[شعر علي الطنطاوي]
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 02:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنقل إليكم هذه القصيدة للشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله تعالى- وهي القصيدة الوحيدة له، وقد قال حين نشرها في: مجلة (المسلمون) سنة 1955م - في شوال سنة 1347هـ:
هذه قطعة من قصيدة، ما قال ناظمُها بيتاً من الشعر قط قبلَها ولا قاله بعدها، أعدّها في ساعة واحدة، وألقاها على الملك سعود وغلام محمد حاكم باكستان في الحفلة الكبرى في فندق بيج في كراتشي، ننشرها لنهزّ بها الشعراء، علّهم يقولون ما لم يستطع ناظمُها أن يقول:
أجلالةَ المَلِك العظيم سُعودِ=صقرَ الجزيرة وابنَ خير جُدودِ
يا خادم الحرمين: تتركُ ثالثَ=الحرمين يعدو فيه كلبُ يهودِ؟
هو حصنُ حقٍّ غاب عنه حُماتُه=هو قلعةٌ لكن بِغيرِ جُنودِ
لا العطرُ والنَّدُ المصفّى طيبُه=لكنَّ رياهُ شذى البارودِ
يُصْلى المصلّي النارَ في جَنَباته=والمسلمون بنومةٍ وهُجودِ
أينامُ من تُقري المدافعُ سمعَه=صوتا يزلزل قُنةَ الجُلمودِ
أينامُ من يمشي اللهيبُ بداره=يشوي حميمُ لظاهُ رملَ البيدِ
قد فرّ منه الناسُ إلا فتيةً=من كلّ قَرم ثابتٍ صنديدِ
قد أقبلوا يورون حرباً أدبرت=عنها أراهطُ عِدّةٍ وعَديدِ
ولقَوا بِلحْم الصدر أثقالَ العِدى=صبروا على نارٍ لهم وحديدِ
لا حِصن يحميهِ وإنّ حُصونهم=في كلّ ثغرٍ جُثّةٌ لشهيدِ
إنّ النحوس تعاقبتْ في أرضهم=أسُعودُ بَدّل نحسَهم بِسُعودِ
أسُعودُ، باكستان أكبرُ دولةٍ=ولأنت أكبرُ سيدٍ وعميدِ
أيضيعُ بينكما مُصلّى أحمدٍ=ويعودُ هيكلَ معبدٍ ليهودِ؟
المرأة الشلاء تحمي بيتها=أنُبيحُ بيتَ الخالقِ المعبودِ؟
وقال الطنطاوي- رحمه الله- في ذكرياته حين أدرج بعض هذه الأبيات:
أنا لست بشاعر، ولكني أرصف أبياتا إنْ لم تكن شعرا فإنها تُعبّر عن شعور. وقد ارتجلتُ هذه المقطوعة في الحفلة الكبرى التي أُقيمتْ لقضية فلسطين في كراتشي، وكان حاضرها الملك سعود والرئيس الباكستاني. (الذكريات 8/ 165).
نقلتُ هذا عن كتاب: فصول في الثقافة والأدب لعلي الطنطاوي- جمع وترتيب حفيده الكريم: مجاهد مأمون ديرانية.
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 08:27 ص]ـ
صيد ثمين أخي الكريم عاشق القلم، بارك الله لك، وقد كان الطنطاوي رحمه الله من أكثر الناس الذين يعيشون لقضايا أمتهم وكم من مقال له عن فلسطين والقدس وغيرها.
جزاك الله خير الجزاء.
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 10:54 م]ـ
حياك الله يا أستاذي الكريم أحمد الغنام
فعلا، لقد سُررتُ عندما رأيت هذه القصيدة وأحببت أن أُشرككم في المفاجأة
ورحم الله الشيخ العلامة، فإن له في كل فن إبداع، ولا شك أنه قادر كما رأينا على نسج الشعر الجميل ولكنه آثر النثر ووجد نفسَه فيه، ولا شك أيضا أنّ كثيرا من مقالاته وقصصه خير من ألف قصيدة مما يُنشر الآن.
شكرا لكم
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 11:38 م]ـ
رحم الله شيخنا الجليل علي الطنطاوي، وأجزل له المثوبة عما قدّمه لأمته من عطاء، علماً وعملاً ..
وأحسن الله جزاك أخي عاشق القلم على هذا النقل الثمين، والذي يُعد شيئاً نادراً من نوادر الشيخ، لا يعلمه إلا قلة من الناس.
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[02 - 04 - 2009, 05:07 ص]ـ
مرحبا أهلا وسهلا بالدكتور عمر
ولك بمثل، وإذا أردنا أن ننظر: هل أُُنصف هذا الشيخ؟
فلا شك أنّه لم يُعطَ نصفَ حقه .. والله المستعان
ـ[أريج]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 07:32 م]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله
جزاك الله خيرا على إيراد هذه القصيدة
حقًّا قصيدة بمئة من غيرها التي اشتملت على رخيص القول و سفاسف الكلِم الموزون!
رحم الله الشيخ الجليل و أسكنه فسيح الجنان.
هذا الموقع ( http://www.alitantawi.com/index.html) يحتوي على نبذة من حياته وتعريف بمؤلفاته و غير ذلك.
ـ[عاشق القلم]ــــــــ[08 - 04 - 2009, 01:52 ص]ـ
حياك الله أختي أريج
وجزاك خيرا على ما أضفتِ
ـ[خالد الصافي]ــــــــ[26 - 05 - 2009, 09:57 ص]ـ
رحم الله العالم الأديب الأريب الشيخ علي الطنطاوي وابياته لم تلامس نخوة المعتصم!
ـ[السراج]ــــــــ[27 - 05 - 2009, 11:50 ص]ـ
علي الطنطاوي
علمٌ ظل خفاقاً في أعلى القمم، لازلنا نستقي من كتاباته ومقالاته وقصصه الهادفة التي تنير العقول إلى الطريق القويم، فلله دره من أديب طاهر الفكر نقي السريرة ..
وأما القصيدة اليتيمة فقوية جزلة، وخطاب جريء ..
شكرا لك ..