتْ إذاً لأظَلَّها
وإذا وجدْتُ لها وساوسَ سلوةٍ=شفعَ الفؤادُ إلى الضمير فسَلَّها
بيضاءُ باكَرَها النعيمُ فصاغها=بلباقةٍ، فأدَقَّها وأجَلَّها
لما عرَضْتُ مُسَلِّماً لي حاجةٌ=أرجو معونَتَها وأخشى دَلَّها
مَنَعَتْ تحيتَّها، فقلت لصاحبي=ما كان أكثرَها لنا وأَقَلَّها
فدَنا فقال: لعلّها معذورةٌ =في بعضِ رِقْبَتِها، فقلت: لعلَّها
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[11 - 02 - 2009, 10:59 ص]ـ
جميل ماأتيت به أخي الحبيب د. عمر، واختيار مطرب منك.وحقيقة كثيرة هي القصائد أو البيات التي نصادفها فتطربنا ..
وفي كل باب من فنون الشعر نرى هناك أبياتاً تفعل فينا فعلها وأنا أدونها عندي بملف خاص وفي بعض المنتديات أقسمها حسب مواضيعها وللحقيقة أرى أنها أبيات تستحق الوقوف عليها ملياً، ومن هذه الأبيات للقاضي اللبني محمد بن عبد الواحد أتأثر بها كلما قرأتها:
سل سابل العبرات في الأطلال =كم قد خلوت بها بذات الخال
وجنيت باللحظات من وجناتها = ما غض منه الغض من عذالي
وهممت أرتشف اللمى فترنحت = فحمت جنى المعسول بالعسال
لو لم تكن مثل الغزالة لم يكن = بمنى لها عني نفور غزال
صدت ولولا أن تصدت لي لما = وصل الغرام حبالها بحبالي
فاعجب لجذوة خدها ولمائه= ضدان يجتمعان من صلصال
أنا في هجير محرقٍ مكن هجرها = فمتى أطفيه ببرد وصال
إن كان أعرض أو تعرض طيفها= فمدامعي كالعارض الهطال
ومن المحال يزور من عبراته = طوفانها قد طم طيف خيال
قالت وقد حذت العقيق بمثله = هلا بدمعٍ لا بدمع لآلي
فأجبتها ذي مهجتي في مقلتي = سالت فكيف زعمت أني سال
فتضاحكت فبكيت من فرط الجوى = شوقاً فما رقت لرقة حالي
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 05:47 ص]ـ
السلام عليكم
رائع جدا
جزيتم خيرا أيها الأحبة ...
ومن المطرب؛ قول ابن معصوم:
أَترَكتَني دِنفاً ورحتَ مُعافى = مَهلاً فَدَيتُك ما كَذا مَن صافى
هَلّا ذكرتَ لَيالياً بتنا بها = نَرعى النُجومَ ونذكر الأُلافا
كيفَ اِنفرادُك بعد أَن كنّا معاً = حاشا لمثلكَ ينقضُ الأَحلافا
أَنسيتَ لا أَنسيتَ فضلَ صبابةٍ = كنّا بِها نَستَسعفُ اِستِسعافا
فاليوم رحتُ وقد قَويتَ على الهَوى = وجوانحي أَمست عليه ضِعافا
وأَلِفتَ آنسَ مضجعٍ متبوّأ = وَمضاجعي لا تعرفُ الإِيلافا
لَو كنتَ تحفظُ في الهَوى أَنصفتني = أَو كنتَ تعرفُ في الهَوى إِنصافا
أَتظلُّ تُسقى في الغَرام سُلافة = وأَظلُّ أسقى في الغَرام ذُعافا
وأَبيتُ في حرِّ الغَرام مُقاطِعاً = وَتَبيتُ في بَرد الوصال مُوافى
ما جارَ من منع الحَبيبَ وإنَّما = جارَ الَّذي أَخذَ الحَبيبَ وحافا
ناصَفتَني حملَ الهَوى وتركتني = حتّى حملتُ من الهوى أَضعافا
فليهنكَ اليومَ الوصالُ فإنَّني = باقٍ وإِن أَخلفتني إِخلافا
ـ[أنس بن عبد الله]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 07:20 ص]ـ
هنا ما أطربني:
تفضلّوا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30260)
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 11:57 م]ـ
أحمد الغنام
رسالة الغفران
أنس بن عبد الله
أحسنتم جميعاً
ـ[الباز]ــــــــ[14 - 02 - 2009, 12:24 ص]ـ
ما يطرب كثير و أحيانا تلعب الحالة النفسية للمتلقّي دورا في الطرب لأبيات معينة ..
غير أنني أشارككم بهذه الأبيات الرائعة العذبة للقاضي أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني:
وما زلتُ منحازاً بعرضي جانباً=من الذل أعتد الصيانة مغنما
إذا قيل هذا مشربٌ قلت قد أرى=ولكن نفس الحر تحتمل الظما
أنهنهها عن بعض ما لا يشينها=مخافة أقوالِ العدى فيم أولما
فأصبح من عتب اللئيم مسلّماً=وقد رحت في نفس الكريم مكرما
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما=رأوا رجلاً عن موقف الذل أحجما
أرى الناس من داناهم هان عندهم=ومن أكرمتهُ عزة النفس أكرما
ولم أقض حقَّ العلم إن كان كلما=بدا طمعٌ صيرته لي سلما
ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي=لأخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غرساً وأجنيه ذلةً=إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أن أهل العلم صانوه صانهم=و لو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا=مُحيّاه بالأطماع حتى تجهّما
وإني إذا ما فاتني الأمر لم أبتْ=أقلّبُ كفي إثْره متندّما
ولكنه إنْ جاء عفواً قبلته=وإنْ مال لم أتبعهُ هلا وليتما
وأقبض خطوي عن حظوظٍ كثيرة=إذا لم أنلها وافر العرض مكرما
وأكرم نفسي أن أضاحك عابساً=وأنْ أتلقى بالمديح مذمّما
وكم طالب رِقِّي بنُعماه لم يصلْ=إليه وإنْ كان الرئيس المعظما
وما كل برقٍ لاح لي يستفزُّني=ولا كلُّ منْ في الأرض أرضاه مُنْعِما
ولكن إذا ما اضطرَّني الأمرُ لم أزلْ=أقلب فكري منجداً ثم متهما
إلى أن أرى منْ لا أغصُّ بذكره=إذا قلتُ قد أسدى إليَّ وأنْعَمَا
وكم نعمةٍ كانت على الحرِّ نقمةً=وكم مغنمٍ يعتدُّهُ الحرُّ مغرما
ألف شكر دكتور على الموضوع القيم
تقديري
¥