وجادتْ ولم تحْفلْ بدُنيا غرورة ٍ
ومنْ رُزق التوحيد لمْ يأبه العُمْرا
حمَلنا به للناس منك رسالة ً
مددْنا بها للفتْح أضلاعَنا جسْرا
وصلْنا حُدودَ الصينِ،، في كًلّ موطئ ٍ
يعانقُنا نصرٌ فنُتْبعُهُ نصْرا
وما تعِبَتْ يوماً سرايا جهادِنا
اذا اقٌتحَمَتْ برّاً وانْ ركِبَتْ بحْرا
فَسَلْ تونس الخضراء،، زيْتون أرضِها
وسلْ قيروانَ الفاتحينْ وسلْ مِصرا
أليْس بحدّ الحُبِ رقّتْ قلوبُها
فجاءتْ الى الاسلامِ أفواجٌها تتْرى
وليْس بحد السيْف فالسيْفُ آلة ٌ
اذا عافها الايمانُ أدْمنت الشّرا
وكانت وصاياك الدليلَ لزحْفنا
فلا تهدموا دارا ولا تطْعنوا غدْرا
ولا تقطعوا زرعاً ولا تُسلبوا فتىً
ولا تقتلوا شيْخا ولا أمَة ً حيْرى
اذا كان للأخلاق في الحرب سيّدٌ
فإنك للأخلاق سيّدُها طُرّا
عجيبٌ هو الحبُ الذي جئتنا به
وأعجبُ ما فيه سماحتُهُ حصْرا
فأيُ نبي ٍ في الديانات كلِّها
مُقابل حرْف واحدٍ أطلق الاسرى
نحبُّك،، أيْ والله نبضُ قلوبِنا
يُرددُ طه والعليمُ بها أدرى
فحُبك في الاولى ينيرُ طريقنا
وحُبُّك في الاُخرى يُجنّبُنا سقْرا
وحُبك في الدارين خيرٌ ونعمة ٌ
ونحنُ به اولى ونحْنُ بها أحْرى
اليكَ أبا الزهراء هاجرَ خافقي
فحُبُّك في الاحشاء أوْقدها جمْرا
يُحاصرُني أنّى اتجهْتُ يحوطُني
ويعْصرُني عصْرا فأنظُمُهُ شعْرا
وأسكُبُهُ شهْداً وفي الشهد حكْمة ٌ
متى ذاقَهُ المعلول من دائه يبرا
أما والذي أعْطى فأرضى نبيّهُ
وعنْد اشتداد الخطْبِ ألْهمَهُ الصبْرا
جرى حُبّ طه في القلوب تدفقاً
وما زال فيّاضا وما انقطعَ المجرى
فما كان فظاً او غليظاً فؤادهُ
ولا حاملاً غِلاّ ولا مانعاً خيْرا
ولا قابلا جارا يبيتُ على الطِوى
ولا طالبا اذ ْ راح يُطعمُهُ أجْرا
ولا كانزاً مالاً ولا غائلاً يداً
ولا ناكثا عهْداً ولا فاضحاً سرّا
ولا سائلاً الآّ الذي فلقَ النوى
ولا طائعاً إلآ لخالقه أمرا
بنى دولة ً فوق الحصير مهيبة ً
ولمْ يعْتمرْ تاجا ً ولمْ يتخذ ْ قصرا
هُما الوحيُ والاسراء فيه خصاصة ٌ
فسُبْحان من أوحى وسُبْحان منْ أسرى
نُحبّكّ إن الحُب آيتُك الكُبرى
ومنْهاجُنا في الحقِ آياتُك الاُخرى
الدكتورعباس الجنابي
8 - 9 - 2008
ــــــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة في الصديق وأخرى في الفاروق رضي الله عنهما
للشاعر الدكتور عباس الجنابي
تلبية لطلبات العديد من المشاهدين، ننشر فيما يلي نص قصيدة الشاعر العراقي الدكتور عباس الجنابي "الثاني اثنين". ألقى الشاعر هذه القصيدة ضمن برنامج "تاريخ الأمم" الخاص بسيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والذي أذيع يوم الخميس 31 يوليو 2008.
كما ننشر أيضا القصيدة التي ألقاها الدكتور الجنابي في حلقة الأحد 2 أغسطس/آب 2008 من برنامج "تاريخ الأمم" والتي نظمها عن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثاني الخلفاء الراشدين.
القصيدة الثالثة: (الثاني اثنين)
الدكتور عباس الجنابي
الثاني اثنين تبجيلا لهُ نَقفُ
تعْظيمُهُ شَرَفٌ ما بعْدَهُ شََرفُ
هُوَ الذي نَصَرَ المُختارَ أيّدَهُ
مُصَِدقا حَيْثُ ظنّوا فيه واختلفوا
يُزلزلُ الأرضَ إنْ خَطْبٌ ألمّ به
ويبذلُ الروحَ إنْ ديستْ لهُ طرفُ
وَيشْهَدُ الغارُ والخيْط ُالذي نَسَجَتْ
ِمنْه العناكِبُ سِتْراً ليس يَنْكَشِفُ
بأنّهُ الصاحبُ المأمونُ جانِبُهُ
مهْما وَصَفْتُ سَيَبْدو فوقَ ما أصِفُ
سلِ الصحابة َعنْ بّدْرٍ وإخوتها
سلِ الذين على أضْلاعِهِمْ زَحَفوا
مَنْ شاهرٌ سيفَهُ فوْقَ العريشِ وَمَنْ
يَحُفّه النصرُ بلْ بالنصر يَلتحِفُ
هُوَ الذي خَصَّهُ الرحمنُ مَنْزلَة ً
هيَ المَعية ُإذْ نصَّت بها الصُحُفُ
هذا العتيقُ الذي لا النارُ تلْمَسُهُ
ولا تلبَّسَ يوما قلبَه الوَجَفُ
كُلُّ الصحابةِ آخوهُ وأوَّلُهُمْ
هذا الذي شُرِّفَتْ في قبره النَّجَفُ
أمْسُ استضافت عيوني طيفَهُ وأنا
مِنْ هيبةِ الوجهِ حتى الآن أرْتَجِفُ
ومرَّ بيْ قائلا:لا تَبْتَئِسْ أبدا
بما يُخَرِّفُ مَعْتوهٌ وَمُنَحرِفُ
يا سيّدي قلتُ: عهدُ الله يُلزمُني
منْ كُلّ أخرقَ سبَابٍ سأنتصِفُ
سأكتبُ الشعرَ في الأرحام ِأزْرَعُهُ
حتى تُحَدِّثَ عَنْ أخباركَ النُطَفُ
يوليو/تموز 2008
ــــــــــــــــــــــــــــــ
القصيدة الرابعة: (المَنَاقبُ العُمَرية)
قصيدة للشاعر العراقي الدكتور عباس الجنابي
ما منْ حديث ٍ به المُخْتار يفْتخرُ
الاّ وكُنْت الذي يعْنيه يا عُمرُ
والسابقينَ من الأصحاب، ما نقضوا
عَهْدا، ولا خالفوا أمْراً به أ ُمروا
كواكبٌ في سماء المجدِ لامِعَة ٌ
جباهِهُمْ تنحَني لله والغُررُ
يا راشداً هَزَّتْ الأجيال سيرَتُهُ
وبالميامين حصرا ً تشْمَخُ السِيَرُ
في روضةِ الدين أنهارٌ فضائلُكَ الـ
كُبرى بها الدهرُ والأزمانُ تنغمرُ
ضجّتْ قُريشٌ وقدْ سفّهْتَ في علن ٍ
أصنامَها وبدا يعْتامُها الخطرُ
أقبلْت أذ أدبروا،،أقدمت إذ ذُعروا
وفّيْتَ إذ غدروا،، آمنْت إذ كفَروا
لك السوابقُ لا يحظى بها أحدٌ
ولمْ يَحُز ْ مثلَها جنُّ ولا بشرُ
فحينَ جفّتْ ضروعُ الغيم قُلتَ لهُمْ:
صلّوا سيَنْزلُ منْ عليائه المَطَرُ
سَنَنْتَها سُنّة ً بالخير عامرة ً
ففي الصلاة ِ ضلال ِ الشّر ِ ينْحسرُ
عام الرمادة ِ أشبعتَ الجياع َ ولمْ
تُسْرفْ، وقد نعموا بالخير ِ وازدهروا
وَقَفْتَ تدْرأ ُ نَهاّزا ً ومُنْتفعاً
فما تطاولَ طمّاعٌ ومُحْتكرُ
تجسَدَ العدْلُ في أمْر ٍ نهضتَ به
ولم يزل عطرُهُ في الناس ينتشرُ
لك الكراماتُ بحْرٌ لا قرار لهُ
وأنت كلُ عظيم فيك يُختصرُ
كمْ قلتَ رأيا حصيفا ً وانتفضتَ لهُ
ووافقتْكَ به الآياتُ والسُوَرُ
وكمْ زرَعْتَ مفاهيما شمَختَ بها
ما زال ينضجُ في أشجارها الثمَرُ
يفِرّ ُ عن درْبك الشيطانُ مُتّخذا ً
درباً سواهُ فيمضي ما لهُ أثَرُ
وتستغيثُ بك الأخلاقُ مُؤْمنة ً
بأنّ وجهكَ في أفلاكها قمَرُ
عسسْتَ والناسُ تأوي في مضاجعِها
وكُنْت تسهرُ حتّى يطلِعَ الّسحرُ
القولُ والفعلُ في شخص اذا اجتمَعَا
تجَسّدَ الحقّ ُ واهتزّتْ لهُ العُصُرُ
آب/أغسطس 2008