[ذبابة!]
ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 02:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصيدة في ذبابةٍ ركبت على كتف فضيلة الشيخ أحمد الوائلي يرحمه الله وهو في طريقه إلى دخول الطائرة, وكل ما دفعها عادت مرة أخرى حتى نزلت معه على أرض المطار فأوحت له بالأبيات التالية:
وذبابةٍ طارت معي من أرضها طوعًا = ولم يعصف بها تهدير
صعدت معي طيارةً في رحلةٍ = كتفاي كرسيٌ لها وسرير
لم تلقَ أي موانعٍ في دربها = بل حيث تشتاقُ المسير تسير
لم يطلبوا منها الجواز ولم يصلٍ = لمزاجها من أجله تعكير
فتنقلت عبر الحدود طليقةً = في حيث لا منع ولا تحجير
فنجت فلا رعبُ المباحثَ سدََّ من = فمها ولم يعبث بها شرير
وتصرفت مختارةً في فعلها = إذ لا رقيب حولها وخفير
عُرفت بعلمانيةٍ لا مذهبً = من أجلهِ شجب ولا تكفير
لا تجتوي أو تجتبي من أجله = وينال منها تافه وحقير
تُسبى هويتها ويُسلبُ قوتُها = ويأدُ منها النبزُ والتحقير
وصلت لمنأى لا الكلاب تشمه = أبدًا وليس يعضه خنزير
وتمتعت بهوية دولية = فبكفها أنى تشاء مصير
وقعت على أي الارائك تشتهي = فلها فراش ما تشاء وثير
إني لأحسدها على حرية = منها أبن آدم لو تتاح جدير
إن الحياة بدونها عبء وآلام = وطعم ما علمت مرير
أذبابتي أشكو إليكِ هواننا = وضياعنا والباقيات كثير
أترين أنا من سُلالة آدم = أم أننا للسائمات نصير
أنحى علينا القسر حتى أننا = همل يُقاد كما يقاد بعير
واجتاحنا قهر فماتت نخوة = وذوى شموخ واستكان هدير
لكم يعي الشعب أي جرائم = لا الحد يغسلها ولا التعزير
وعداك شعبي العذر بعض مواقف = لا العذر ينفعها ولا التعذير
ما أمة قد غيرت أحوالها = ما لم يجئ من عندها التغيير
فيم الهوان وأنت لست بقاصر = فيما أرى لكنه التقصير
أذبابتي أين انتهى بخيالنا = مجد إلى دنيا النجوم سفير
والخالدان بطولة وشهامة = والباذخان الفتح والتحرير
وخبولنا تزجي الغبار لهامة النجمات = فالنجم الشفيف قتير
فنعود نمسحه بعرف خيولنا = حتى يعود النجم منير
وعلى الثرى مما سنابك خيلنا = وطئت جداء شيق وعبير
تختال بالشهداء فوق سروجها = لا هارب من فوقها وأسير
لم تبق آفاق الشموخ سفاؤها = يرتد عنه الطرف وهو حسير
وكبا بأشواق الطموح تطلع = فالطرف مغمض والفؤاد كسير
ونتاج أم الصقر سقط رغم = أوحام شداد والمخاض عسير
منقول
ـ[طارق يسن الطاهر]ــــــــ[15 - 09 - 2009, 03:06 م]ـ
قصيدة جميلة -صاحبة القلم- ونقل موفق
هكذا يكون التأمل، وهكذا نجد أن ليس للشعر موضوع معين كما زعم بعض النقاد، وليس هناك موضوعات شعرية وغير شعرية.
تذكرني هذه الذبابة بتلك البعوضة في القصيدة التأملية المشهورة:
يا مَن يرى مدّ البعوض جناحه ... في ظلمة الليل البهيم الأليل
ـ[ياسين الساري]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 04:53 م]ـ
احسنتِ يا صاحبة القلم
ـ[جلمود]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 06:48 م]ـ
قصيدة طريفة،
ويالها من ذبابة حلَّتْ محل هند ودعد؛
فأبدع شاعرها فيها وبها ولها!
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[16 - 09 - 2009, 11:23 م]ـ
بوركت صاحبة القلم
وقد أحسن الشاعر الدخول إلى أفكار كثيرة ونقد الواقع عند طريق الذبابة.
ـ[السراج]ــــــــ[17 - 09 - 2009, 01:05 م]ـ
كيف انقادت للشاعر هذه الكلمات بصورة سهلة .. !!
بارع فعلا ..
ونشكرك - صاحبة القلم - على إدخالها في المنتدى ..
ـ[خود]ــــــــ[09 - 10 - 2009, 01:16 ص]ـ
رحِم الله الدكتور الوائلي
و اسكنه فسيح جناته
أبدع في قصيدته ..
حتى صرنا نغبط الذبابة!