[في وصف الشيب والكبر]
ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 01 - 2009, 03:11 م]ـ
قال نُويْفِع بن نُفيع الفقعسي يصف الشيب وكِبَره:
بانَتْ لِطِيَّتِها الغَداةَ جَنُوبُ، =وطَرِيْتَ، إِنَّك ما عَلِمْتُ طَرُوبُ
ولقَدْ تُجاوِرُنا فتَهْجُرُ بَيْتَنا، =حتَّى تُفارِقَ، أَو يُقالَ مُرِيبُ
وزِيارةُ البيْتِ، الذي لا تَبْتَغِي =فِيهِ سَواءَ حدِيثِهِنَّ، مَعِيبُ
ولقد يَمِيلُ بيَ الضَّبابُ إِلى الصِّبا، = حِيناً، فأَحْكَمَ رأْبيَ التَّجْرِيبُ
ولقد تُوَسِّدُني الفتاةُ يَمِينَها =وشِمالَها البَهْنانةُ الرُّعْبُوبُ
نُفُجُ الحَقِيبةِ لا ترى لكعُوبها =حدّاً، وليسَ لساقِها ظُنْبوبُ
عَظُمَتْ رَوادِفُها وأُكْمِلَ خَلْقُها، = والوَالدانِ نَجِيبةٌ ونَجِيبُ
لَمَّا أَحلَّ الشيْبُ بي أَثْقالَه، =وعَلمتُ أَنَّ شَبابيَ المَسْلُوبُ
قالَتْ: كَبِرْتَ، وكلُّ صاحِبِ لَذَّةٍ = لِبِلىً يَعُودُ، وذلك التَّتْبيبُ
هل لي من الكِبَر المُبينِ طَبيبُ = فأَعُودَ غِرّاً؟ والشَّبابُ عَجِيبُ
ذَهَبَتْ لِداتي والشَّبابُ، فليْسَ لي، = فِيمن تَرَيْنَ مِنَ الأَنامِ، ضَرِيبُ
وإِذا السِّنُونَ دَأَبْنَ في طَلَب الفَتَى، = لحِقَ السِّنُونَ وأُدْرِكَ المَطْلُوبُ
فاذْهَبْ إِلَيْكَ، فليْسَ يَعْلَمُ عالمٌ، = من أَين يُجْمَعُ حَظُّه المَكْتُوبُ
يَسْعَى الفَتَى لِينالَ أَفْضَلَ سَعْيهِ، =هيهاتَ ذاكَ، ودُون ذاك خُطوبُ
يَسْعَى ويَأْمُلُ، والمَنِيَّةُ خَلْفَه، = تُوفي الإِكامَ له، عليه رَقِيبُ
لا المَوْتُ مُحْتَقِرُ الصَّغِيرِ فعادلٌ= عنْه، ولا كِبَرُ الكَبِيرِ مَهِيبُ
ولَئِنْ كَبِرْتُ، لقد عَمِرْتُ كأَنَّني= غُصْنٌ، تُفَيِّئُه الرِّياحُ، رَطِيبُ
وكذاكَ حقّاً مَنْ يُعَمَّرْ يُبْلِه = كَرُّ الزَّمانِ، عليه، والتَّقْلِيبُ
حتى يَعُودَ مِنَ البِلى، وكأَنَّه = في الكَفِّ أَفْوَقُ ناصِلٌ مَعْصُوبُ
مُرُطُ القِذاذِ، فليس فيه مَصْنَعٌ، = لا الرِّيشُ يَنْفَعُه، ولا التَّعْقِيبُ
ذَهَبَتْ شَعُوبُ بِأَهْلهِ وبِمالهِ، = إِنَّ المَنايا لِلرِّجال شَعُوبُ
والمَرْءُ مِنْ رَيْبِ الزَّمان كأَنه = عَوْدٌ، تَداوَلَه الرِّعاء، رَكُوبُ
غَرَضٌ لِكُلِّ مَنِيَّةٍ يُرْمَى بها، = حتى يُصابَ سَوادُه المَنْصوبُ
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 01:31 م]ـ
جميل ماتصيدته لنا أخي الحبيب محمد سعد الخير بارك الله لك.
ومن جميل ماقيل أيضاً لفخر الدولة الكاتب:
ما الشيب إلا نعمةٌ = مشكورة فاشكر عليه
ما الغبن إلا أن تمو = ت وأنت لم تبلغ إليه
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[09 - 02 - 2009, 05:12 م]ـ
من أعجب الأبيات وأصدقها في وصف الكبر قول الشيخ الكبير:
اسمع أنبئك بآيات الكبر=نوم العشاء وسعال بالسحر
وقلة النوم إذا الليل اعتكر=وقلة الطعم إذا الزاد حضر
وسرعة الطرف وتحميج النظر=وحذر أزداده إلى حذر
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[12 - 02 - 2009, 12:46 م]ـ
وللشريف الرضي هذا البيت العجيب:
كأن سيفك ضيف الشيب ليس له .. إذا أتى عن ورود الرأس منصرف
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[12 - 02 - 2009, 07:29 م]ـ
يقول أحد الشعراء ممن وخطهم الشيب -مثلي- معللا نفسه:
تفاريق شيب في الشباب لوامع ... وما حسن ليل ليس فيه نجوم؟
ـ[المستبدة]ــــــــ[16 - 02 - 2009, 06:32 م]ـ
الأساتذة /
محمد/أحمد /عامر/طارق:
شكرا لكم على هذا المجموع الطيّب،
في ذم و وصف ذاك القادم ولا ريب!
اسمع أنبئك بآيات الكبر
نوم العشاء وسعال بالسحر
وقلة النوم إذا الليل اعتكر
وقلة الطعم إذا الزاد حضر
وسرعة الطرف وتحميج النظر
وحذر أزداده إلى حذر
أمّا هذه فأضحك الله سنك يا أستاذ:)
ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[22 - 02 - 2009, 11:16 م]ـ
ومن أمتع ماوصف به الشيب هذه الأبيات للشاعر النامي:
رأيت في الرأس شعرةً بقيت = سوداء تهوى العيون رؤيتها
فقلت للبيض إذ تروّعها = بالله إلاّ رحمت غربتها
فقلَّ لبث السوداء في وطنٍ = تكون فيه البيضاء ضرّتها