تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ذكاء المُبرد (والقعبض)

ـ[محمد سعد]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 12:42 ص]ـ

أخبرني علي بن أبي علي البصري، قال: حدثني أبي، قال: حدثني أبو علي الحسن بن سهل بن عبد الله الإيذجي، قال: حدثني أبو عبد الله المفجع، قال: كان المبرد لعظم حفظه اللغة، واتساعه فيها، يتهم بالكذب، فتواضعنا على مسألة لا أصل لها، نسأله عنها لننظر كيف يجيب.

وكنا قبل ذلك، قد تمارينا في عروض بيت الشاعر:

أبا منذر أفنيت فاستبق بعضنا

فقال بعضنا: هو من البحر الفلاني، وقال آخرون: هو من البحر الفلاني، فقطعناه، وتردد على أفواهنا من تقطيعه قبعض.

فقلت له: أنبئنا، أيدك الله، ما القبعض عند العرب ? فقال المبرد: القطن، يصدق ذلك قول أعرابي: كأن سنامها حشي القبعضا

قال: فقلت لأصحابي: هو ذا ترون الجواب والشاهد، إن كان صحيحاً فهو عجيب، وإن كان اختلق الجواب، وعمل الشاهد في الحال، فهو أعجب.

عن: نشوار المحاضرة وتاريخ بغداد ومعجم الأدباء وغيرها

ـ[المستبدة]ــــــــ[30 - 01 - 2009, 02:27 ص]ـ

صحبة المبرد لا تمل.

نشكر لك إضافة أضافت لنا ..

وتخليدا لعلّامة .. حفل به التأريخ.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 08:19 م]ـ

قال: وكان (صاعد بن الحسين) شديد البديهة في ادعاء الباطل، قال له المنصور بن أبي عامر (صاحب قرطبة) يوماً: ما الخنبشار?

فقال: حشيشة يعقد بها اللبن ببادية الأعراب، وفي ذلك يقول شاعرهم:

لقد عُقدَتْ محبّتُها بقلبي=كما عُقِدَ الحليبُ بخنبشارِ

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 11:04 م]ـ

قرأ الخليفة "المتوكل" يومًا في حضرة "الفتح بن خاقان"

قوله تعالى: {وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ} (الأنعام: 109)

بفتح همزة (أن)، فقال له الفتح:

إنها يا سيدي بالكسر، وصمم كل منهما على أنه على صواب، فتبايعا على عشرة آلاف درهم يدفعها من لا يكون الحق في جانبه.

وتحاكما إلى "يزيد بن محمد المهلبي"، وكان صديقًا للمبرد، ولكنه خاف أن يسخط أيا منهما، فأشار بتحكيم "المبرد، فلما استدعاه "الفتح" وسأله عنها قال: "إنها بالكسر، وهو الجيد المختار، وذكر تفسير ذلك والأدلة عليه".

فلما دخلوا على "المتوكل"

سأله عنها، فقال: يا أمير المؤمنين، أكثر الناس يقرءونها بالفتح،

فضحك "المتوكل" وضرب رجله اليسرى، وقال: "أحضر المال يا فتح".

فلما خرجوا من عنده عاتبه "الفتح" فقال المبرد:

"إنما قلت:

أكثر الناس يقرءونها بالفتح، وأكثرهم على الخطأ، وإنما تخلصت من اللائمة، وهو أمير المؤمنين"!

وتوثقت صلته بالفتح الذي أعجب بعلمه وذكائه وغزارة علمه وحسن حديثه؛ فكان كل منهما يحرص على وُدِّ صحابه، ويقدر له مكانته.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[31 - 01 - 2009, 11:50 م]ـ

ومثل ذلك نقلا عن أبي هلال العسكري من كتاب جمهرة الأمثال

ما أخبرني به أبو القاسم الحاسب، قال: قلت لبعض المتعاصين للعربية: ما العمال؛ وأخذته من طرفي كلمتين: ولم أعطكم في الطوع مالي، فقال لي: العمال حبل يشد به الحمار، وأخرج مخرج نظائره، فقالوا: شكال للفرس، وعقال للبعير. وعمال للحمار، قال: فتعجبت من حذقه بافتعال الخطأ، وإخراجه إياه مخرج الصواب.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[01 - 02 - 2009, 09:57 ص]ـ

قالوا: ودخل [صاعد] مرةٌ على المنصور، وفي يد [المنصور] كتاب [رسالة] ورد عليه من عاملٍ له في بعض البلاد اسمه ميدمان بن يزيد، يذكر فيه (القَلْبَ والتزبيل) وهي أسماء عندهم لمعاناة الأرض قبل الزرع،

فقال له المنصور: أبا العلاء!

قال: لبيك مولانا!

قال: هل رأيت فيما وقع إليك من الكتب كتاب (القوالب والزوالب) لميدمان بن يزيد?

قال: إي والله يا مولانا، رأيته ببغداد في نسخةٍ لأبي بكر بن دريد بخط كأكرع النمل، في جوانبها علامات الوضاع؛ هكذا هكذا!

فقال له: "أما تستحي أبا العلاء? هذا كتاب عاملي ببلد كذا الخ، وإنما صنعت لك هذه الترجمة مولّدةٌ من هذه الألفاظ التي في هذا الكتاب، ونسبته إلى عاملي لأختبرك! "

فجعل يحلف له أنه ما كذب، وأنه أمرٌ وافق.

ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[02 - 02 - 2009, 10:15 ص]ـ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير