[أوصيك بالحزن - لأبي فراس]
ـ[السراج]ــــــــ[15 - 02 - 2009, 06:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
غريب أمر أبي فراس، فبينما يدعو الشعراء الناس على التجلد والصبر يتكئ هو على الحزن ويدعو للتحلي به لأن الصبر - كما يقول - لم يجده في هذا الموقف ..
" أوصيك بالحزن"
أوصيك بالحزن ولا أوصيك بالجلد =جل المصاب عن التعنيف والفند
إنى أجلك أن تكفى بتعزية =عن خير مفتقد ياخير مفتقد
هى الرزية إن ضنت بما ملكت =منها الجفون فما تسخو على أحد
بى مثل مابك من حزن ومن جزع =وقد لجأت إلى صبر فلم أجد
لم ينتقصنى بعدى عنك من حزن =هى المواساة فى قرب وفى بعد
لأشركنك فى الأواء إن طرقت =كم شركتك فى النعماء والرغد
أيكى بدمع له من حسرتى مدد =وأستريح إلى صبر بلا مدد
ولاأسوغ نفسى فرحة أبدا =وقد عرفت الذى تلقاه من كمد
وأمنع النوم عينى أن يلم بها =علما بأنك موقوف على السهد
يامفردا بات يتكى لا معين له =أعانك الله بالتسليم والجلد
هذا الأسير المبقى لا فداء لها =يفديك بالنفس والأهلين والولد
ـ[سعد الحذيفي]ــــــــ[15 - 02 - 2009, 07:37 م]ـ
بعض الحزن تسلية للنفس,,,كما هي في الصبر
وبعضه محمود,,,وكثيره مذموم
لكن لا تحزن على دنياك
ـ[السراج]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 07:17 ص]ـ
شكرا لك على مرورك، وعلى إضافتك ..
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[20 - 02 - 2009, 07:48 ص]ـ
أبو فراس والحزن ... موضوع يستحق الحديث فكما قال عن نفسه
فَحُزنِيَ حُزنُ الهائِمينَ مُبَرِّحاً = وَسِرِّيَ سِرُّ العاشِقينَ مُضَيَّعا
لي عودة بحول الله
ـ[السراج]ــــــــ[15 - 04 - 2009, 06:29 م]ـ
شكرا رسالة الغفران ..
إنها ليست الأولى في قصائد أبي فراس حين ينحى هذا الاتجاه، ولعله قد أشار في كثير من أبياته بذلك، كيف وقد بدأ قصيدة التي طارت في الآفاق بأبيات تشعّ حيوية لكنها تتجه بدفة مقدمة القصيدة نحو الحزن أو دعوة لذلك ..
اقرأ معي:
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِ شِيمَتُكَ الصّبرُ=أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟
نعم أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ=ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ!
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَ الهوى=وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُ الكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَ جَوَانِحِي=إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَة ُ والفِكْرُ
فهو يتعجب من نفسه العصية على الحزن، ثم يقول أن بينه وبين هذا الحزن مقدار ضئيل بتمثيل قوله (تكاد) ..
كذا في أبيات كثيرة منها:
لي صديقٌ على الزمان صديقي=ورفيقٌ مع الخُطوب رفيقي
لو تراني اذا استهلت دموعي=في صَبوح ذكرته أو غبوق
أشربُ الدمع مع نديمي بكأسي=وأُحلي عقيانها بعقيق
ـ[الباز]ــــــــ[15 - 04 - 2009, 10:01 م]ـ
جميل ما كتبته هنا أخي السراج ..
انتقاء متميز و تحليل مشوق ..
شعر أبي فراس كله رائع .. قريب من النفس و القلب و العقل:
عَلَيَّ لِرَبعِ العامِرِيَّةِ وَقفَةٌ=تُمِلُّ عَلَيَّ الشَوقَ وَالدَمعُ كاتِبُ
فَلا وأَبي العُشّاقِ ما أَنا عاشِقٌ=إِذا هِيَ لَم تَلعَب بِصَبري المَلاعِبُ
أَخي لا يُذِقني اللهُ فِقدانَ مِثلِهِ=وأَينَ لَهُ مِثلٌ وأَينَ المُقارِبُ
فَمَن لَم يَجُدْ بِالنَفسِ دونَ حَبيبِهِ=فَما هُوَ إِلّا ماذِقُ الوُدِّ كاذِبُ
وإِنّي لَمِجزاعٌ خَلا أَنَّ عَزمَةً=تُدافِعُ عَنّي حَسرَةً وتُغالِبُ
ورِقبَةَ حُسّادٍ صَبَرتُ لِوَقعِها=لَها جانِبٌ مِنّي ولِلحَربِ جانِبُ
وكَم مِن حَزينٍ مِثلِ حُزني و والِهٍ=ولَكِنَّني وَحْدِي الحَزينُ المُراقَبُ
تحيتي
ـ[السراج]ــــــــ[16 - 04 - 2009, 12:54 م]ـ
شكرا على مرورك أخي الباز ..
ولأبياته - كما لشخصيته - وقع أميري شفاف.
سنعود لأبيات أخرى ..
ـ[السراج]ــــــــ[04 - 11 - 2009, 09:54 م]ـ
نعودُ لهذه الصفحة مطراً يغدقُ ووابلاً يرشقُ، نحاولُ إذكاء صورة أخرى لأبي فراس، صورة تُحاكي الحزن الذي تعوّده - كيف لا وهو الأسير - في حياته بين المعارك والقصور، بقيتْ له الروميات!
وهذه إحداها - بل هي مقطع من قصيدة فراسية رومية .. رسالة لابن عمه سيف الدولة.
يدهشني هذا الشاعر أنه (لا يوصي بالجلد)!!
لقد أخذتِ الأحداثُ منه مأخذها وتفننت في النيل من الأمير الشاعر.
أما إنه ربع الصبا ومعالمه=فلا عذر إن لم ينفذ الدمع ساجمه
لئن بت تبكيه خلاء فطالما=نعمت به دهرا وفيه نواعمه
رياح عفته وهي أنفاس عاشق=ووبل سقاه والجفون غمائمه
وظلامة قلدتها حكم مهجتي=ومن ينصف المظلوم والخصم حاكمه
مهاة لها من كل وجد مصونه=وخود لها من كل دمع كرائمه
وليل كفرعيها قطعت وصاحبي=رقيق غرار مخذم الحد صارمه
تغذ بي القفر الفضاء شملة=سواء عليها نجده وتهائمه
ـ[ملكي1]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 11:14 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[السراج]ــــــــ[05 - 11 - 2009, 05:12 م]ـ
جزاك الله خير
وبارك الله فيكِ أختي الكريمة ..
ـ[غريب حماة]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 12:16 م]ـ
أخي السراج
جُزيتَ خيراً وزُوّجتَ بكراً
لكن ألا ترى يا أخي أن جمال القصيدة قد ذهب به المطلع الذي زدتَ فيه حرفاً فتشوه جماله وتلاشت روعته
والأصل أن البيت هو كالتالي:
أوصيكَ بالحزنِ لا أوصيكَ بالجلدِ = جلَّ المصابُ عن التعنيفِ والفندِ
فمن أين جئت بالواو في الشطر الأول
كما أن البيت قبل الأخير هو كالتالي:
يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ = أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ
يبكي لا يتكى
رحمك الله وغفر لك
¥