تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[أقوال في حضارتنا استوقفتني]

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[21 - 09 - 2009, 03:44 م]ـ

سأنشر في هذه الصفحة أقوالا في العرب والمسلمين والحضارة العربية الإسلامية والأدب العربي والشعر والتصوف الإسلامي وما إلى ذلك من مواضيع استوقفتني في أثناء قراءاتي الكثيرة في نصوص ومخطوطات إغريقية ولاتينية وعبرية وسريانية وإنكليزية وفرنسية وألمانية وهولندية فضلا عن نصوص مدونة فيما يسمى بـ "العربية اليهودية" ( Judaeo-Arabic) و"العربية النصرانية" ( Christian Arabic)، وهما "العربيتان" اللتان بهما كتب اليهود والنصارى المستعربون في العصر العباسي موضوعات تتعلق بالديانتين اليهودية والنصرانية وسننهما وفقههما وأدبهما الخ. إن أهم ما يميز تلك "العربيتين" هو كتابتهما بالخط العبري أو السرياني أو الإغريقي الخ، وكذلك عدم التزامهما بنحو العربية الفصيحة وقواعدها. ولكل قاعدة شواذ كما نعلم فثمة نصوص من "الأدب العربي اليهودي" يلتزم كتابها بالنحو مثل العرب المسلمين ولا فرق.

وكنت دونت كثيرا من تلك الملاحظات التي استوقفتني إما على شكل حواش في الكتب التي بحوزتي، أو استنسختها من الكتب الموجودة في المكتبات. وما زلت أنتظر توفر الوقت حتى أعالجها في كتاب أو سلسلة من المقالات. في أثناء ذلك أنشر ما تيسر منها هنا عل يكون فيها ما يفيد الباحث العربي غير العارف باللغات المذكورة.

ـ[عبدالرحمن السليمان]ــــــــ[21 - 09 - 2009, 03:45 م]ـ

قالوا في الشعر العربي

يشهد ديوان العرب للعرب بأنهم أكثر الأمم المتحضرة شاعرية، وأغرزهم شعرا وأعظمهم موهبة في قرض الشعر .. شهد لهم بذلك حكماء الأمم على اختلاف أهوائهم. وأنا لا أعرف أحداً، يُعوَّل عليه في شيء يذكر، يجادل في هذه الحقيقة. والدليل على ذلك كثرة الإنتاج الشعري الجيد عند العرب والمرتبة الرفيعة التي يحتلها الشعراء المجيدون عندهم، واستعارة الأمم الأخرى، من فرس وترك وكرد ويهود وسريان وغيرهم بحور الشعر العربية وإدخالها في لغاتهم وقرضهم شعرا في لغاتهم على بحور الشعر العربي لأنها أغنى بحور الشعر في العالم على الإطلاق كما ونوعا، وأحلاها إيقاعا ووزنا ..

وممن استعار عن العرب بحور الشعر اليهود. فالشعر ـ بمعناه الاصطلاحي ـ غير موجود في كتاب العهد القديم. صحيح أن هنالك كتاب المزامير وكتاب نشيد الإنشاد وهما كتابان يحتويان على عناصر غنائية كثيرة، ولكن مضمونهما ليس شعراً بالمعنى الاصطلاحي للشعر .. وقيمة كتاب العهد القديم الأدبية تكمن في بساطته وفي عفوية لغته وليس في صنعته الأدبية. والشعر أصلاً كان محرماً على اليهود، ولم يسمح لهم إلا بقرض الترنيمات الدينية التي كان شعراء "البيتانيم" عندهم يقرضونها للغناء في الكنيس. وأول ما قرض اليهود شعراً حقاً في العبرية تناولوا فيه المواضيع الدنيوية العامة كان في القرن التاسع الميلادي، عندما استعار الشاعر اليهودي المستعرب دوناش بن لابراط (920 - 990) بحور الشعر العربية وأدخلها في العبرية فازدهر الشعر العبري وبلغ أوجه في الأندلس. ومن كبار شعراء هذه المدرسة: يهودا اللاوي (صاحب "كتاب الحجة والدليل في نصر الدين الذليل" المشهور بكتاب الخُزَري)، واسماعيل بن النغريلة الذي استوزره حبوس أحد ملوك الطوائف (إليه ينسب نقد للقرآن الكريم رد عليه ابن حزم الأندلسي في كتاب الفصل وفي رسالة "الرد على ابن النغريلة اليهودي")؛ وتادروس أبوالعافية، وإبراهيم بن عزرا، وسليمان بن جبيرول وغيرهم.

قال موسى بن عزرا (أديب يهودي من القرن الخامس الهجري كان يكتب بالعبرية والعربية مكانته في الأدب العبرية مكانة الجاحظ عندنا):

"ولما استفتحت العرب جزيرة الأندلس المذكورة على القوط الغالبين على الرومانيين أصحابها بنحو ثلاثماية سنة قبل فتح العرب لها الذي كان على عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان من ملوك بني أمية من الشام سنة اثنين وتسعين لدعوتهم المسماة عندهم بالهجرة تفهمت جاليتنا بعد مدة أغراضهم ولقنت بعد لأي لسانهم وتبرعت في لغتهم وتفطنت لدقة مراميهم وتمرنت في حقيقة تصاريفهم وأشرفت على ضروب أشعارهم حتى كشف الله إليهم من سر اللغة العبرانية ونحوها واللين والانقلاب والحركة والسكون والبدل والادغام وغير ذلك من الوجوه النحوية مما قام عليه برهان الحق وعضده سلطان الصدق على يدي أبي زكريا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير