[منهجية دراسة وإتقان علم وفن الأدب]
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[05 - 10 - 2009, 11:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،،، وبعد:
كلٌّ منّا يتوق إلى بلوغ البيان، ليخرج كلامه من اللسان فيصل إلى الجَنان، وكم من كلمة خرجت من أديب ففعلت الأعاجيب، وكم من كلمة بجانب أخرى أهلكت قوما أو أسعدتهم ...
واقرأ من النحوِ ومن علمِ الأدَب ... شيئا به تعرِفُ أقوالَ العَرَب
تدري به إن قلتَ ما تقولُ ... وما هو المردودُ والمقبولُ
قدم رجلان من المشرق فخطبا، فعجب الناس لبيانهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من البيان لسحرا، أو: إن بعض البيان لسحر)
و" قال أحمد بن أبي داود: ما رأينا رجلاً نزل به الموت فما شغله ذلك ولا أذهله عما كان يحب أن يفعله إلا تميم بن جميل – وكان قد خرج على المعتصم لسنوات فظفر به -، فإنه كان تغلب على شاطئ الفرات، وأوفى به الرسول
باب أمير المؤمنين المعتصم في يوم الموكب حين يجلس للعامة، ودخل عليه، فلما مثل بين يديه، دعا بالنطع والسيف، فأحضرا؛ فجعل تميم بن جميل ينظر إليهما ولا يقول شيئاً، وجعل المعتصم يصعد النظر فيه ويصوبه، وكان جسيماً وسيماً، ورأى أن يستنطقه لينظر أين جنانه ولسانه من منظره؛ فقال: يا تميم، إن كان لك عذر فأت به، أو حجة فأدل بها؛ فقال:
أما إذ قد أذن لي أمير المؤمنين فإني أقول: الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه، وبدأ خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين. يا أمير المؤمنين، إن الذنوب تخرس الألسنة، وتصدع الأفئدة، ولقد عظمت الجريرة، وكبر الذنب، وساء الظن، ولم يبق إلا عفوك أو انتقامك، وأرجو أن يكون أقربهما منك وأسرعهما إليك أولاهما بإمامتك، وأشبههما بخلافتك، ثم أنشأ يقول:
أرى الموت بين السيف والنطع كامناً ... يلاحظني من حيثما أتلفت
وأكبر ظني أنك اليوم قاتلي ... وأي امرئ مما قضى الله يفلت
ومن ذا الذي يدلى بعذر وحجة ... وسيف المنايا بين عينيه مصلت
يعز على الأوس بن تغلب موقف ... يسل علي السيف فيه وأسكت
وما جزعي من أن أموت وإنني ... لأعلم أن الموت شيء مؤقت
ولكن خلفي صبية قد تركتهم ... وأكبادهم من حسرة تتفتت
كأني أراهم حين أنعى إليهم ... وقد خمشوا تلك الوجوه وصوتوا
فإن عشت عاشوا خافضين بغبطة ... أذود الردى عنهم وإن مت موتوا
فكم من قائل: لا يبعد الله روحه ... وآخر جذلان يسر ويشمت
قال: فتبسم المعتصم، وقال: كاد والله يا تميم أن يسبق السيف العذل، اذهب فقد غفرت لك الصبوة، وتركتك للصبية " العقد الفريد. ابن عبد ربه
و" قال معاوية: اجعلوا الشعر أكبر همكم وأكثر آدابكم، فإن فيه مآثر أسلافكم، ومواضع إرشادكم، فلقد رأيتني يوم الهرير وقد عزمت على الفرار فما ردني إلا قول ابن الأطنابة:
أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذي الحمد بالثمن الربيح
وإجشامي على المكروه نفسي ... وضربي هامة البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تحمدي أو تستريحي. " التذكرة الحمدونية ابن حمدون
- منهجية: مصدر صناعي من المنهج ومعناها الطريقة الواضحة " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا "
-الأدب: من تعريفاته:
1 – الأدب بمعنى التأديب والتربية " أدبني ربي فأحسن تأديبي " المعنى صحيح، لكن لا يعرف له إسناد ثابت
2 – جاء الأدب بمعنى الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة يقصد به حينما نقول فلان مؤدب، قال الشاعر:
أضحى يمزق أثوابي ويضربني ... أبعد شيبي يبغي عندي الأدبا
3 – وجاء الأدب بمعنى " الأخذ من كل شيء بطرف "
4 – وجاء الأدب بمعنى الحكمة والتعقل والرزانة، قال الشاعر:
ما ضر من حاز التأدب والنهى ... ألا يكون من آل عبد مناف
5 – وجاء الأدب بمعنى الجيد من النظم، قال الشاعر:
شعر هو الأدب العالي أردده ... كالدر نقدا وكالخيري إطباقا
6 – وجاء الأدب بمعنى العلم والمعرفة، قال الشاعر:
كن ابن من شئت واكتسب أدبا ... يغنيك محموده عن النسب
إنما الفتى من يقول هأنذا ... ليس الفتى من يقول كان أبي
7 – وجاء الأدب بمعنى: " التعبير الجميل الذي يؤثر في النفس فيحولها من حالة وجدانية معينة إلى حالة وجدانية أخرى إما بقول منظوم مقفى أو بقول منثور " مأخوذة جميع التعريفات من إملاء أحد الأساتذة - حفظه الله -
¥