تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

- لئن سارت البنيوية في خط متصاعد منذ نشوئها، وبذل العلماء جهداً كبيراً لاعتمادها أسلوباً في قضايا اللغة، والعلوم الإنسانية والفنون، فإنهم ما اطمأنوا إلى أنهم توصلوا، من خلالها، إلى المنهج الصحيح المؤدي إلى حقائق ثابتة.

= في مجال النقد الأدبي، فإن النقد البنيوي له اتجاه خاص في دراسة الأثر الأدبي يتخلص: في أن الانفعال والأحكام الوجدانية عاجزة تماماً عن تحقيق ما تنجزه دراسة العناصر الأساسية المكونة لهذا الأثر، لذا يجب أن تفحصه في ذاته، من أجل مضمونه، وسياقه، وترابطه العضوي، فهذا أمرٌ ضروري لا بد منه لاكتشاف ما فيه من ملامح فنية مستقلة في وجودها عن كل ما يحيط بها من عوامل خارجية.

= إن البنيوية لم تلتزم حدودها، وآنست في نفسها القدرة على حل جميع المعضلات وتحليل كل الظواهر، حسب منهجها، وكان يخيل إلى البنيويين أن النص لا يحتاج إلا إلى تحليل بنيوي كي تنفتح للناقد كل أبنية معانيه المبهمة أو المتوارية خلف نقاب السطح. في حين أن التحليل البنيوي ليس إلا تحليلاً لمستوى واحد من مستويات تحليل أي بنية رمزية، نصيّة كانت أم غير نصيّة. والأسس الفكرية والعقائدية التي قامت عليها، كلها تعد علوماً مساعدة في تحليل البنية أو الظاهرة، إنسانية كانت أم مأدبية.

= لم تهتم البنيوية بالأسس العَقَديَّة والفكرية لأي ظاهرة إنسانية أو أخلاقية أو اجتماعية، ومن هنا يمكن تصنيفها مع المناهج (*) المادية (*) الإلحادية (*)، مثل مناهج الوضعية في البحث، وإن كانت هي بذاتها ليست عقيدة وإنما منهج وطريقة في البحث.

الجذور الفكرية والعقائدية:

تعد الفلسفة (*) الوضعية لدى كونت، التي لا تؤمن إلا بالظواهر الحسية – التي تقوم على الوقائع التجريبية – الأساس الفكري والعقدي عند البنيوية.

فهي تؤمن بالظاهرة – كبنية – منعزلة عن أسبابها وعللها، وعما يحيط بها .. وتسعى لتحليلها وتفكيكها إلى عناصرها الأولية، وذلك لفهمها وإدراكها .. ومن هنا كانت أحكامها شكلية كما يقول منتقدوها، ولذا فإن البنيوية تقوم على فلسفة غير مقبولة من وجهة نظر تصورنا الفكري والعقدي.

أماكن الانتشار:

البنيوية منهج مستورد من الغرب، وتعد أوروبا وأمريكا أماكن انتشارها، وأرضها الأصلية. وهي تنتشر ببطء في باقي بلاد العالم، ومنها البلاد العربية.

يتضح مما سبق:

أن البنيوية منهج فكري نقدي مادي ملحد غامض، يذهب إلى أن كل ظاهرة إنسانية كانت أم أدبية تشكل بنية، لا يمكن دراستها إلا بعد تحليلها إلى عناصرها المؤلفة منها، ويتم ذلك دون تدخل فكر المحلل أو عقيدته الخاصة ونقطة الارتكاز في هذا المنهج (*) هي الوثيقة، فالبنية، لا الإطار، هي محل الدراسة، والبنية تكفي بذاتها ولا يتطلب إدراكها اللجوء إلى أي عنصر من العناصر الغريبة عنها، وفي مجال النقد الأدبي، فإن الانفعال أو الأحكام الوجدانية عاجزة عن تحقيق ما تنجزه دراسة العناصر الأساسية المكونة لهذا الأثر، ولذا يجب فحصه في ذاته من أجل مضمونه وسياقه وترابطه العضوي، والبنيوية، بهذه المثابة، تجد أساسها في الفلسفة الوضعية لدى كونت، وهي فلسفة لا تؤمن إلا بالظواهر الحسية، ومن هنا كانت خطورتها

ـ[طالبة لغة]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 09:59 ص]ـ

جزاك الله خيرا وبارك في علمك.

هل يمكنك الإتيان بأمثلة تطبيقية فكما يقال بالمثال يتضح المقال؟

ـ[ضاد]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 06:25 م]ـ

البنيوية وما بعدها

تحميل الملف من هنا ( http://up2.m5zn.com/download-2009-3-26-08-z8ppxwrx6.pdf)

مدخل إلى مناهج النقد الحديث

تحميل الملف من هنا ( http://up2.m5zn.com/download-2009-3-26-08-txevil6ct.pdf)

ـ[اليافع]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 06:26 م]ـ

أولا:

أحب التنبيه على أن المنهاج إنما ينشأ في ظروف لقراءة نصوص نشأت في تلك الظروف

نعم هناك قراءات بنيوية وتفكيكية:

الخطيئة والتكفير_عبدالله الغذامي

الشعر الجاهلي_ جودت كساب

البنائية في النقد الأدبي_صلاح فضل

جدلية الخفاء والتجلي_كمال أبوديب

وأنصحك بقراءة تاريخ المنهج الشكلاني الروسي1915م

وكذلك بقراءة فاحصة عن مقالات وشخصيات هؤلاء:

جولدمان

ليفي شتراوس

هوجو

مالارميه

بيرس ونظرية السيمياء

جاكبسون

رولان بارت

جان بياجيه

وأخيرا نعوم تشوسكي

ـ[ضاد]ــــــــ[26 - 03 - 2009, 06:28 م]ـ

وجاك دريدا زعيم المذهب التفكيكي.

ـ[طالبة لغة]ــــــــ[27 - 03 - 2009, 05:43 ص]ـ

شكر الله لكم جميعا ولازال التواصل مفتوح وبودي لو أن أحد الأستاذة يعطينا مثال تطبيقي نتناقش فيه.

ـ[طالبة لغة]ــــــــ[28 - 03 - 2009, 03:40 ص]ـ

هل بإمكان الاخوة المتخصصين الاتيان بنص وتطبيق المنهج البنيوي عليه؟؟

سأكون شاكرة لكم بقوة.

ـ[المسفهل]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 02:15 ص]ـ

موضوع يحتاج إلى فهم وتمعّن وبحث وأمثلة

شكراً للجميع

ـ[ياسمين الشام]ــــــــ[18 - 05 - 2009, 03:08 ص]ـ

جزاكما الله خيرا يافع وضاد فقد كفيتما

أنصحك أختي بقراءة كتب الأدب والنقد في الغرب

أما عن الأمثلة التحليلية والتطبيقية فربما تجدين في المنهاج الجامعي لقسم اللغة العربية بعض الأمثلة .. عموما عليك بالبحث في كتب الأدب و النقد في الغرب لدى المختصين من طلاب النقد .. فهذه المناهج كما تفضل الأخوة صعبة الفهم و قد تسهل الأمثلة و النصوص المحللة استيعابها

تمنياتي لك بالتوفيق:)

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير