تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

خذوا بدَمي .. ولا تقتلوها!

ـ[طالب عِلم]ــــــــ[08 - 11 - 2009, 01:53 ص]ـ

أميرُ المؤمِنين " يزيد بن مُعاويَة " الحاكم والفارس والشاعِر؛ قال قصيدة شهيرة قِمّة في الجَمال.

وأكثرُ ما أعجبَني بها هو التشبيه، ووصف أشهَر الأعلام بحالاتهم

المشهورة بهم، كالمصائب التي حلّت بسيّدا أيوب.

وبوصف جَمال وجه سيّدِنا يوسف عليهِ السّلام، والتشبُّه بلُقمانِ الحكيم وغيرهم.

أو يتشبّهون بأشهر الأوصاف التابعة للقبائل والعشائر كمباسِم بني طيء أو أعيُن أهل مكّة وغيرها.

لنتابع هذهِ المقطوعة الشِعريّة الرائعة المليئة بالوصوف:

أراكَ طروباً والِهاً كالمتيّمِ = تطوفُ بأكنافِ السجاف المخيّم ِ

أصابك سهمٌ أم بليت بنظرة= وما هذه إلا سجية مغرُّم ِ

على شاطئ الوادي نظرت حمامة =أطالت عليّ حسرتي والتنَدُّمِ

فإن كنت مشتاقاً إلى أيمن الحمى=وتهوى بسكان الخيام فأنعم

أُشير إليها بالبنان كأنما=أُشير إلى البيت العتيق المعظم

خذوا بدمي منها فإني قتيلها= وما مقصدي إلا تجود وتنعم

ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها=ولكن سلوها كيف حل لها دمي

وقولوا لها يا مُنيَة النفس إنني=قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي

ولا تحسبوا إني قتِلتُ بصارمٍ ٍ=ولكن رمَتني من رُباها بأسهُم ِ

مهذبة الألفاظ مَكيّة الحشا=حجازية العينين طائيّة الفم ِ

لها حُكمٌ لقمانٍ وصورة يوسُفٍ= ونغمة داودٍ وعفة مريم

ولي حزن يعقوبٍ ووحشة يونسٍ= وآلامُ أيّوبٍ وحسرة آدم

أغار عليها من أبيها وأمها=ومن لجة المسواك إن دار في الفم

أغار على أعطافها من ثيابها=إذا ألبستها فوق جسم منعم

وأحسد أقداحاً تقبل ثغرها=إذا أوضعتها موضع اللثم في الفم

فوالله لولا الله والخوف والرجا=لعانقتها بين الحطيم وزمزم

ولما تلاقينا وجدت بنانها=مخضبة تحكي عصارة عندم

فقلت خضبت الكف بعدي هكذا=يكون جزاء المستهام المتيم

فقالت وأبدت في الحشاحرق الجوى=مقالة من في القول لم يتبرم

فوسدتها زندي وقبلت ثغرها= فكانت حلالاً لي ولو كنت محرم

وقبلتها تسعاً وتسعون قبلة=مفرقة بالخد والكف والفم

ولو حُرِّم التقبيل على دين أحمد=لقبلتها على دين المسيح ابن مريم

وعيشكم ما هذا خضاب عرفته= فلا تك بالزور والبهتان متهم

ولكنني لما وجدتك راحلاً=وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمي

بكيت دماً يوم النوى فمسحته=بكفي فاحمرّت بناني من دمي

ولو قبل مبكاها بكيت صبابة=لكنت شفيت النفس قبل التندم

ولكن بكت قبلي فهيجني البكا=بكاها فقلت الفضل للمتقدّم

بكيت على من زين الحسن وجهها=وليس لها مثل بعرب وأعجم

أشارت برمش العين خيفة أهلها=إشارة محسود ولم تتكلم

فأيقنت أن الطرف قال مرحبا= وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم

ألا فاسقني كاسات خمر وغن لي = بذكر سليمى والرباب وزمزم

وآخر قولي مثل ما قلت أولاً=أراك طروباً والهاً كالمتيم

تنويه:

بسبب وجود اختلاف بكثير مِن أبياتِ القصيدة في كثير مِن المواقِع؛ وبينما لا أملُكُ

ديوانَ ابن مُعاويَة؛ لهذا لا أدري ما إذا كنات هذهِ القصيدة هيَ الحقيقة أم لا.

ـ[أبوعرابي]ــــــــ[13 - 11 - 2009, 11:11 م]ـ

فقبلتها تسعا وتسعين، وليس تسعون.

رائعة هذه القصيدة، شكرا.

ـ[طالب عِلم]ــــــــ[14 - 11 - 2009, 01:22 ص]ـ

هذهِ مُشكِلةُ النشر والنقل!!

شكراً لك أستاذ:

(أبو عرابي)

على المُلاحظة الجيِّدة التي إن دلّت على شيءٍ إنما تدلّ على دِقة مُلاحظتك وعدم سكوتك عنِ النشر الخاطيء.

بارَكَ اللهُ فيك وأكثَرَ مِن أمثالِك

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير