مساعدة - مهارة إلقاء الشِعر
ـ[خليل أبو حسين]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 09:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
إخواني أريد أن أتزوّد منكم النصائح اللازمة حول كيفيّة إلقاء الشعر أمام الجمهور في كافّة الجوانب. فمثلاً متى يرفع الشاعر صوته و متى يخفضه، و متى يليِّنه و يشدِّده، و ماذا عن الخروج عن نص القصيدة لتوضيح بعض المعاني أو لممازحة الجمهور .. إلخ.
ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[06 - 11 - 2009, 11:41 م]ـ
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد:
إطلالة ... إلقاء الشعر
إلقاء الشعر حالة إبداعية بحدّ ذاته , وهو عنصر مهم لإيصال القصيدة , إنه يحقق المتعة والفائدة , فعندما يلقي الشاعر قصائده بطريقة صحيحة يُعطي للشعر بُعداً آخر , يعطيه حقّهُ تماماً وإلاّ فقد يُفقِدُ الإلقاءُ السيءُ جمالية َ الشعرِ ومعناه. ولذا فإن كان أحد الشعراء لا يملك طريقة إلقاء متميزة كان من الممكن أن يترك لغيره
قراءة قصائده أحتراماً لنفسه وللمستمعين. وحين يقرأبعض الشعراء أشعارهم يُشعرونك بجمالية وسمائية هذا الشعر , وتعتقد أن هذا الشاعر المُغنّي الحسّاس هو الذي يمنح القصيدة جمالاً والأمثلة كثيرة ...
وأحياناً يختلط الأمر على المُتلقي عندما يستمع إلى شاعرٍ يلقي قصيدةًعادية بطريقة معبّرة , أو يستمع إلى شاعر آخر يلقي قصيدة جميلة بطريقة مملة , هنا يختلط الأمر على المتلقي فينحاز أحياناً إلى الإلقاء وليس إلى المضمون لأنه ــ أي المتلقي ــ سيرتاح ويَطرب ويتفاعل وينسجم مع الإلقاء الجميل وعلى العكس تماماً إنه يملُّ , ويضجر , ويسأم من طريقة إلقاء شاعر لقصيدة جميلة بطريقة غير جميلة , ولكن المصيبة عندما يلقي الشاعر قصيدة غير جميلة بطريقة غير جميلة أيضاً!!
وذلك لا يعني أن يقوم الشاعر بالتمثيل المصطنع أثناء الإلقاء ويتحول إلى بوق يزعج الآخرين بالزعيق لأن الإلقاء كما قلنا هو موهبة بحدّ ذاته ولا ينجح الشاعر بتمثيل طريقة إلقاء هي ليست بالأساس من صميم تشكيلته الإبداعية لأنه إنْ فعل ذلك وحاول أن يقلِّد أحداً أو يمثِّل دوراً إلقائياً فسيكون غير مقنع بالتأكيد.
إنّ الوقوف خلف منصة الإلقاء أو على منبر الشعر وقوفٌ له هيبته الخاصة .... وقوفٌ يستدعي الثبات والثقة بالنفس حتى وإن كان الشاعر صاحب تجربة طويلة في ميدان الشعر لأن رهبة الوقوف أمام الحضور لا تضاهيها رهبة , وكثير من الشعراء يحسب ألف حساب لهذه اللحظة المهيبة ليصل به الأمر ــ أحياناً ــ أن يقوم بإجراء (بروفات) على الإلقاء قبل ملاقاة الجمهور.
يقول مظفر النواب: ((في اللحظة التي أبدأ فيها قراءة الكلمات الأولى من القصيدة يتبدد خوفي وأشعر وكأنني في غياب تام عن كل ما حولي ويتحول مشهد الناس أمامي إلى كتلة مجهولة وعظيمة في غموضها , وهذه الكتلة تكتسي صبغة الدهر الأبدية , وعندما يغني الشاعر مع الأبدية يجيء غناؤه أكثر سحراً وتعالياً ويتحول الإلقاء إلى نوع من المكاشفة الوجدية.))
وللشعراء طرائق مختلفة لوقوفهم أثناء الإلقاء الشعري , فمنهم من يقف جامداً عبوساً , ومنهم من يقف خائفاً مرتبكاً , ومنهم من يقف ميّالاً رجراجاً لا يلوي على أثر. بعضهم يصرخ وبعضهم يهمس , بعضهم مهندم الثياب وبعضهم مُجعلك ولا مبالي يحمل أوراقاً مبعثرة وكثيرة الأشكال ويعتبر ان اللحية الفوضوية والشَّعْر المنكوش هما من أجل اكتمال المشهد الشعري المعاصر.
وقلة من الشعراء من يمتلك طرائق متميزة ومتفردة في الإلقاء كانت عاملا ً مساعداً وهاماً لوصول أشعارهم إلى الناس , إنها طرائق أصبحت مدارساً للإلقاء الشعري أخذ يُقلِّدها الكثير من الشعراء فيما بعد.
وقد رأيت بعض الحركات التي يقوم بها الشعراء أثناء إلقائهم القصيدة , فمنهم من يقف على شكل ألف ... يضع يديه على جانبي المنصة ويستند إليها ليلقي قصائده مستفيداً من رفع إحداها كل حين , ومنهم من يقف مائلاً أو مستنداً بكوع يده على المنصة خاصة إذا كان قصير القامة , وبعضهم يقف أمام الجمهور .. فيخلع (جاكيته) .. ثم ساعة يده .. ثم يلقي بالمسبحة أو (الميدالية) , ومنهم من يثرثر مع الجمهور ويخرج عن موضوع القصيدة أو يُعلِّق على بعض الكلمات أو العناوين أو يشرح بعض المفردات أو يمازح الحضور ويخرج عن جدية الموقف وأهمية الحالة الشعرية التي يُفترض أنه يعيشها!
هذه بعض نماذج الشعراء وطرائق إلقائهم.
منقول