تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[ما المقصود بهذا البيت؟]

ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 01:59 م]ـ

ارجو أن يتم شرح هذا البيت بشكل مفصل

قال: الشاعر / محمد مهدي الجواهري

في قصيدته سجا البحر

سجا البحر وانداحت ضفاف نديةٌ = ولوّح رضراض الحصى والجنادلِ

وفكت عرىً من موجةٍ بعد موجة = تماسكُ فيما بينها كالسلاسل

وسدت كوىً ظلت تسد خصاصها= عيونُ ظباء أوعيون مطافلٍ

البيت المطلوب شرحه الأخير

ـ[السراج]ــــــــ[13 - 10 - 2009, 09:34 م]ـ

سأحاول:

الأبيات ..

سجا البحرُ وانداحت ضفافٌ نديّةُ=ولوّح رضراض الحصى والجنادلِ

وفُكَّتْ عُرىً من موجةٍ لصقِ موجةٍ=تَماسَكُ فيما بينها كالسلاسل

وسدَّتْ كُوىً ظلّت تَسدُّ خصاصها=عيونُ ضباءٍ او عيون مَطافل

ولُفَّ الدُّجى في مُستَجدِّ غُلالة=سوى ما تردى قبلَها من غلائلِ

سوى ما تردى من مفاتن سَحرةِ=وما جرَّ تيهاً من ذيول الاصائلِ

الشاعر يرسم لوحة البحر في جزره وهدوئه وسكنه فبدأ هذه القصيدة التي بناها مما حول البحر من مكونات مادية ومؤلفات معنوية ..

فحين سكن البحر وهدأ اتسعت أفق الضفاف الجميلة التي ما زالت ثرية بماء البحر فهي ندية، وظهر الحصى الأملس الخفيف الصغير الذي يبدو بعد انحسار الماء رطبا خفيفا وجمع الشاعر معه الحجارة الكبيرة الملتصقة بالساحل وكأنها جبل ..

وخبت الأمواج التي كانت متماسكة متلاصقة كالسلاسل وغدت ماء بلا دفع إنما سحرت بهدوئها وبطئها وكأنها تسير في ريث وكأنها على قافلة وهو ربط جميل كان الشاعر ينظر به إلى عيون جمال النوق، ومشيها ..

وأيضا بها ربط لطيف وبلاغة ماتعة حين تفككت الأمواج في لطفٍ (في مشهد بصري) وقتها ربطت أو تماسكت وسدّت فجوة الملهم في شعره (وهو غير مشاهَد).

فهذه الأمواج وهذه المناظر اللطيفة الجميلة أغلقت كل الفراغات الواسعة التي كانت يمنيها بوجه الظباء وأعينها اللاتي يثرن في حس الجمال ومعها رونق النوق وجمال عيونها، وكان يمليها بأبيات الشعر في صور الجمال فالآن سدّت هذه الأمواج مكانها وتربّعت على عرش شعره ..

لكن الغريب أن الشاعر أتى بلفظتين متشابهتين هما (كوى) و (خَصاص) وهما الفُرَج وغالبا ما تُطلق على ما بين السحابتين أو الموجتين (للخَصاص) وتُطلق (كوة) للحفرة في الجدار أو الفراغ الواسع فيه، وأظن أن بينهما فارق فكأن الكوة أعمق ..

وبدأ الظلام يحلّ وكأنه سترة وستار نزل على البحر وقد سبقته أستار جميله من روعة المنظر الأصيل مع معشوقه البحر ..

ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[14 - 10 - 2009, 12:45 ص]ـ

بارك الله فيك أستاذ سراج

شرح جميل ولكن هل الربط بين الصورتين متقاربة بين عينون الظباء والفراغات التي ذكرها الشاعر كأن البيت يكتنفه الغموض وعدم الوضوح

بشكل قريب للواقع

مع احترامنا الكبير لك ولشرحك وكذلك شاعر العرب الأكبر رحمه الله

شكرا لك على هذا التعليق والشرح أستاذ سراج

ـ[السراج]ــــــــ[14 - 10 - 2009, 08:02 م]ـ

وبارك الله فيك أخي الفاضل محمد حمدان، تساؤلك في محله ..

هو فعلاً كما ذكرتَ أخي محمد، غموض غريبٌ يكتنف هذا البيت بالذات، فالشاعر بدأ قصيدته عن البحر وهو أمامه فبدا يصف كل ما حوله من معطيات البيئة البحرية ..

لكن سير البيت بهذا الطريق وهذا التحليل ناجم عن أنه طريق وحيد (وكنتُ قد حللته على وجود ظباء ونوق عند البحر تكمّل جمال البحر؛ لكني استبعدت ذلك .. ) فبدأت أسلك هذا الطريق ..

الشاعر كان يتغنى بالظباء والنوق، ثم لما رأى البحر وأمواجه استعاض بها، وسدّت أبيات الشعر لديه ضفافه الندية ..

ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 03:30 م]ـ

بارك الله فيك أستاذ السراج

على سعة صدرك ومرورك

شكرا لك

ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[16 - 10 - 2009, 04:45 م]ـ

ارجو أن يتم شرح هذا البيت بشكل مفصل

قال: الشاعر / محمد مهدي الجواهري

في قصيدته سجا البحر

سجا البحر وانداحت ضفاف نديةٌ = ولوّح رضراض الحصى والجنادلِ

وفكت عرىً من موجةٍ بعد موجة = تماسكُ فيما بينها كالسلاسل

وسدت كوىً ظلت تسد خصاصها= عيونُ ظباء أوعيون مطافلٍ

البيت المطلوب شرحه الأخير

يبدو أن الشاعر كان يجلس ليلا على شاطئ البحر، وقد هدأ البحر وحل الظلام فامتد الشاطئ إلى لا نهاية محدودة حيث اختفى خط الأفق، وبهت لون الصخور والحصا، وبدا الموج كلا موج لعجز البصر عن تمييزه بعد أن كان يبدو متتاليا كحلقات السلاسل المتصلة.

وبدأت نوافذ البيوت (والفنادق) المطلة على الشاطئ (الكوى) تغلق نافذة بعد أخرى (لنوم قاطنيها) بعد أن كانت تطل منها الحسناوات من أبكار (ظباء) وثيبات (مطافل)، فالنوافذ التي كان يملأ فراغها الحسناوات ذوات الأعين النجل من ثيبات وأبكار بدأت تغلق كناية عن تأخر الوقت بالليل.

ولعله شاطئ مدينة أوربية.

والله أعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير