تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ورغم العصبيات العرقية والحزبية تحابا ...]

ـ[هكذا]ــــــــ[07 - 12 - 2009, 01:36 ص]ـ

التغلب على الأحقاد ودفع شهوة الانتقام وتجاوز العوائق تجاه الآخر قدرة عالية لا يمتلكها إلا القلة.

و ممن تجاوزوا العوائق في صداقتهم وتوادهم رغم العصبية التي على النقيض تماما وعرفوا بها:الطرماح بن حكيم الطائي, والكميت بن زيد الأسدي.

فالطرماح متعصب لليمانية و يرى رأي الخوارج الذي يرفض أن تكون الحكومة في قريش وكما قال شاعرالخوارج في إحدى المعارك التي انتصروا فيها:

ألَمْ تَرَ أنَّ اللهَ أظْهَرَ دِينَه

.................. وَصَلَّتْ قريشٌ خَلْفَ بكر بن وائلِ

والكميت الأسدي متعصب للقيسية ويرى رأي الشيعة في أحقية بني هاشم في الحكم دون غيرهم وكما قال معرضا ببني أمية وموضحا حق الهاشميين:

يَرَونَ لَهُم فَضلاً عَلَى النَّاسِ وَاجِباً

.................... سَفَاهاً وَحَقُّ الهَاشِمِيينَ أوجَبُ

ورغم ذلك عجب الرواة مما كان بينهم من المودة والصداقة , حتى قال صاحب الأغاني: كان الكميت بن زيد صديقاً للطرماح، لا يكادان يفترقان في حالٍ من أحوالهما. فقيل للكميت: لاشيء أعجب من صفاء ما بينك وبين الطرماح على تباعد ما يجمعكما من النسب والمذهب والبلد: هو شآمي قحطاني شاري، وأنت كوفي نزاري شيعي، فكيف اتفقتما مع تباين المذهب وشدة العصبية؟ فقال: اتفقنا على بغض العامة.

ونترككم الآن مع مقاطع من قصيدتين من أشهر قصائدهم المكتظة بالعنصرية القبلية عند الطرماح ,والعنصرية الحزبية عند الكميت ... يقول الطرماح:

أَلا إِنَّ سَلمى عَن هَوانا تَسَلَّتِ

......................... وَبَتَّت قُوى ما بَينَنا وَأَدَلَّتِ

إلى أن قال:

عَداني عَنها إِنَّني كُلَّ شارِقٍ

.......................... أَهُزُّ لِحَربٍ ذاتِ نيرَينِ أَلَّتي

أُذيبُ عَن أَحسابِ قَحطانَ إِنَّني

......................... أَنا اِبنُ بَني بِطحائِها حَيثُ حَلَّتِ

أَنا اِبنُ بَني نَفرِ بنُ قَيسِ بنُ جَحدَرٍ

........................ بَني كُلِّ عَطّافٍ إِذا الخَيلُ وَلَّتِ

لَنا مِن حِجازَي طَيِّئٍ كُلُّ مَعقِلٍ

........................ عَزيزٍ إِذا دارُ الأَذَلَّينَ حُلَّتِ

إلى أن قال:

وَيَفتُقُ جانينا وَنَرُتُقُ فَتقَهُ

.................... إِذا ما عَظيماتُ الأُمورِ اِستَجَلَّتِ

بِجَيشٍ مِنَ الأَنصارِ لَو قَذَفوا بِهِ

.................... شَماريخَ رَضوى الشامِخاتِ لَخَرَّتِ

إِذا المِنبَرُ الغَربِيُّ زُعزِعَ مَتنُهُ

..................... وَطَدنا لَهُ أَركانَهُ فَاِستَقَرَّتِ

بِهِم بَيَّضَ اللَهُ الخِلافَةَ كُلَّما

...................... رَأَوا نَعلَ صِنديدٍ عَنِ الحَقِّ زَلَّتِ

بِهِم نَصَرَ اللَهُ النَبِيَّ وَأُثبِتَت

.................... عُرى الحَقِّ في الإِسلامِ حَتّى اِستَمَرَّتِ

إلى آخر القصيدة ...

وأما الكميت فنترككم مع ما دار بينه وبين الفرزدق حيال قصيدته الشهيرة.

يقول الكميت: أتيت الفرزدق بن غالب، فقلت له: يا أبا فراس، إنك شيخ مضر وشاعرها، وأنا ابن أخيك الكميت بن زيد الأسدي. قال له: صدقت، أنت ابن أخي، فما حاجتك؟ قال: نفث على لساني فقلت شعراً، فأحببت أن أعرضه عليك؛ فإن كان حسناً أمرتني بإذاعته، وإن كان قبيحاً أمرتني بستره، وكنت أولى من ستره علي. فقال له الفرزدق: أما عقلك فحسن، وإني لأرجو أن يكون شعرك على قدر عقلك، فأنشدني ما قلت، فأنشده:

طربت وما شوقاً إلى البيض أطرب

قال: فقال لي: فيم تطرب يابن أخي؟ فقال:

ولا لعباً مني وذو الشيب يلعب

فقال: بلى يابن أخي، فالعب، فإنك في أوان اللعب، فقال:

ولم يلهني دار ولا رسم منزل

..................... ولم يتطربني بنان مخضب

فقال: ما يطربك يابن أخي؟ فقال:

ولا السانحات البارحات عشية

.................. أمر سليم القرن أم مر أعضب؟

فقال: أجل، لا تتطير، فقال:

ولكن إلى أهل الفضائل والنهى

.................... وخير بني حواء والخير يطلب

فقال: ومن هؤلاء؟ ويحك! فقال:

إلى النفر البيض الذين بحبهم

...................... إلى الله فيما نابني أتقرب

قال: أرحني ويحك! من هؤلاء؟ قال:

بني هاشم رهط النبي فإنني

....................... بهم ولهم أرضى مراراً وأغضب

خفضت لهم مني جناحي مودة

......................... إلى كنف عطفاه؛ أهل ومرحب

وكنت لهم من هؤلاء وهؤلا

........................... محباً، على أني أذم وأقصب

وأرمى وأرمي بالعداوة أهلها

.............................. وإني لأوذى فيهم وأؤنب

فقال له الفرزدق: يابن أخي، أذع ثم أذع، فأنت والله أشعر من مضى، وأشعر من بقى.

............... وللجميع الاحترام والتقدير .......................

ـ[خود]ــــــــ[08 - 12 - 2009, 03:40 ص]ـ

الصدق في الصداقة فوق كل اعتبار ..

ليت هؤلاء الناس يبتعدوا عن التفرقة

فيرتاحوا و يريحوا ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير