[الشعر الوجداني في التراث]
ـ[عَلْطَبيس]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 11:09 م]ـ
ما أفهمه عن هذا الغرض من الشعر أنه هو الشعر الذي ضمنه أصحابه آلام نفوسهم وآمالهم وأتوا بما لم يألفه الشعر العربي القديم وهو يكثر عند الشعراء المتأخرين وخصوصا المتأثرين بالآداب الغربية، التي سيطرت النظرة التشاؤمية على أكثر أشعارها حتى صاروا يجِنحون إلى البكاء ويرتاحون إلى الأنين.
لدي مثال من شعر محمود درويش ولا أدري إن كان هذا الشعر تابعٌ لهذا الغرض:
لا أعرف الشخص الغريب ولا مآثرهُ ...
رأيت جنازةً فمشيت خلف النعش،
مثل الآخرين مطأطىء الرأس احتراماً. لم
أجد سببا لأسأل: من هو الشخص الغريب؟
وأين عاش، وكيف مات
فإن أسباب الوفاة كثيرةٌ من بينها وجع الحياة.
سألتُ نفسي: هل يرانا أم يرى
عدماً ويأسف للنهاية؟ كنت أعلم أنه
لن يفتح النعش المُغطى بالبنفسج كي
يُودعنا ويشكرنا ويهمس بالحقيقة
[ما الحقيقة؟]. ربما هو مثلنا في هذه
الساعات يطوي ظلَّه. لكنه هو وحده
الشخصُ الذي لم يبكِ في هذا الصباح،
ولم ير الموت المحلق فوقنا كالصقر ...
[فالأحياء هم أبناء عم الموت، والموتى
نيام هادئون وهادئون ولم
أجد سبباً لأسأل: من هو الشخص
الغريب وما اسمه؟ [لا برق
يلمع في اسمه] والسائرون وراءه
عشرون شخصا ما عداي
وتُهتُ في قلبي على باب الكنيسة:
ربما هو كاتبٌ أو عاملٌ أو لاجئٌ
أو سارقٌ، أو قاتلٌ ... لا فرق،
فالموتى سواسية أمام الموت .. لا يتكلمون
وربما لا يحلمون ...
وقد تكون جنازةُ الشخص الغريب جنازتي
لكنَّ أمراً ما إلهياً يؤجلها
لأسباب عديدة
من بينها: خطأ كبير في القصيدة!
--
لكن إن كان المثال الذي أحضرته صحيحا أم لا. فأنا أسأل سؤال وهو: هل وُجد هذا النوع أو الغرض في الشعر القديم بداية من العصر الجاهلي مرورا بمختلف العصور وصولا إلى ما قبل العصر الحديث؟
وهل توجد كتب ضمت أو بحثت هذا الغرض الشعري إن كان استخدم ولو بقلّة في الشعر القديم؟
آسف على الإطالة. شكرًا لكم.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 12:11 ص]ـ
هو الشعر الذي ضمنه أصحابه آلام نفوسهم وآمالهم
لما كان هذا هو تعريف الشعر الوجداني ولاتصاله بالنفس الإنسانية فإنه كثير في الشعر العربي القديم والحديث.
ـ[عَلْطَبيس]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 02:26 ص]ـ
لما كان هذا هو تعريف الشعر الوجداني ولاتصاله بالنفس الإنسانية فإنه كثير في الشعر العربي القديم والحديث.
شكرا أستاذ عامر
حتى يكون السؤال أوضح هذه المرة
هل يوجد في العصر الجاهلي تحديدا من اُشتهر بجلد ذاته بقسوة أو تباكى على حظه العاثر حتى الموت أو تمنى الموت لفقده الأمل في الحياة أو حكى عن تجربته النفسية والإنسانية البحتة بعيدا عن الأغراض الشعرية الشهيرة كالفخر والمدح والحماسة والخطاب الديني والهجاء والرثاء ... إلخ.؟
تنتابني حالة لا أعرف فيها صياغة كلامي أو إيصال فكرتي وأعتقد بل أنا متأكد من أنني أمر بها هذا الوقت. لا أدري إن كنت وُفقت هذه المرة في إيضاح تساؤلي.
ـ[خود]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 05:14 ص]ـ
هل تنفعنا الخنساء؟!
جاءت في بالي مباشرة حينما قرأت قولك:
هل يوجد في العصر الجاهلي تحديدا من اُشتهر بجلد ذاته بقسوة أو تباكى على حظه العاثر حتى الموت أو تمنى الموت لفقده الأمل في الحياة أو حكى عن تجربته النفسية والإنسانية البحتة
أخي الكريم
ليتك تزور هذه الصفحة، و تترك لك بصمة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=49952
(ops
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 06:47 ص]ـ
نعم أخي قد وجد مثل هذا وبالفصيح موضوع حول من رثى نفسه قبل الموت
ابحث عنه وسأبحث أيضا.
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 06:59 ص]ـ
الموضوع لأخينا عز الدين جزاه الله خيرا
هنا ( http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=36053)
ـ[عَلْطَبيس]ــــــــ[10 - 10 - 2009, 07:01 ص]ـ
هل تنفعنا الخنساء؟!
جاءت في بالي مباشرة حينما قرأت قولك:
أخي الكريم
ليتك تزور هذه الصفحة، و تترك لك بصمة
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=49952
(ops
أهلا أختي خود
الخنساء: rolleyes:
أتوقف عندها. شعرها رثاء لا يخدم بحثي
مع هذا لي رأي حول الشعر النسائي فهو شعر لا يفهمه إلا النساء: D ربما لأن مداركهن واحدة لا أعلم