[معن بن زائدة]
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 02:21 ص]ـ
لِتشابُه اسمَيْهِما؛ كانت المعلومات تتشابَكُ عندي في (معَن بن زائدة) و (قِس بن ساعِدة).
ولكِن بعد اطلاعي على كُتُب الأدب والتاريخ والتراث العربي؛ عرفت مَن هذا ومَن ذاك.
اليوم؛ سنتحدّث عنِ الأولّ، ولاحِقاً سنتكلّم عن الثاني.
كونوا جميعاً يا بَنِيَّ إذا اعترى ... خطْبٌ ولا تفرّقُوا أفرادا
تأبى العِصِيُّ إذا اجتمعَت تكسُّراً ... وإذا افترقَت تكسّرَت آحادَا
وهُما مِن أشهَر وأجوَد الأبياتِ الدالّة على أنّ (الإتحاد قُوّة) .. والبيتان لضيفِنا العزيز: [معَن بن زائدة].
معَن بن زائدة .. الوافرُ الحُلم .. الليِّنُ الجانِب:
معَن بن زائدة .. أميرَ العربِ أبو الوليد الشيباني، أحَدُ أبطال الإسلام،
وعين الأجواد. كان من أمراء متولي العراقين يزيد بن عمر بن هبيرة،
فلمّا تملك آل العباس، اختفى معَن مدّة، والطلب عليه حثيث،
فلما كان يوم خروج الريوندية والخراسانية على المنصور، وحمي
وطيسُ القتال وحار المنصور في أمره، ظهر معن، وقاتل الريوندية،
فكان النصر على يده، وهو مقنع في الحديد، فقال المنصور:
ويحك .. مَن تكون؟ فكشف لِثامَه، وقال: أنا طلبتك معن. فسُرّ به،
وقدّمَهُ وعظّمَه، ثم ولاّهُ اليمَنَ وغيرَها.
قال بعضهم: دخل معن على المنصور، فقال: كَبُرَت سِنُّك يا معن.
قال: في طاعتك. قال: إنك لتتجلّد. قال: لأعدائك. قال: وإنْ
فيكَ لبقية. قال: هي لك يا أمير المؤمنين.
ولمعن أخبار في السخاء، وفي البأس والشجاعة، وله نظم جيد.
ثم وُلِّىَ سجستان. وثبتَ عليه الخوارج وهو يحتجم، فقتلوه، فقتلهم
ابنُ أخيه يزيد بن مزيد الأمير في سنة اثنتين وخمسين ومائة، وقيل:
سنة ثمان وخمسين.
تقولُ العرَب: (أجوَد مِن معن بن زائدة)، كما تقول عَن حاتِم
وابنُه (شراحيل) الذي فتح حِصن الصقالبة في عهد هرقل ملِك الروم.
أرادَ رجُلٌ أن يختبِر حُلْمَ ابنَ زائدة فقال له:
أتذكُر إذ لحافُكَ جِلدَ شاةٍ ... وإذ نَعلاكَ مِن جِلْدِ البَعيرِ!
قالَ معَن: أذكُر هذا ولا أنساهُ يا أخَ العرب.
قال الرجُل:
فسبحان الذي أعطاكَ مُلكاً ... وعلّمَكَ الجُلوسَ على السّريرِ!
فقال معن: سبحان الله!
فقال الرجل:
فلسْتُ مُسَلِّماً ما عِشتُ حيّاً ... على معنٍ بتسليمِ الأميرِ
قال معن: إن سَلّمْتَ ردَدْنا عليكَ السّلام , وإنْ تركْتَ فلا ضَيْرٌ عليك.
فقال الرجل:
سأرحلُ عن بِلادٍ أنتَ فيها ... ولو جارَ الزمانُ على الفقير
قال معن: إنْ أقمْتَ فعلى الرّحبِ والسِّعَةِ , وإن رحلْتَ عنّا فمصحوباً بالسّلامة
فقال الرجل:
فجِد لي يا " بن ناقِصَةٍ " بمالٍ ... فإني قد عزمْتُ على المَسِير
(يستبدِل ابن " زائدة " بـ " إبنِ ناقِصة " .. ورغم ذلك يطلِبهُ مالاً)!!
فقال معن: أعطُوهُ ألفَ دينارٍ
فأخذها وقال:
قليلٌ ما أتيتَ بهِ وإني ... لأطمَعُ منك بالمالِ الكثير
فثنّ فقد أتاكَ المُلْكُ عفواً ... بِلا عقلٍ ولا رأيٍ مُنير
فقالَ معن: أعطُوهُ ألفاً ثانياً!
فتقدّمَ الرجُلُ إليهِ؛ وقبّلَ يديه ورِجلَيْه وقال:
سألتُ الجودَ أن يبقيك ذُخراً ... فما لَكَ في البَريّةِ مِن نظير
فمِنكَ الجُودُ والأفضالُ حقاً ... وفيضُ يديْكَ كالبَحْر الغزير
فقال معن: أعطيْناهُ على هجائه ألفَين؛ فأعطوهُ على مَدحِنا أربعةَ ألاف.
قال الأعرابيُّ: جُعِلتُ فِداكَ .. ما فعلت ذلك إلا لمئةِ بَعير جُعِلَت على إغضابك.
فقال معن: لا خَوفَ عليك. ثم أمرَ له بمائتي بعير نصفها للرهان، والنِصف الآخَر له.
فانصرَفَ الأعرابيُّ داعِياً وشاكراً لهذا الكريم.
والسؤال الذي يطرَحُ نفسَه:
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
هل مِن (معَن) اليوم؟؟ وكم مِنه يا تُرى؟!!!
ـ[السراج]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 07:16 ص]ـ
بارك الله فيك أخي طالب علم
هذا الرجل جمع صفاتاً خالدة وأخباره طارت في الآفاق ..
وأترك إجابة السؤال للفصحاء ..
ـ[خود]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 09:22 ص]ـ
لم أكن أعرفه
و ما أظنني سمعت به
لكن صديقي حمزة شحاتة أخبرني بكرمه
فقال:
أرى الجودَ خلّاقَ المزايا، و طالما
................ افتراها، و لولا جُودُهُ لم يكن مَعْنُ!
¥