[قصيدتان .. نقيضتان ..]
ـ[السراج]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 08:23 ص]ـ
خطرَ لي أن أبحث عن قصيدتين متناقضتين في المعنى، وسعيتُ فوجدتُ هاتين القصيتدين، وأظن أن هناك الكثير مما يشابهما وهو أمر مفيد لما في هذا من تنوع ثقافة ولغة حوار وسرد وكذلك براعة في حجة أو دليل، فآثرتُ أن أدرجهما هنا بعد أن مزجتهما معا وكأنهما قصيدة واحدة، وفرّقت بينهما في اللون.
ثم أدعوكم لمزيد قصائد بالطريقة نفسها، حتى تكون هذه النافذة مجمع لقصيدتين متناقضتين .. همتكم!
القصيدة التي باللون الأحمر لشاعر عماني (خالد الحسيني)
والقصيدة التي باللون الأخضر أشهر من نار على علم ..
رحلت فكيف أطيق أن أتبسما=هيهات أن الحب أضحى معدما
خانت عهودي بعدما ملكتها=قلبي وصارت في الغرام جهنما
يا ويح قلب إن تقادم عهده =حتى غدا حيران يحجبه العمى
قد بات يقتلني الأسى برحيلها=أواه كم قد جرعتني العلقما
قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتسم=لن يرجع الأسف الصبا المتصرما!
قال: التى كانت سمائى فى الهوى=صارت لقلبى فى الغرام جهنما
خانت عهودى بعدما ملكتها=قلبى, فكيف أطيق أن أتبسما!
قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها=قضيت عمرك كله متألماّ!
قد حطمت قلبي بوقت غيابها=يا ليت شعري هل أبيت محطما
إني أراها كلما حل الدجى=أو أشرقت شمس تزيل الانجما
أو غرد العصفور ينشد عشه=أو مال غصن بالزهور مفعما
قال الليالي جرعتني العلقما=قلت: ابتسم, ولئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنّما=طرح الكآبة جانباً وترنما
أتراك تغنم بالتبرم درهما=أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟
أتراك يا قلبي نسيت حديثها=ونسيت لحنا كان ينسيني الضمى
أني أرى وجها تلالا نوره=حتى أضاء لي الطريق المظلما
وجها كنور البدر ينشره السنا=حتى تراه معلقا تحت السما
أو غادة مسلولة محتاجة=لدم, وتنفث كلما لهثت دماّ!
قلت: ابتسم, ما أنت جالب دائها=وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما, وتبيت فى وجل=كأنك أنت صرت المجرما؟
يا ويح قلبي لن يطيق فراقها=ورحيلها فإذا أتتني ربما
قد حق لي يا قلب أن أنعى الهوى=في ليلتي إن الغرام تصرما
صاح لا خطر على شفتيك أن=تتثلّما, والوجه أن يتحطما
فاضحك فإن الشهب تضحك والد=جى متلاطم ولذا نحب الأنجما!
قال: البشاشة ليس تسعد كائنا=يأتى إلى الدنيا ويذهب مرغما
قلت: ابتسم مادام بينك والردى=شبر, فإنك بعدُ لن تتبسما
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 01:32 م]ـ
ما رأيك بنقائض المعاصرين
فالفكرة رائعة و الاختيار موفق
بارك الله فيك أخي السراج
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 02:03 م]ـ
أحسنت الجمع
و لكن بدى بدا لي أن الشاعر خالد الحسيني قد أخذ ما في قصيدة إيليا أبو ماضي من معاني التشاؤم و تَرَكَ ما فيها من التفاؤل أو أنه كان الشخص الذي حاوره إيليا في قصيدته!!!
فعلى هذا لا أرى أنهما متناقضتان و لكن أرى أن قصيدة الحسيني قد كانت نصف قصيدة إيليا التشاؤمي!!
فلعل غيره ينظم نصفها الآخر!!
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[29 - 09 - 2009, 11:12 م]ـ
أحسنت أخي السراج
ولو كانت قصيدة إيليا أولا لكان أفضل لكونه الأول - ولا تثريب -
وهذه من فن النقائض التي بدت معالمها وظهرت أكثر في العصر الأموي بجرير والفرزدق
وفي هذا الفن جمال لا يخفى
ـ[السراج]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 07:03 ص]ـ
ما رأيك بنقائض المعاصرين
فكرة رائعة، بوركت طاوي ..
و لكن بدى بدا لي أن الشاعر خالد الحسيني قد أخذ ما في قصيدة إيليا أبو ماضي من معاني التشاؤم و تَرَكَ ما فيها من التفاؤل أو أنه كان الشخص الذي حاوره إيليا في قصيدته!!!
فعلى هذا لا أرى أنهما متناقضتان و لكن أرى أن قصيدة الحسيني قد كانت نصف قصيدة إيليا التشاؤمي!!
فلعل غيره ينظم نصفها الآخر!!
كل ما ذكرته صحيح يا أبا الطيب .. والحسيني بنى قصيدته على القصيدة المشهورة بل وأخذ منها ولكنه أحب أن يكون المعنى مختلفا قليلاً ..
شكرا على رأيك الثمين ..
ـ[السراج]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 07:53 ص]ـ
ولو كانت قصيدة إيليا أولا لكان أفضل لكونه الأول - ولا تثريب -
أيها اللبيب: قصدتُ تقديم المتأخرة حتى يكون ترابط الحوار شيقاً - كما ترى - وحتى يطغى - في النهاية - صوت الابتسامة (أليس الأجمل!).
وهذه من فن النقائض التي بدت معالمها وظهرت أكثر في العصر الأموي بجرير والفرزدق
وفي هذا الفن جمال لا يخفى
هي فعلا من فن النقائض الذي تراشق بكلماته جرير والفرزدق وثالثهما الأخطل ..
سررتُ بمداخلتك ..
ـ[أبو الطيب النجدي]ــــــــ[30 - 09 - 2009, 08:54 ص]ـ
التعديل الأخير تم بواسطة طارق يسن الطاهر ; يوم أمس الساعة
بارك الله في شيخنا طارق على تقويمه ألِفِي المُعْوَجَّةَ , و لعلها كانت لحظة كتابتي إياها راكعةً أو ساجدةً فكرهتُ أنْ أقطعَ عليها عبادتَها لربِّها فكتبتُها كما ترا أقصد ترى:)!!
و تمنيت لو أنه أزال الخطأ و بينه في خانة سبب التعديل
¥