[هل غادر الرؤساء من متردم]
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[09 - 03 - 2009, 04:59 م]ـ
قصيدة رائعة جداً للشاعر الدكتور/عبد الرحمن العشماوي
هل غادر الرؤساء من متردم =أم هل عرفت حقيقة المتكلم
سنة على سنة تراكم فوقها =تعب الطريق وسوء حال المسلم
سنة على سنة و أمتنا على =جمر الغضى و الحزن يشرب من دمي
قمم تُشَيَّدُ فوق أرض خضوعنا =أرأيت قصراً يُبتنى في قمقم؟!
يا دار مأساة الشعوب تكلمي =و عمي صباح الذل فينا واسلمي
إنا على المأساة نشرب ليلنا =سهراً وفي حضن التوجس نرتمي
ما بين مؤتمر ومؤتمر نرى =شبحاً يعبر عن خيال مبهم
التوصيات تنام فوق رفوفها =نوم الفقير أمام باب الأشأم
شجب و إنكار و تلك حكاية =ماتت لتحيا صرخة المستسلم
أ أبا الفوارس وجه عبلة شاحب =و أمام خيمتها حبائل مجرم
أ أبا الفوارس صوت عبلة لم يزل =فينا ينادي: ويك عنترة أقدم
ترنو إليك الخيل وهي حبيسة =تشكو إليك بعبرة و تحمحم
هلاّ غسلت السيف من صدأ الثرى =وعزفت في الميدان ركض الأدهم
هلاّ أثرت النقع حتى ينجلي =عن قبح وجه الخائن المتلثم
و أرحتنا من كل صاحب زلة =يوحي إليك بقصة ابني ضمضم
أ أبا الفوارس أمطرت من بعدكم =سحب الهدى غيثاً هنيء الموسم
لو أبصرت عيناك وجه محمد (صلى الله عليه وسلم) =و رأيت ما يجري بدار الأرقم
ورأيت مكة وهي تغسل وجهها =بالنور من آثار ليل مظلم
وفتحت نافذة لتسمع ما تلا =جبريل من آي الكتاب المحكم
ورأيت ميزان العدالة قائماً =يُقتص فيه ضحىً من ابن الأيهم
و رأيت كيف غدا بلال سيداً =ومضى الطغاة إلى شفير جهنم
لو أن عينك أبصرت إسلامنا =لخرجت من كهف الضلال المعتم
وحملت عبلة و الحجاب يزيدها = شرفاً و أطفأت اللظى في زمزم
لو عشت في الإسلام ما عانيت من =لون السواد ولا نضحت بمنشم
أ أبا الفوارس قد عرفتك حافظاً =حق الجوار تغض طرف الأكرم
ولقد رأيتك في خيالي و الوغى =تشتد حين كررت غير مذمم
فأَدَرْتُ دولاب الأماني أن أرى =في عصرنا وجه الشجاع المقدم
لكنَّ دولاب الأماني لم يدر =إلا بصورة خائف متوهم
كم فارس من قومنا لما رأى =لهب الرصاص أدار مقلة غيلم
ترك الضحايا خلفه وسعى إلى =قبو ليغمض مقلتيه ويحتمي!!
أ أبا الفوارس قف مكانك إننا =لنعيش في زمن الخداع المبرم
لم يدرك العربي في أيامنا =كرم الجدود ولا يقين المسلم
طُعِنَت كرامة أمتي في قلبها =ليس الكريم على القنا بمحرّم
و صراخ أسئلتي يجسد ما حوى =قلبي من الجرح العميق المؤلم
يا أمة الإسلام هل لك فارس =يغشى الوغى ويعف عند المغنم
إني ذكرتكِ و الجراح نواهل =مني وحرفي قد تلجلج في فمي
فوددت تمزيق الحروف لأنها =وجمت وجوم جبينكِ المتورم
يا أرض (داكار) اسألي عن حالنا =إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك مَنْ شهد الهزيمة أننا =بتنا على حال الأصم الأبكم
يا أرض داكار المشوقة ربما =رَفَعَت إليك الريح صوت اليُتَّم
ولربما فتحت لكِ الباب الذي =يفضي إلى الأقصى الجريح فيممي
ولربما أفضى إليك البحر في =زمن السكوت بسرّه فتفهمي
وتأملي كل الوجوه ورددي =ما تسمعين من الهتاف، ونغّمي
وإذا رأيت بشائر الفرح التي =ماتت لدينا فاصرخي وتكلمي
يا قادة الدول التي لم تتخذ =لغة موحدة أمام المجرم
في الكون دائرتان واحدة لها =ألق و أخرى ذات وجه أسحم
يا قادة الدول التي لولا الهوى =وخضوعها لعدوها لم تهزم
القمة الكبرى، صفاء قلوبكم =لله نصْرُ الخائف المتظلم
القمة الكبرى، خلاص نفوسكم =من قبضة الدنيا وأسر الدرهم
القمة الكبرى، انتشال شعوبكم =من فقرها .. من جهلها المستحكم
القمة الكبرى، جهادٌ صادق =وبناء صرح إخائنا المتهدم
أما مطاردة السراب فإنها =وهم يجرعنا كؤوس العلقم
مدوا إلى الرحمن أيديكم فما =خابت يد تمتد نحو المنعم
مدوا إلى الرحمن أيديكم فما =خابت يد تمتد نحو المنعم
مدوا إلى الرحمن أيديكم فما =خابت يد تمتد نحو المنعم
(((((الموضوع منقول)))))
ـ[ليث بن ضرغام]ــــــــ[09 - 03 - 2009, 05:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي النابغة على حسن اختيارك
تفضل إلى جانب هذه القصيدة معارضة أخرى لمعلقة عنترة
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=30123&highlight=%D5%ED%C7%DB%C9+%CC%CF%ED%CF%C9+%E1%E3%DA%E1%DE%C9)
هل غادرَ الشهداءُ في عُرسِ الدمِّ؟! = أم هل رأيتَ الصدقَ بعدَ توهّمِ؟!
ـ[أم جياد]ــــــــ[09 - 03 - 2009, 06:03 م]ـ
سلمت يداه شاعرنا الرائع عبدالرحمن العشماوي ..
لك الشكر على هذه المشاركة الرائعة ..
ـ[النابغة الحضرمي]ــــــــ[09 - 03 - 2009, 06:49 م]ـ
أنا من يشكركما على المرور و التعليق.
ـ[الفارس الملثّم]ــــــــ[09 - 03 - 2009, 07:15 م]ـ
.
لافض فوه , ولا عز شانئوه.!
بارك الله فيه , وبارك فيك أخي على منقولك المميز؛
دمتم بحفظ المولى ,,,
.
ـ[ناصر البيان]ــــــــ[09 - 03 - 2009, 08:10 م]ـ
جزيت خيراً شاعرنا الأول
فأنت كما عهدناك مبدعاً
صادقاً تعيش مع أوضاع أمتك
وآلامها وآمالها كل حين
وجزيت خيراً أخي النابغة على إتيانك بهذه الجوهرة الفريدة
¥