[الباكي الحزين - زكي مبارك]
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 11:30 م]ـ
" كان زكي مبارك أشبه بالملاكم الأدبي في حياتنا الفكرية في وقت عاش معه جيل من عمالقة الفكر العربي المعاصر من أمثال طه حسين والعقاد وأحمد أمين وهيكل والمازني وغيرهم، وقد دخل زكي مبارك مع معظمهم في خصومات أدبية كانت تنتهي بانتصاره؛ لأنه وحده القادر على المضيء في هذه المعارك. وبرغم حصوله على الدكتوراة ثلاث مرات وتأليفه أكثر من أربعين كتابًا؛ لكنه لم ينل تقديرًا من أي المؤسسات التي نادى بالإصلاح فيها، حتى إن جوائز الدولة نفسها حجبت عنه. فكلمة من طه حسين هي التي أخرجته من الجامعة إلى الشارع بلا وظيفة وبلا راتب، فحين عاد الدكتور طه حسين إلى الجامعة رئيسًا لقسم اللغة العربية، وكان هو المسؤول عن تجديد عقود الأساتذة الذين يدرسون بالجامعة كان عقد الدكتور زكي مبارك قد انتهت مدته فلمّا أرسلت إدارة الجامعة إلى طه حسين تسأله رأيه في تجديد عقد الدكتور زكي مبارك سجل عبارة “أنا لم استشر في تعينه فلا استشار في تجديد عقده”، وبذلك لم تتمكن الإدارة من تجديد عقده ومنذ ذلك خرج إلى الشارع بلا وظيفة وبلا مرتب.
كتب زكي مبارك عندما لمس النفاق المنتشر بين أبناء المدينة وكيف استفاد البعض من ذلك النفاق فقال: (النفاق نعمه عظيمة عرف قيمتها اللئام فأوغلوا فيها وافتتنوا في جميع أسبابها، والصراحة محنه اقتنع أصحابها بأنها أساس الرجولة والنبل فأسرفوا في العناد حتى لا أمل في ردهم إلى الحد المعقول).
عاش زكي مبارك في صراع متواصل وفي خلافات أدبية لا تنتهي .. فيا لها من حياة قاسية قاس خلالها من العذاب.
لقد ولد في محافظة المنوفية عام 1894 وحصل على شهادة الأهلية من الجامع الأزهر 1916، وليسانس الآداب من الجامعة المصرية عام 1921 الدكتوراة في الآداب من الجامعة عام 1924 لذلك استحق لقب الدكاترة زكي مبارك. ألّف أكثر من أربعين كتابًا وقد أتيح له أن يعمل في الجامعة المصرية، وعمل في الجامعة الأمريكية وعين مفتشًا للمدارس الأجنبية في مصر؛ ولكنه لم يستقر في هذه الوظيفة، وأُخرج منها بعد أن جاء النقراشي وزيرًا للمعارف والدكتور السنهوري وكيلاً للوزارة. وعمل في الصحافة أعوامًا طويلة ويُقال إنه كتب لجريدة البلاغ وغيرها نحو ألف مقال في موضوعات متنوعة. وبرغم ممّا لقي في العراق من تكريم حين انتدب للتدريس في دار المعلمين ببغداد عام 1938. إلاّ إنه ظل يحس بالظلم في مصر وهو يعبر عن ظلمه بتوقيع الباكي الحزين.
لقد كتبت ابنته الأستاذة كريمة زكي مبارك في مجلة الهلال تحت عنوان هل هناك مؤامرة على زكي مبارك تتحدث فيها عن مدي العقوق الذي تعرضت له هذه الشخصية حيًّا وميتًا.
قدم زكي مبارك مأساته في مطوله شعرية يقول فيها:
إني زكي وخير الناس خلاني ... مبارك تعرف الأقدار أوزاني
كنت الملاكم والقفاز يعرفني ... في حلبة الفكر متبوعا بفرسان
ولي عقول كشعر الرأس عدتها ... والفكر فيها محاريب لرهبان
وليس في الرأس عفريت يحركها ... وفي يدي قلمي والنصر عنواني
أعوذ من همزه بالله يحفظني ... من نفث جن ومن نزعات شيطان
لقد مات ذلك المفكر المصري العملاق، وفي نفسه مرارة من مجتمعه، وهذا ما دفعه لكي يكتب قبيل وفاته فيصف نفسه قائلاً: “ليذكر أن زكي مبارك لو أنفق نشاطه في الاتجار بالتراب لأصبح من كبار الأغنياء ولكنه بلا أسف سيموت فقيرًا لأنه انفق نشاطه للأدب العربي”.
رحم الله أديب العربية زكي مبارك رحمة واسعة، وجزاه خيرًا لما قدم وأعطى من فكر قيم وتراث نادر سيبقي علامة على الطريق رغم كل جحود ونكران " أ. هـ
جريدة المدينة. الأربعاء, 18 نوفمبر 2009.عبير عامر العقاد.
مقال أعجبني جدا وآلمني ونقلته إليكم لأقل:
تنازل قليلا في بعض الأمور التي تحتمل، فربّ كلمة منك تخرج تغيّر حياة من أمامك
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 11:59 م]ـ
الباكي الحزين زكي مبارك:
الكل من شتى البلاد من حقهم أن يذهبون ويرتعون بموطني
وأنا معذب هنا في سر إحساس المحيط. . . وسطوة الموج
العتي أظل في خوفي القديم
سأظل أحلم دائما وينعشني الأمل ..
أني وفي يوم قريب (حتما سأسترخي هناك)
نعم رحلت لكن بقيت لنا الكلمات رحمك الله بواسع رحمته
أخي الأديب اللبيب شكرا لك على هذا النقل المؤلم
تذكر يا أخي
بإن الدنيا مأمورة بالكذب و الزيف , فلا تلمها إن استطاعت جذبك إلى شركها الكبير و الجميل؛
كرر معي " براقة .. و كاذبة "
" زائلة .. و لا تستحق.
ـ[ابوهيثم محمد]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 05:05 م]ـ
اللهم ارحم زكي مبارك وارحم جميع المسلمين
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 02:34 ص]ـ
بارك الله فيكما
ـ[د. أنوار السوداني]ــــــــ[24 - 11 - 2009, 01:04 م]ـ
الباكي الحزين زكي مبارك:
الكل من شتى البلاد من حقهم أن يذهبوا ويرتعوا بموطني
وأنا معذب هنا في سر إحساس المحيط. . . وسطوة الموج
العتي أظل في خوفي القديم
سأظل أحلم دائما وينعشني الأمل ..
أني وفي يوم قريب (حتما سأسترخي هناك)
نعم رحلت لكن بقيت لنا الكلمات رحمك الله بواسع رحمته
أخي الأديب اللبيب شكرا لك على هذا النقل المؤلم
تذكر يا أخي
بإن الدنيا مأمورة بالكذب و الزيف , فلا تلمها إن استطاعت جذبك إلى شركها الكبير و الجميل؛
كرر معي " براقة .. و كاذبة "
" زائلة .. و لا تستحق.
أخي الكريم الأديب اللبيب شكرا لك وشكرا لتذكيرنا بالدكتور زكي مبارك، وأنا أمامي كتاباه: الموازنة بين الشعراء، والنثر الفني بجزأيه، جمع فيهما علما جما، ومختارات أدبية (شعرية ونثرية) رائعة.
فرحم الله أديبنا الرائع، وأسكنه فسيح جنانه، وأفاد أهل العربية وعشاق الأدب بعلمه ونفعهم بأدبه.
جزاك الله خير الجزاء.
¥