تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

* ينابيعُ التراث *

ـ[طالب عِلم]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 12:36 م]ـ

ينابيعُ التُّراث (حلَقات):

ما أحلى تُراثنا العرَبي .. وما أرقى أدبيّاته

وما أجمَل قصصه .. وما أزكى معانيه

إن بحثنا في تاريخِ الأدبِ العربي وجدناهُ زاخِراً بعُلومِه

وإن أبحرْنا في أعماقِ حُقَبِ تاريخ العرَب وأزمِنَتِه رأيْنا أنّنا بنِعمةٍ نفخَرُ بِها

وإن غُصنا في بُحورِ تُراثِهِ التقطْنا دُرَرَ مُفرَداتِه

(إذاً فإنّ الأدبَ والتراثَ والتاريخَ العربي جَمالٌ لا يُضاهيه جَمال)

وددْنا أن نستمتِعُ معاً في هذهِ المجالات التي أبدعَ بِها العرب، أكثَر مِن أيِّ مُجتمَعٍ آخَرٍ

وسنقتطِف مِن تُراثِ أدبُنا العربي زُهورَِ بُستانِه ويُنبوع نهِره ..

لنبدأ على برَكةِ الله ..

(مِن حِكايات الأعراب):

قالَ الجاحِظ: كُنتُ جالِساً عِندَ أحدِ الورّاقين، فاقترَبَ مِنّي أبو العبّاس أحمد بن يحيَ الذي

كانَ مِن أئمّةِ عصرِه، فسأَلَني: الظبيُ معرِفةٌ أم نكِرَة يا جاحِظ؟؟

فقالَ الجاحِظ: إن كانَ مَشوِيّاً على المائدةِ فمعرِفةً، وإن كانَ في الصّحراءِ فهوَ نكِرةٌ.

فقالَ العبّاس: واللهِ ما في الدُّنيا أعرَفُ مِنكَ بالنّحوِ يا جاحِظ.

(التجرِبةُ أوّلاً):

يُحكى أنّ رجُلاً مدَحَ أعرابيّاً في وجهِه، فقالَ لهُ الأعرابِيُّ:

لِمَ مدَحْتَني؟ أجرّبتَني عِندَ الغضَبِ فوجدْتَني حليماً؟!

فقالَ الرّجُلُ: لا!

فقالَ الأعرابيُّ: أجرّبتَني عِندَ السّفَرِ فوجدتَني حَسَنُ الخُلْقِ؟

فقالَ الرّجُلُ: لا!

فقالَ الأعرابيُّ: أجرّبتَني عِندَ الأمانةِ فوجدتَني أميناً؟

فقالَ الرّجُلُ: لا!

فقالَ الأعرابيُّ: إذاً .. لا يحِلُّ لأحَدٍ أن يمدحُ أحَداً حتّى يُجرِّبهُ في هذهِ الأشياءُ الثلاثةُ!!

روى " الأصمعي " هذهِ الرِّوايَة:

خرجَ الحجّاج "والي العِراق" برِحلةٍ صيدٍ؛ فوقفَفَ على أعرابيٍّ يرعى إبِلاً وقد انقطَعَ عَنِ

أصحابِه، فسألَ الحجّاجُ الأعرابيَّ: كيفَ سيرة أميرَكُم الحجّاج؟!

فقال الأعرابيُّ: غَشومٌ ظَلومٌ، لا حَيّاهُ اللهُ ولا بَيّاه!

فقالَ الحجّاج: لو شكوتُموهُ إلى أميرِ المؤمِنين!

فقال الأعرابيُّ: هُوَ أظلَمُ مِنهُ وأغشَمُ!

ثمّ تَوافَدَ جُنودُ الحجّاجِ بعدَ قليلٍ فأحاطُوا بِه والأعرابيِّ، فأومَأ إلى الأعرابيِّ، فأُخِذَ وحُمِلَ.

فلمّا سارَ الأعرابيُّ معَ أعوانِ الحجّاج سألَهُم: مَن هذا؟؟

قالوا: الحجّاج!! وعِندَها علَمَ الرّجُلُ أنهُ قد أُحيطَ بِه. فحرّكَ دابّته حتى صارَ بالقُربِ مِنَ

الحجّاج .. فناداهُ: أيُّها الأميرُ. رَدّ الحجّاج: ما تشاءُ يا أعرابيُّ؟

فقال الأعرابيُّ: أُحِبُّ أن يكونُ السِرُّ الذي بيني وبينَكَ مكتوماً. فضحِكَ الحجّاج وأخلى سبيله!

ا. هـ

(بالمُناسَبة .. يُروى عن الحجّاج أنهُ لا يضحَك في جَدٍّ أو هزَلٍ)!!

سوفَ نُتابِع بِنَشر القصص التراثيّة .. للفائدة

ـ[السراج]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 12:40 م]ـ

تابع يا طالب علم، ونحن - بشغف - نتابع ..

ـ[أمة الله العلى]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 06:01 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بارك الله فيكم

ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 06:31 م]ـ

هيه يا طالب العلم!!

ـ[طالب عِلم]ــــــــ[24 - 10 - 2009, 01:50 ص]ـ

الأساتِذة الأفاضِل:

(السراج)

(أمة الله العلى)

(أبو الطيب النجدي)

أشكُر عِنايتَكم الكريمة في قِراءةِ الموضوع

(كلِماتٌ مِن لُغَةِ العرَب):

أطلقَ العربُ الغابِرونَ كُناهُم وألقابَهُم على كثيرٍ مِنَ الأشياء .. فمثَلاً قالوا:

للدينار: أبو الحسَن

للدِّرهَم: أبو صالح

للماء: أبو حَيّان

للمِلح: أبو صابِر

للبيض: أبو الأصفَر

للأرُز: أبو لؤلؤه

للجُبن: أبو مُسافِر

للجَوْز: أبو مُقابِل

للبُنّ: أبو ألبيَض

للثريد: أبو رَجاء

أتدري ما الدّرهم؟

قال سلم بن أبي المعافى: كان أبي شديد البُخل. وكان إلى جنب دارِه مزرعةٌ

فيها قِثّاء. وقد حدث وأنا صبيّ أنْ جاءني صِبيان أقران لي، فطلبْتُ مِن أبي أن يهَب

لي درهمًا أشتري لهم به قثاء. فقال لي: أتعرف حال الدرهم؟ كان في حجر في جبل،

فضُرب بالمعاول حتى استُخرج، ثم طُحن، ثم أُدْخِل القِدْرَ وصُبَّ عليه الماء، وجُمع

بالزئبق، ثم صُفّي من رَقّ، ثم أُدخِلَ النار فسُبك، ثم أخرج فضُرب، وكُتب في أحد

شِقَّيه: لا إله إلا الله، وفي الآخر: محمد رسول الله. ثم حُمل إلى أمير المؤمنين،

فأمر بإدخاله بيت ماله ووكّل به من يحرسه .. وأنت والله أقبح من قِرد!

هوّنتَ الدِرهم وهو طابع الله في أرضه. هو ويحك عُشر العشرة، والعشرة عُشر

المائة، والمائة عشر الألف، والألف عشر دِية المسلم .. ألا ترى كيف انتهى الدرهم

الذي هوّنتَه؟ وهَل بيوت الأموال إلاّ دِرهمٌ على درهمٍ؟!!

(من كتاب " نهاية الأرب " للنويري)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير