في رِحَابِ اللهِ
ـ[سعد مردف عمار]ــــــــ[12 - 10 - 2009, 03:41 م]ـ
في رثاء الأخ الصديق " إسماعيل لكحل" تغمَّده الله برحمته وقد قضى صائما لله:
للهِ نجمٌ، في التراب توارَى = تركَ السَّماءَ، وودَّعَ الأَقمَارَا
وثوى إلى تلك الصفائحِ، وانزوى = تحت اللحودِ، وفارق الأنظارَا
أتُراهُ أضنَاه المسيرُ، وساءَه = عبءُ الحياة، فتَارَكَ الأسفارَا؟
أم غادر الدنيا، وجافىَ أهلَها = لما رآها تكره الأبرارَا؟
أم لم تطبْ لهُ أرضها، حتى ثنى =عنها الخطى، ومضى فأبعدَ دارَا؟
واللهِ ما ضاقت عليه، ولا كَبَتْ = به مُذْ أقام، ولا شكا استكبارَا
لكنْ أحبَّ الله طلعتَهُ، فما = عَتَمَ المُحِبُّ دعَاهُ حتَّى سَارَا
جلَّ الذي ناداه، مشْتاقاً له، =فأجاب، مهما هيَّج الأطيارَا.
أمسى يُلبِّي، مثلَمَا لَبَّى على =مرِّ الدُّهور مؤذِّناً مختارَا
ومضى إلى ربٍّ، تقَدَّس في العلى =ربٍّ له تعْنُو الجباهُ صَغارَا
في ذمةِ اللهِ اللطيفِ مسافرٌ، = هَجَرَ القبيلَ، وجاور الغفَّارَا
وسما إلى الملأ المطهر، وارتقى = للمصعدات، وآثرَ الأنهارَا
حُيِّيتَ إسْماعيلُ مهما نابَنَا = عند الفراق فأثقل الآصارَا
يَجزيك من شوَّالَ ليلةُ صائمٍ، = عند الإلهِ سيدركُ الإفطارَا
طِبْ حيث أنت، منعَّما إنا على = ذاك الرحيلِ كمنْ يُصَلَّى نارَا
سرْ في رحاب الله، يا ضيفاً على =مَلِك الملوك أصابَ منه جوارَا
لك تشهَدُ الدنيا، ويشهدُ أهلها =والأرض شاهدةٌ عليك مِرارَا
أنْ كنْتَ بين الناس خيرَ مُعَاشَر، = لم تَلْقَ فيكَ من الأذَى مِعشَاراَ
صَوبٌ منَ الغيث الهَتُونِ، وسيِّدٌ = إلْفٌ، تَنزَّهَ أنْ يُرَى غَدَّارَا
وأخو المحاريب، التي من دمعِهِ =عند السجودِ، تفطَّرَت أسحارَا
ومعلِّمٌ للنشءِ ألْهَمَ روحَهُ، = هَديَ النّبي محجةً،ومَنارَا
مازال للخَيرات يُجْري خيلَهُ، =ولكلِّ معْرُوفٍ يُرى مِكثَاراَ
وله إلى دَرْكِ الفَخَارِ عزيمةٌ =ليست تُفَلُّّ، وإن نأَى مِشْواراَ
عفُّ الثِّياب عن الخَنَا، مُتَوَثبٌ = للمكرمات،وللنّدى يتَبارَى
هذي الشمائل زيَّنَتْهُ، فلم يزل =رجلَ الحياء،شمائلاً، ودِثارَا
يا من تُهِيلُ التُّربَ رفقاً، إنَّما = تَطْوي الجمالَ، وتدْفنُ الإيثارَا
وتوسِّدُ الشَّرفَ الثَّرى، ومنَ الثَّرى =ما كانَ منها جوهراً، ونُضَاراَ
"دَنْدُوقَةُ" الثكْلَى،لجرحِك دمعةٌ =منْ كلِّ حرٍّ يعرفُ الأحْرَارَا
إمَّا فقدْتِ أخَا العشِيرةِ، إننا = وبَنِيكِ أمسى دمعنا مدرارَا
ولَوَدَّ أَوَّلُنا، وَوَدَّ أخيرُنا = لو يَفْتَدِي بِالمهجةِ المعطارَا
لكنها الدُّنيا تُمَسِّي أهلَها، = ولقد تصبِّحُهم، غَدَوا أَخبارَا
فغِيَاثُ رَبِّي رحمةٌ منْ فيضِه، = تَسقِي فتًى قد جاوب الأقدارَا
وإليهِ، من ألطافِ ربِّ منعمٍ، =خَيرُ الجَزاءِ، وعزَّهُ مقدارَا ..
المغير/20نوفمبر2004