أنتَ أعلنتَها بياناً صريحاً=ما به حاجةٌ إلى تَبْييِن:
دينُنا الرُّوحُ لا نساومُ فيه=أو نُحابي به دُعاة الفُتون
نحن أهل القرآن منه ابتدأنا=ومضينا بنوره في يقين
وتلوناه للوجود، فأجرى=للقلوب الظماء أصفى مَعين
وسكنَّا من آيهِ في حصونٍ=شامخات الذُّرى وحرزٍ مكينِ
وفتحنا نوافذَ الكونِ حتى=صار سِفْراً لنا بديع الفنون
ورفعنا الأَذانَ حياً فتاقتْ=كلُّ نفسٍ إلى جميل اللُّحون
عندنا الكنزُ، كنزُ دين حنيفٍ=نحن أغنى بفضله المخزون
عندنا حكمة الشيوخِ، وفينا=همَّةٌ للشباب ذاتُ شؤون
إن خسرنا، والكنزُ فينا، فبُعداً=ثم بعداً لنا، ولا تعذلوني
يا ابنَ أرض الهُدى، عُلانا هُدانا=وهدانا هدى النبيِّ الأمينِ
أرضنا الواحة العظيمة تُدني=من يد المجتني ثمارَ الغصونِ
أرضنا للعباد صدرٌ حنونٌ=يا رعى اللهُ كلَّ صدرٍ حنونِ
نحن في هذه البلاد اتَّخذنا=منهجاً واضحاً منيعَ الحصونِ
ومددنا أواصر الحق فينا=واتصلنا منها بحبل متينِ
وسقينا بواسقَ النخل حباً=فسعدنا بطلعها الميمون
ومحالٌ أن يصبح التمر جمراً=ويكون الأصيل مثل الهجين
يا أخا الفهد، عصرنا لا يُبالي=بضعيف يحيا على التخمين
لا يبالي بأمة تتساقى=بكؤوس من الخضوع المَشين
عَصْرُنا عصرُ ذَرَّةٍ وفضاءٍ=واكتشاف المجمهول والمكنون
فافتحوا الباب للشموخ، فإنا=قد وَرِثنا بالدين وَعْيَ القرون
رَسَمَ الغربُ للحضارة وجهاً=دموياً مشوَّه التكوين
ملأوا الأرض بالعلوم ولكن=أثخنوها بفسقهم والمجون
ورَسَمْنا وجهَ الحضارة طَلْقاً=ومدَدْنا لها ظلال الغصون
مُنْذُ فاضت بطحاء مكَّةَ بِشْرًا=وانتشى بالضياء «رِيْعُ الحُجون»
إن ضَعُفْنا في عصرنا فلأنَّا=قد ركنَّا للغرب أقسى رُكونِ
يا ابنَ أرضِ الهُدى سيرعى خُطانا=مَنْ رعى في محيطهِ «ذا النُّونِ»
إنما الأمرُ في يدِ اللهِ يُمضي=ما طوى علمُه بكافٍ ونونِ
دَعْوَةُ الكُفر تنتهي وستبقى=دعوةُ الحقِّ دعوةَ التمكينِ
ـ[السراج]ــــــــ[02 - 04 - 2009, 09:01 م]ـ
كعادته يبدع الدكتور عبدالرحمن ..
شكرا لك أريج على إدراج هذه القصيدة التي تدعونا لليقظة ..
ـ[أريج]ــــــــ[06 - 04 - 2009, 07:35 م]ـ
باركك الله أخي المكرم
وجزى شاعرنا المُجيد خير الجزاء