[أب.!]
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 01:39 م]ـ
قال عمر بهاء الدين الأميري
أين الضجيج العذب والشغب ... أين التدارس شابه اللعب؟
أين الطفولة في توقدها ... أين الدمى في الأرض والكتب؟
اين التشاكس دونما غرض ... أين التشاكي ماله سبب؟
أين التباكي والتضاحك في ... وقت معا، والحزن والطرب؟
أين التسابق في مجاورتي ... شغفا إذا أكلوا وإن شربوا؟
يتزاحمون على مجالستي ... والقرب مني حيثما انقلبوا؟
يتوجهون بسوق فطرتهم ... نحوي إذا رهبوا وإن رغبوا
فنشيدهم: (بابا) إذا فرحوا ... ووعيدهم: (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم: (بابا) إذا ابتعدوا ... ونجيهم: (بابا) إذا اقتربوا
بالأمس كانوا ملء منزلنا ... واليوم، ويح اليوم قد ذهبوا
وكأنما الصمت الذي هبطت ... أثقاله في الدار إذ غربوا
إغفاءة المحموم هدأتها ... فيها يشيع الهم والتعب
ذهبوا، أجل ذهبوا،ومسكنهم ... في القلب، ما شطوا وما قربوا
إني أراهم أينما التفتت ... نفسي وقد سكنوا، وقد وثبوا
وأحس في خلدي تلاعبهم ... في الدار ليس ينالهم نصب
وبريق أعينهم، إذا ظفروا ... ودموع حرقتهم إذا غلبوا
في كل ركن منهم أثر ... وبكل زاوية لهم صخب
في النافذات زجاجها حطموا ... في الحائط المدهون قد ثقبوا
في الباب قد كسروا مزالجه ... وعليه قد رسموا وقد كتبوا
في الصحن فيه بعض ما أكلوا ... في علبة الحلوى التي نهبوا
في الشطر من تفاحة قضموا ... في فضلة الماء التي سكبوا
إني أراهم حيثما اتجهت ... عيني كأسراب القطا سربوا
بالأمس في (قرنايل) نزلوا ... واليوم قد ضمتهم (حلب)
دمعي الذي كتمته جلدا ... لما تباكوا عندما ركبوا
حتى إذا ساروا وقد نزعوا ... من أضلعي قلبا بهم يجب
ألفيتي كالطفل عاطفة ... فإذا به كالغيث ينسكب
قد يعجب العذال من رجل ... يبكي! ولو لم أبكِ فالعجب.!!
هيهات ما كل البكا خور ... إني وبي عزم الرجال أب
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 02:39 م]ـ
سمِعتُ قصّة القصيدة .. فانتابَني شعورٌ عاطِفيٌّ عام عن الناس الذين
يبتعِدونَ عن أسَرهِم مِن أجلِ لُقمة العيش أو الدِراسة وما إلى ذلك.
رجَوتُ اللهَ ألاّ تتغيَّر حالتي فأفقِدُ وطني وأولادي وأُناسي!
فنشيدهم: (بابا) إذا فرحوا ... ووعيدهم: (بابا) إذا غضبوا
وهتافهم: (بابا) إذا ابتعدوا ... ونجيهم: (بابا) إذا اقتربوا [/ frame]
هِيَ الفِطرةُ التي فطرَها اللهُ للطِفل؛ كأوّل هِجاءٍ تتفوّهُ بهِ شفتاه!
قد يعجب العذال من رجل ... يبكي! ولو لم أبكِ فالعجب.!!
هيهات ما كل البكا خور ... إني وبي عزم الرجال أب [/ frame]
ما أصعَب الفراق .. فراقُ مَن؟! الأسرة!!
للهِ درُّه مِن إحساسٍ مُفعَمٍ بالأبُوّة الحانِيَة الغرقى بالدموعِ الهوامِلِ
مَن يلُم الرّجُلَ في تعبيرِه؟! مَن يسلُبهُ حقَّ رجولتِه؟!
بالتأكيد لا أحد. لأنّ الإنسانَ كُتلةٌ مِنَ لحمٍ وعظمٍ وماءٍ و .. أعصاب!!
الأستاذ القدير:
(الأديب اللبيب)
شكراً كثيراً على ما أتحفتَنا بهِ اليوم
ونرجو اللهَ ألاّ تنقطِع صِلة أرحامِنا
بارَك الله فيك
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 03:28 م]ـ
وهذهِ قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي بعدَ أن ماتَ لهُ سبعةُ أبناءٍ بالطاعون؛ فانشدَ قائلاً:
أمن المنون وريبها تتوجع الدهر ليس بمعتب من يجزع
قالت أميمة ما لجسمك شاحبا منذ ابتذلت، ومثل مالك ينفع
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا إلا أقض عليك ذاك المضجع
أودى بني، فأعقبوني حسرة بعد الرقاد، وعبرة ماتقلع
سبقوا هوِّيّ، وأعنقوا لهويهم فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصبو إخال أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
فالعين بعدهم كأن جفونها سملت بشوك فهي عور تدمع
وتجلدي للشامتين أريهمو أني لريب الدهر لا أتضعضع
حتى كأني للحوادث مروةبصفا المشقر كل يوم تقرع
لابد من تلف مقيم فانتظر أبأرض قومك، أم بأخرى المضجع
ولقد أرى أن البكاء سفاهة ولسوف يولع بالبكا من يفجع
وليأتين عليك يوم مرة يبكى عليك مقنعا لاتسمع
والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع
قرأتُها هكذا، ولا أعلم هل كل شطر عِبارة عن صدرٍ وعجز أم بيتٍ كامِلٍ، لأني لا أعرف وزنَ القصائد.
فعلاقتي بوزن القصائد كعِلاقة الكهل في لعبة التزلّج على جبال الجليد!
ـ[أنوار]ــــــــ[01 - 10 - 2009, 03:54 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الأديب .. انتقاء موفق
لكم الشكر ..
وهذهِ قصيدة لأبي ذؤيب الهذلي بعدَ أن ماتَ لهُ سبعةُ أبناءٍ بالطاعون؛ فانشدَ قائلاً:
أمن المنون وريبها تتوجع الدهر ليس بمعتب من يجزع
قالت أميمة ما لجسمك شاحبا منذ ابتذلت، ومثل مالك ينفع
أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا إلا أقض عليك ذاك المضجع
أودى بني، فأعقبوني حسرة بعد الرقاد، وعبرة ماتقلع
سبقوا هوِّيّ، وأعنقوا لهويهم فتخرموا ولكل جنب مصرع
فغبرت بعدهم بعيش ناصبو إخال أني لاحق مستتبع
ولقد حرصت بأن أدافع عنهم فإذا المنية أقبلت لا تدفع
وإذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لا تنفع
فالعين بعدهم كأن جفونها سملت بشوك فهي عور تدمع
وتجلدي للشامتين أريهم أني لريب الدهر لا أتضعضع
حتى كأني للحوادث مروة بصفا المشقر كل يوم تقرع
لابد من تلف مقيم فانتظر أبأرض قومك، أم بأخرى المضجع
ولقد أرى أن البكاء سفاهة ولسوف يولع بالبكا من يفجع
وليأتين عليك يوم مرة يبكى عليك مقنعا لاتسمع
والنفس راغبة إذا رغبتها وإذا ترد إلى قليل تقنع
قرأتُها هكذا، ولا أعلم هل كل شطر عِبارة عن صدرٍ وعجز أم بيتٍ كامِلٍ، لأني لا أعرف وزنَ القصائد.
لأن القصيدة غير منسقة ..
فعلاقتي بوزن القصائد كعِلاقة الكهل في لعبة التزلّج على جبال الجليد!
نشكرك أخي طالب علم وهذا الانتقاء الذي سلب الأضواء ..
هذه القصيدة لا أظن أن الشعر أتى بأخت لها .. ولا جمال لها إلا كاملة دون اقتطاع ..
وللدكتور محمد أبو موسى تعليق رائع على هذه القصيدة في كتابة " قراءة في الأدب القديم " ..
....................
¥