تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا >> الشاعر د. العشماوي

ـ[عناقيد الأمل]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 01:31 ص]ـ

مع أزكى التحية إلى خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله -

لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا=لكنْ سلوا مَنْ يملكون قرارا

لا تسألوا عنها السيولَ فإنها=قَدَرٌ، ومَنْ ذا يَصْرف الأقدارا؟

لا تسألوا عنها بحيرةَ (مِسْكِهَا) =فَلِمِسْكِهَا معنىً يؤجِّج نارا

أتكون جدَّةُ غيرَ كلِّ مدينةٍ =والمسكُ فيها يقتل الأزهارا؟!

لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الذي=أجرى دموعَ قلوبنا أنهارا

لكنْ سلوا عنها الذين تحمَّلوا=عبئاً ولم يستوعبوا الإنذارا

مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةً=وعلى كراسيها الوثيرة دارا

مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسياً=جسداً تضعضع تحتها وانهارا

لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْ=دهَنَ اليدَيْن، وقلَّم الأظفارا

مَنْ جرَّ ثوب وظيفةٍ مرموقةٍ=فيها، ومزَّق ثوبها وتوارى

وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّمٍ=تسبي برونق حُسْنها الأبصارا

صورٌ تسرُّ العينَ تُخفي تحتها=صوراً تثير من الرَّمادِ (شراراً)

أهلاً برونقها الجميل ومرحباً=لو لم يكن دونَ الوباء سِتارا

لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَها=فالجرح فيها قد غدا موَّارا

لكنْ سلوا مَنْ يغسلون ثيابهم=بالعطر، كيف تجاوزوا المقدارا

ما بالهم تركوا العباد استوطنوا=مجرى السيول، وواجهوا التيَّارا

السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه=إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا

فبأيِّ وعيٍ في الإدارة سوَّغوا=هذا البناء، وليَّنوا الأحجارا؟!

ما زلت أذكر قصةً ل (مُواطنٍ) =زار الفُلانَ، وليته ما زارا

قال المحدِّث: لا تسلني حينما=زُرْتُ (الفُلانَ) الفارس المغوارا

ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه=وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا

حتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا تسلْ=عن ظهره المشؤوم حين أدارا

سلَّمتُ، ما ردَّ السلامَ، وإنَّما=ألقى عليَّ سؤاله استنكارا

ماذا تريد؟ فلم أُجِبْه، وإنَّما=أعطيتُه الأوراقَ و (الإِشعارا)

ألقى إليها نظرةً، ورمى بها=وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا

هل كان أبكم - لا أظنُّ – وإنَّما=يتباكم المتكبِّر استكبارا

فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً=حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا

ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟ =ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا

قال: الأمور جميعها ميسورةٌ=أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا

وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه=ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا

وسكتُّ حين رأيتُ آلافاً على=حالي يرون الجِذْعَ والمنشارا

ويرون مثلي حُفْرةً وأمانةً=ويداً تدُقُّ لنعشها المسمارا

يا خادم الحرمين، وجهُ قصيدتي=غسل الدموعَ وأشرق استبشارا

إني لأسمع كلَّ حرفٍ نابضٍ=فيها، يزفُّ تحيَّةً ووقارا

ويقول والأمل الكبير يزيده=أَلَقاً، يخفِّف حزنَه الموَّارا

يا خادم الحرمين حيَّاك الحَيَا=لما نفضتَ عن الوجوه غبارا

واسيتَ بالقول الجميل أحبَّةً=في لحظةٍ، وجدوا العمارَ دَمَارا

ورفعت صوتك بالحديث موجِّهاً=وأمرتَ أمراً واتخذت قرارا

يا خادم الحرمين تلك أمانة=في صَوْنها ما يَدْفَعُ الأَخطارا

الله في القرآن أوصانا بها=وبها نطيع المصطفى المختارا

في جدَّةَ الرمزُ الكبيرُ وربَّما=تجد الرموزَ المُشْبِهَاتِ كِثارا

تلك الأمانة حين نرعاها نرى=ما يدفع الآثام والأوزارا

جريدة الجزيرة الاربعاء 15 ذو الحجة 1430

عذرا لا أعرف كيف أنسق القصيدة حتى تسهل قراءتها

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 02:32 ص]ـ

شكرا لك عناقيد الأمل على نقلك هذه القصيدة المعبرة.

ـ[هكذا]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 03:05 ص]ـ

شكر الله لك "أم مجاهد" هذا الإختيار والاستشعار لقيمة القصيدة

قصيدة جميلة من شاعر حاضر في كل مشهد

ـ[السراج]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 12:25 م]ـ

شاعر بارع وقضية حُق للأقلام التجمع حولها ..

شكرا عناقيد على الاختيار الحسن ..

ـ[عناقيد الأمل]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 09:55 م]ـ

الشاعرالحق الشاعر المؤثر لا بد أن يكون حاضر القلب و الفكر مع أفراد مجتمعه،

منبرا ينشر فضائلهم و يشاركهم مآسيهم عله يجد الدواء الناجع لها.

فالشاعر لا يشعر به أحد و لكنه يشعر بغيره ..

قال لقيط لقومه يحذرهم:

هذا كتابى إليكم والنذير لكم .. لمن رأى رأيه منكم ومن سمعا

وقد بذلت لكم نصحى بلا دخل .. فاستيقظوا إن خير العلم ما نفعا ..

أسعدني مروركم أيها الأخوة جزاكم الله خيرا

ـ[حلمي الماجستير]ــــــــ[05 - 12 - 2009, 01:49 ص]ـ

ابيات رائعة تجسم لنا الكارثة التي نزلت بجدة

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير