تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بلاغة امرأة!!]

ـ[أديب طيء]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 08:27 م]ـ

مات الأحنف بن قيس بالكوفة, فمشى مصعب بن الزبير في جنازته بغير رداء, وقال: اليوم مات سرُّ العرب, فلما دُفن قامت امرأةٌ على قبره فقالت: {لله درك من مُجَنٍّ في جَنَن (1) , ومُدرجٍ في كَفَن, نسأل الذي فجعنا بموتك, وابتلانا بفقدك, أن يجعل سبيل الخير سبيلك, ودليل الرشد دليلك, وأن يُوسع لك في قبرك, ويغفر لك يوم حشرك, فوالله لقد كنتَ في المحافل شريفًا, وعلى الأرامل عطوفًا, ولقد كنت في الحي مُسوَّدًا, وإلى الخليفة مُوفَدًا, ولقد كانوا لقولك مستمعين, ولرأيك مُتبعين} ,ثم أقبلتْ على الناس وقالت: {ألا إنَّ أولياء الله في بلاده, شهودٌ على عباده, وإني لقائلة حقًّا, ومُثنية صدقًا, وهو أهل لحُسن الثناء, وطيب النّثا (2) , أما والذي كنتَ من أجله في عُدَّة, ومن الحياة إلى مدَّة, ومن المقدار إلى غاية, ومن الإياب إلى نهاية, الذي رفع عملك, لمَّا قضى أجلك, لقد عشتَ حميدًا مودودًا, ومُتَّ سعيدًا مفقودًا} , ثم انصرفتْ وهي تقول:

للهِ درُّكَ يَا أبَا بَحْرِ=مَاذَا تَغيَّبَ منْكَ فِي القَبْرِ

للهِ درُّكَ أيُّ حَشوِ ثَرًى=أَصْبحتَ مِنْ عُرْفٍ ومِن نُكْرِ

إنْ كَانَ دَهْرٌ فِيكَ جَرَّ لَنَا=حَدَثًا بِهِ وَهَنَتْ قُوَى الصَّبْرِ

فَلَكَمْ يَدٍ أَسْدَيْتَهَا وَيَدٍ=كَانَتْ تَرُدُّ جَرَائِرَ الدَّهْرِ (3) ثم انصرفتْ فسُئل عنها, فإذا هي امرأته وابنة عمه, فقال الناس: ما سمعنا كلام امرأة قط أبلغ ولا أصدق منه ... *

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) المُجَنّ: المستتر, الجَنَن: القبر.

(2) النّثا: ما أُخبِرتَ به عن الرجل من حسن أوسيء.

(3) الجرائر: جمع جريرة وهي الجناية الذنب.

* الخبر في زهر الآداب وثمر الألباب للحُصري (2/ 58 - 59)

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[17 - 11 - 2009, 10:03 م]ـ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

جزاك الله خيرا ... موضوع جميل ... جعله الله في موازين حسناتك

وهنا بلاغة امرأة أخرى

في كتاب طرائف النساء المُعد من قبل الدكتور مفيد محمد قمحية، قصة طريفة

ومدهشة عن المرأة البرمكية، التي تحدّثت مع هارون الرشيد وأذهلته

ببلاغتها وحسن تصرّفها واحترافها لعلم الكلام، الذي لا يتقنه إلا القلّة

من الناس في عصرنا الحاضر، حيث قيل:

دخلت المرأة البرمكية على هارون الرشيد وعنده جماعة من وجوه أصحابه،

فقالت له: يا أمير المؤمنين، أقرّ الله عينك وفرّحك بما أتاك وأتمّ سعدك،

لقد حكمت فقسطت.

فقال لها الرشيد: من تكونين أيتها المرأة؟

فقالت: أنا من آل برمك، ممن قتلت رجالهم وأخذت أموالهم وسلبت نوالهم.

فرد هارون الرشيد: أما الرجال فقد مضى فيهم أمر الله ونفّذ فيهم قدره،

وأما المال فمردود إليك.

ثم التفت إلى الحاضرين من أصحابه فسألهم: أتدرون ما قالت المرأة البرمكية؟

فقالوا: ما نراها قالت إلا خيراً؟!

فقال الرشيد لأصحابه وقد كان معهودٌ عنه البلاغة: ما أظنكم فهمتهم

مقصدها، فأما قولها أقرّ الله عينك، أي أسكنها عن الحركة، واذا سكنت

العين عن الحركة عميت.

وأما قولها فرّحك بما أتاك، فأخذته من قوله تعالى: «حتى اذا فرحوا بما

أوتوا أخذناهم بغتة».

وأما قولها: وأتم الله سعدك، فأخذته من قول الشاعر: (من المتقارب)

اذا تمّ شيئاً بدا نقصه ترقّب زوالاً إذا قيل تم

وفي قولها: لقد حكمت فقسطت، فأخذته من قول الله تعالى: «وأما القاسطون

فكانوا لجهنّم حطبا».

فتعجّب أصحاب الخليفة العباسي هارون الرشيد من بلاغة المرأة البرمكية

وعلم كلامها الغزير، فلقد كانت تدعو عليه بدل الدعاء له من دون أن يلاحظ

فقهاء القوم وأبلغهم.

وأما العجب الأكبر فكان حنكة هارون الرشيد، وذكائه في فهم مقصد المرأة

البرمكية ومطلبها، حيث كان حذراً جداً معها وفهم بالضبط ما كانت ترمي

إليه.

ولكن في هذه الأيام فقد الناس علم الكلام وفنّه، في التعامل مع الآخرين

أو التلميح لمقصد ما، أو حتى من باب البلاغة نفسها واستخدام الكلمات

بمعنى آخر أو بطريقة مبهمة.

فعلم الكلام لا نستطيع الحصول عليه في يوم وليلة، بل هو تأثير كثير من

العوامل التي تساعد في إيجاد الكلمات الصحيحة والمعبّرة وذات البعد في

الأوقات المناسبة كما فعلت المرأة البرمكية.

وهنا بلاغة امرأة أخرى

دخل (عمران بن حطان) يوما على امرأته .. و كان " عمران " قبيحا دميما قصيرا ..

و كانت زوجته في ذلك اليوم قد تزينت .. و كانت حسناء فاتنة _ فازدادت حسنا

و فتنة _ و بدا قوامها الممشوق فلم يتمالك " عمران " نفسه .. و ظل يديم النظر

إليها فتبسمت و قالت:

_ ماذا بك _ .. ؟؟ فقال لها: _ لقد أصبحت والله آية في الجمال بعد أن تزينت _

فقالت: أبشر فإني و إياك في الجنة .. !!

قال: و من أين علمت هذا .. ؟؟

قالت: لأنك أُعطيت مثلي فشكرت .. و ابتليت أنا بمثلك فصبرت .. فالصابر و الشاكر

في الجنة .. !!

منقول ....

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير