[الصراع والتعقيد في العمل الأدبي .. !]
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 03:37 م]ـ
قرأت في كتاب يتحدث عن الفنون السردية مقولة شغلتني كثيرا
قال: إن النص المسرحي أو القصصي يقوم على "الصراع" فلا بد من شخصيتين متضادتين في العمل حتى تكتمل عناصره
قضية الصراع في النص السردي ترجع إلى المسرح الإغريقي حيث الصراع بين الخير والشر وعلى ضوء نتيجة هذا الصراع تتحدد ماهية المسرحية أهي
ملهاة (كوميدية) في حين انتصار الخير أو مأساة (تراجيدية) إذا انتصر الشر
ولكن برأيي أن العمل الأدبي يمكن أن يقوم على غير الصراع فيمكن أن تكون هناك عقدة تحتاج إلى حل ويكون البحث عن الحل هو محور النص وليس بالضرورة أن تكون هذه العقدة صراعا
إذا فالكلام عن الصراع والشخصيات المتضادة لم يعد ينطبق على الأدب الحديث
فما رأيكم دام فضلكم .. ؟
ـ[ضاد]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 03:50 م]ـ
وهو كذلك أستاذ بحر الرمل. بني المسرح الإغريقي على الصراع بين الإنسان والآلهة أو الآلهم فيما بينها وهذا أحد أسباب عزوف العرب عن نقل المسرح الإغريقي إلى الحضارة العربية أيام ازدهار الترجمة في عصر المأمون.
أما الأدب الحديث فقد ذهب مذاهب كثيرة وشتى وتحرر من القوانين الأدبية والمسرحية القديمة.
ـ[الباز]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 04:41 م]ـ
معك حق أخي بحر الرمل
ليس شرطا أن يقوم العمل الأدبي على الصراع بل على العقدة كما تفضلت
-وإن كان الصراع بين الخير و الشر هو السمة البارزة في العمل الأدبي- ..
كما لا يجب أن ننسى في هذا الصدد أدبنا العربي التراثي الذي تمتد جذوره إلى
الأمثال و الحكم -التي هي قصص حقيقية أو متخيلة- و كذلك القصة الشعرية
عند أدباء ما قبل الإسلام وحتى ما بعده مرورا بما تبع ذلك من نهضة في العصر
الذهبي للإسلام فتحت الباب أمام فنون قص أخرى جديدة كالمقامة و كالقصص على ألسنة الحيوانات ..
هذا التراث القصصي يكاد يخلو من الصراع ويعتمد في مواضيعه غالبا إما على
العبرة و الموعظة أو السمر و التسلية ..
أما حديثا فهناك ما لا يقوم على عقدة أساسا -برغم نزوعه إلى تقليد الأدب الغربي- كأدب الأطفال مثلا ..
شكرا لك أخي بحر الرمل
ـ[المستبدة]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 08:33 م]ـ
أهلا بالبحر في الأدب!
أخيرا،جاءت حروفكم أهلا بك.
سأكون هنا ...
ـ[المستبدة]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 11:18 م]ـ
أما الأدب الحديث فقد ذهب مذاهب كثيرة وشتى وتحرر من القوانين الأدبية والمسرحية القديمة.
هذا صحيح.
كما لا يجب أن ننسى في هذا الصدد أدبنا العربي التراثي الذي تمتد جذوره إلى
الأمثال و الحكم -التي هي قصص حقيقية أو متخيلة- و كذلك القصة الشعرية
عند أدباء ما قبل الإسلام وحتى ما بعده مرورا بما تبع ذلك من نهضة في العصر
الذهبي للإسلام فتحت الباب أمام فنون قص أخرى جديدة كالمقامة و كالقصص على ألسنة الحيوانات ..
هذا التراث القصصي يكاد يخلو من الصراع ويعتمد في مواضيعه غالبا إما على
العبرة و الموعظة أو السمر و التسلية ..
أما حديثا فهناك ما لا يقوم على عقدة أساسا -برغم نزوعه إلى تقليد الأدب الغربي- كأدب الأطفال مثلا ..
لم أقرأ الردود وكنتُ سأعود لأقول مثل ذلك.
لقد أفاد وأجاد الأستاذ /الباز.
وعموما:
أرى أنّ العقدة أعم من الصراع، فلا بد أن تكون هناك عقدة، لكن ليس بالضرورة
أن يكون صراعا.والعقدة تطورفي مصطلح الصراع في القصة مثلا.
لكننا لا نستطيع القول: أنّ الصراع مادة قديمة فنيت، بل كثير من النقّاد يحتجّ بها.
تحيّة،،،
ـ[ضاد]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 11:25 م]ـ
نظرية الصراع والعقدة مقتصرة على الأدب السردي الطويل والقصير, والعقدة لا تعني ضرورة وجود مشكلة يجب حلها, بل تعني كذلك الخلاص بعد الأحداث إلى عبرة, وأي قصة أو رواية أو حكاية لا بد لها في الأخير من ذلك الشرط. حتى المقامات فهي ليست مجرد سرد دون عبرة, حتى وإن غلب التفكه والتندر فيها, إلا أن العبرة قائمة بالضرورة, ولا يجب عليها أن تكون ملفوظة, بل أكثرها مفهومة. وكذلك الأمثال والنوادر وحكايات ألف ليلة وليلة والروايات الحديثة, وحتى القصص القرآني فيه العبرة.
ـ[تميمي]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 10:21 ص]ـ
الأعمال الأدبية شاملة, ولا تقتصر في الصراع.
هذا رأيي.
ـ[أنوار]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 10:54 ص]ـ
بعض القصص تسير القصة بكاملها .. وليس بها إلا شخصية واحدة .. وصراعها مع ذاتها ..
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 02:37 م]ـ
بعض القصص تسير القصة بكاملها .. وليس بها إلا شخصية واحدة .. وصراعها مع ذاتها ..
هذا في المسرح نسميه "ميلو دراما"
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[19 - 02 - 2009, 02:45 م]ـ
أعتقد أن الأمر يرجع إلى تبعيتنا وتقليدنا لثقافة الغرب التي قامت على الأدبين الإغريقي واللاتيني
فالصراع أو التأزم هو أساس الأدب الإغريقي ووريثه الأدب اللاتيني
في المسرح كما عند سوفوكليس الصراع بين الإنسان والقدر "الملك أوديب"
وفي الأسطورة الصراع بين الإنسان والآلهة "سيزيف"
وفي الملحمة كما في إلياذة هومير وكذلك صراع أوديسيوس مع بوسايدون في الأوديسة
وكما عرض الأستاذ ضاد لبعض النصوص في تراثنا يكاد يكون الصراع معدوما
وهذا منطقي بسبب اختلاف الثقافات
ولكن لماذا ينظر بعض النقاد العرب قياسا على ما يقرأونه في الآداب الأجنبية وكأنهم يضعون لنا معايير قياسية يجب التزامها؟