تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِذا حَشْرَجَتْ رُوحي لِنَزْعٍ مُحَتَّمٍ - وَمَزَّقَتِ الأستارَ عَنِّيَ مَوْتَتِي

رأيتُ الذي ما كنتُ أَرجو لقاءَهُ - وضاقَ به صَدْرِي وَضِقْت ُبِوَحْدتِي

وَيُقْبَضُ رُوحي رقَّةً أَم غِلاظةً - فلستُ بدارٍ ليت شِعْري بسَكْرتِي

فإمّا نَعيم الْقَبْرِ في مٌسْتََراِحهِ - وإِمَّا عَذابُ القَبْرِ يا سُوءَ وَيْلَتِي

لَئِِّنْ مُرّ بي فوق السّماواتِ طيِّباً - يُرَحَّبْ برُوحي من ملائِكِ رَحْمَةِ

وَإِنْ مُرَّ بي في مُنْتِنِ الرِّيحِ دُهْدِهَتْ - ِلخُبْثِيَ مِنْ عُلْوٍ إلى سُفْلِ حُفَرْتِي

وخِيْرَةُ أعمالي هناك تَمَثَّلَتْ - لِتُفْتَحَ لي في القَبْرِ خَوْخَةُ جَنَّةِ

وَأَمّا المعاصي فَهْيَ بابٌ إلى اللَّظَى - لِيَأْتيَني مِن لَفْحِها حينَ رَقْدَتِي

فِإِنَّ عَذَاب َالْقَبْرِ حَقٌّ كما أَتَى - به خَبَرُ الوَحْيَيْنِ يُروََى بِصِحَّبةِ

فيا نَفْسُ هل أَعْدَدْتِ شيئاً لِسَفرتي - ويا قَلْبُ هل قَدَّمْتَ شيئاً لقَدْمتِي

مَّتَى يَنْجَلي عنك الرُّيونُ وإنَّه - وَرَبِّي تَغَشَّاني ببالغِ فِتْنَةِ

وهل هي إلاّ صَيْحَة ٌفإذا بنا - نكون خُمُوداً لا حِراكَ بلَحْظَةِ

وَيَنْفُخُ إسرافيلُ في الصُّور بعدها - فَنُنْشَرُ من أَجْداثِنَا بعد لَمْحَةِ

إلى ربِّها نَسْلُ الخَلائِق كُلِّها - كذاك هو الحَشْرُ المَهوبُ بِعَرْضَةِ

إذا هُمْ أَتَوْا ربَّ البَرايا فإِنَّهُ - عليمُ بكُلِّ السِّرِّ من قَبْلِ جَهْرةِ

فَيَالوقوفِ العبد حينَ حِسابِه - لَدَى أَحْكَمَ الحُكَّام يا ذُلَّ خَجْلَتِي

فما لِكتابٍ لا يُغادرُ مُحْصياً - لِكُلِّ صَغيراتٍ قُبيل كبيرةِ

وميزانُها عَدْلُ ولا يُظْلَم ُ امْرُؤٌ - فتيلاً وإنْ يَعْمَلْهُ مثقالَ ذَرَّةِ

موازينُ مَنْ خَفَّتْ لِهاويةٍ هَوَتْ - وَمَنْ ثَقُلَتْ أَضْحَى رَضِيَّاً بعِيْشَةِ

هناك يكون الهاشميُّ محمَّدٌ - لَدَى الوَزْنِ يَرْجُو اللَّهَ رُجْحانََ كَفَّةِ

ويا وَيْلَ مَنْ زَلَّتْ على الجِسْرِ رِجْلُهُ - كَلاَليبُهُ يَخْطَفْنَ كُلاًّ بِزَلقَةِ

صراطٌ كَحَدِّ السَّيفِ والسَّيفُ دُونَهُ - أَدَقَّ إذا قارَنْتَ من حَجمْ ِشَعْرَةِ

هناك يقول الهاشميُّ محمَّدٌ - أيا ربِّ سلِّمْ أُمّتي ربَّ أمّتِي

فيعبرُهُ الأخْيارُ كالبرقِ خُلَّباً - ومنهم كأمثال الجِيادِ بحَلْبَةِ

وكم سائرٍ في مَشيه مُتكَفِّىءٍ - ومستعوذٍ بالله من شرِّ سَقطةِ

ونُورُ الذي صلّى سيبقى أمامَهُ - ويُعرفُ أصحابُ الوضوء بِغُرَّةِ

وسِيقَ أولو التقوى إلى الجنَّة التي - تتوقُ إليهم زمرةٍ بعد زمرةِ

بها الحُورُ والأنهارُ والثَّمرُ الذي - تشابهَ أُكْلاً وهو أنعمُ متعةِ

وسيق أولو العصيانِ نحوَ جهنمٍ - لها شررٌ مثلُ الجمالِ بصفرة

وترميه قصراً حيثُ يعلو شهيقُها - تَميَّزُ من غيظٍ لهائجِ فورةِ

كذاك جزاء الظالمين إذا انتهوا - الى سَقَرِ كانوا لها مثلَ طُعمةِ

أليسوا وقودَ النارِ فهي حجارةٌ - سيصلونها جمراً ولفحاً بشُعلةِ

فيا نَفْسُ عِفِّي عن حرامٍ ترينَهُ - هنيئاً مريئاً مستساغاً بلذةِ

وعُقباهُ سوءٌ يُعْضِضُ المرءَ كفّهُ - يقولُ أيا ليتي تحاشيتُ قُنْوتي

ولم أرتكبْ في جنبِ ربي معاصياً - وقد بان ما أسلفتُ مني بخُفيةِ

هلمِّي فتوبي قبلَ موتكِ إنهُ - لأقربُ من شسعٍ لنعلٍ وطيَّةِ

وقولي: أغثني ربّ في غمرةِ الهوى - وهبْ ليَ نوراً كي يشقَّ دُجُنَّتي

فيا منقذَ الغرقى ويا دافعَ البلى - ويا منجيَ الهلكى تحَنَّنْ لكُربتي

وليس سوى التوحيد عندي حجةٌ - وحب الذي استمسكتُ منه بعُروة

شفيعُ البرايا رحمةٌ لعوالمٍ - رؤوفٌ رحيمٌ وهو خيرُ وسيلتي

إلى جنة الخُلد التي جاء نعتُها - بمحكمِ آياتٍ جميلَ نميقَةِ

ففيها من الحور الحسانِ كواعبٌ - وشُبِّهن بَالمكنونِ بَيْضاً لرقّةِ

ومن قاصرات الطرف عِينٌ كلؤلؤٍ - صفاءً وأترابٌ وأبكارُ عُذرةِ

ويرفُلن فِي إستبرقٍ أو بسندسٍ - أرائكُ ياقوتٍ ومسكٍ بغُرفةِ

وحِصْلبُها درٌّ وفي رحباتها - زرابيُّ بُثت أو نمارقُ صُفَّتِ

ومن تحتها الأنَهارُ تجري وإنَّها - لمن عسلٍ أو من لبانٍ بصفوةِ

وجناتُ عدنٍ ماؤها غيرُ آسنٍ - وأَنهارُ خمرٍ شاربوها بلذةِ

ويُسقونَ كأساً من رحيقٍ مُخَتَّمٍ - يُحَلَّونَ فيها من أَساوِرَ فضةِ

عَلى سُرُرٍ موضوعةٍ ولهمْ بها - من الثمراتِ الدانياتِ لقطفةِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير