تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الهيبة في التواضع]

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 03:37 ص]ـ

قال ابن السماك لعيسى بن موسى: تواضعك في شرفك أكبر من شرفك.

وقال عبد الملك بن مروان: إن أفضل الرجال من تواضع عن رفعة، وزهد عن قدرة، وأنصف عن قوة.

و ذكر عن النجاشي أمير الحبشة: أنه أصبح يوما جالساً على الأرض والتاج على رأسه، فأعظم ذلك أساقفته، فقال لهم: إني وجدت فيما أنزل الله تعالى على المسيح عليه السلام، يقول له: " إذا أنعمت على عبدي نعمة فتواضع لها أتممتها عليه ". وإنى ولد لي الليلة غلام فتواضعت لذلك شكراً لله تعالى.

وقال ابن قتيبة: لم يقل في الهيبة مع التواضع بيت أبدع من قوال الشاعر في بعض خلفاء بني أمية:

يغضي حياء ويغضى من مهابته = فما يكلم إلا حين يبتسم

وقال آخر:

فتى زاده عز المهابة ذلة = فكل عزيز عنده متواضع

وقال أبو العتاهية:

يا من تشرف بالدنيا وطينتها = ليس التشرف رفع الطين بالطين

إذا أردت شريف الناس كلهم = فانظر إلى ملك في زي مسكين

ذاك الذي عظمت في الله نعمته = وذاك يصلح للدنيا وللدين

وقال الحسن بن هانئ في هيبة السلطان مع محبة الرعية:

إمام عليه هيبة ومحبة=ألا حبذا ذاك المهيب المحبب

وقال آخر في الهيبة، وإن لم تكن في طريق السلطان:

بنفس من لو مر برد بنانه = على كبدي كانت شفاء أنامله

ومن هابني في كل شيء وهبته = فلا هو يعطيني ولا أنا سائله

ولابن هرمة في المنصور:

له لحظات عن حفافي سريره=إذا كرها فيها عقاب ونائل

كريم له وجهان وجه لدى الرضا = أسيل ووجه في الكريهة باسل

فأم الذي آمنت آمنة الردى = وأم الذي أوعدت بالثكل ثاكل

وليس بمعطى العفو من غير قدرة = ويعفو إذا ما مكنته المقاتل

وقال آخر في الهيبة:

أهاشم يا فتى دين ودنيا=ومن هوى في اللباب من اللباب

أهابك أن أبوح بذات نفسي = وتركي للعتاب من العتاب

وقال أشجع بن عمرو في هيبة السلطان:

منعت مهابتك النفوس حديثها=بالشيء تكرهه وإن لم تعلم

ومن الولاة مفخم لا يتقى =والسيف تقطر شفرتاه من الدم

وقال أيضا لهارون الرشيد:

وعلى عدوك يا ابن عم محمد = رصدان ضوء الصبح والإظلام

فإذا تنبه رعته وإذا غفا = سلت عليه سيوفك الأحلام

وقال الحسن بن هانئ في الهيبة فأفرط:

ملك تصور في القلوب مثاله = فكأنه لم يخل منه مكان

ما تنطوي عنه القلوب بفجرة = إلا يكلمه بها اللحظان

حتى الذي في الرحم لم يك صورة = لفؤاده من خوفه خفقان

يتبع بمشيئة الله

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 03:46 ص]ـ

قال الشاعر:

ألا ترثي لمكتئب = يحبك لحمه ودمه

وقال المكفوف في آل محمد عليه السلام:

أحبكم حباً على الله أجره = تضمنه الأحشاء واللحم والدم

وفي مثل هذا قول الحسن بن هانئ:

وأخفت أهل الشرك حتى إنه = لتخافك النطف التي لم تخلق

فإذا خافه أهل الشرك خافته النطف التي في أصلابهم، على المجاز الذي ذكرناه.

ومجاز آخر: أن النطف التي أخذ الله عليها ميثاقها يجوز أن يضاف إليها ما هي لا بد فاعلة من قبل أن تفعله، كما جاء في الأثر: إن الله عز وجل عرض على آدم ذريته، فقال: هؤلاء أهل الجنة، وبعمل أهل الجنة يعملون، وهؤلاء أهل النار، وبعمل أهل النار يعملون.

ومما قيل في الهيبة:

يا من يجرد من بصيرته = تحت الحوادث صارم العزم

رعت العدو فما مثلت له = إلا تفزع منك في الحلم

أضحى لك التدبير مطرداً = مثل اطراد الفعل للاسم

رفع الحسود إليك ناظره = فرآك مطلعاً مع النجم

أبو حاتم سهل بن محمد، قال: أنشدني العتبي للأخطل في معاوية:

تسمو العيون إلى إمام عادل = معطى المهابة نافع ضرار

ونرى عليه إذا العيون لمحنه = سيما الحليم وهيبة الجبار

ـ[السراج]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 12:33 م]ـ

شكرا يا أبا محمد على هذه الدرر اللطيفة، وهذه السبائك الخفيفة ..

ولقد اخترتَ صفةً هي الزينة لمن يحملها ..

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 02:01 م]ـ

بوركت دكتورنا الحبيب على هذه الموضوعات الموسوعية

لي عودة إن شاء الله.

ـ[هكذا]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 04:29 م]ـ

في عصور العملاقة كان لهذا الطرح ما يوجبه, أما الآن, فلو كثف الطرح الذي يوعي العالم الثالث بتخلفه لكان أجدر , وأما الحديث عن التواضع فلا يتماشى مع ماتعيشه الأمة اليوم , ومع ذلك تجد ولجهلنا وكما قيل " ( ..... ) في الماء وأنف في السماء"

شكرا عز الدين القسام ,وزادك الله رفعة في الدنيا والآخرة.

ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 06:29 م]ـ

شكرا يا أبا محمد على هذه الدرر اللطيفة، وهذه السبائك الخفيفة ..

ولقد اخترتَ صفةً هي الزينة لمن يحملها ..

قليل مما عندكم أخي السراج ..

مروك له هيبة التواضع.:)

شكراً لك وبارك الله فيك.

بوركت دكتورنا الحبيب على هذه الموضوعات الموسوعية

لي عودة إن شاء الله.

بارك الله فيك ..

في انتظار العودة الغالية .. :)

في عصور العملاقة كان لهذا الطرح ما يوجبه, أما الآن, فلو كثف الطرح الذي يوعي العالم الثالث بتخلفه لكان أجدر , وأما الحديث عن التواضع فلا يتماشى مع ماتعيشه الأمة اليوم , ومع ذلك تجد ولجهلنا وكما قيل " ( ..... ) في الماء وأنف في السماء"

شكرا عز الدين القسام ,وزادك الله رفعة في الدنيا والآخرة.

بارك الله فيك وجزيت خيراً ..

عائدة هيبتنا قريباً بإذن الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير