[الشعراء و السباع]
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 11:24 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عَوى الذِئبُ فَاِستَأنَستُ بِالذِئبِ إِذا عَوى ... وَصَوَّتَ إِنسانٌ فَكِدتُ أَطيرُ
الأحيمر السعدي، من شعراء القرن الثاني.
يعترض الشعراء سبعان هما الذئب و الأسد، أما الأسد فيجندله الشاعر أو ممدوحه هنا و هناك هذا بسيفه و ذاك بسوطه، لكن الذئب تختلف مواقف الشعراء منه فمنهم من يعشيه و منهم من يتعشاه، فلما تقدمت و سائل المواصلات ارتاح الشعراء من السباع كما كفيت السباع سطوت الشجعان، و حرم محبو الأدب تلك الروائع في وصف محاورة الفرسان الشجعان و السباع الضارية رأي العين، فهيا نجلس على مقاعد مدرج ساحة عمرو الزبيدي، الشاعر اليمني الذي أدرك الإسلام و مات مسلماً 20هـ، فلا تفوتكم الفرصة لأن اليوم آخر أيام العرض و الدخول مجاناً:
يقول عمرو بن معديكرب الزبيدي:
أَفاطِمَ لو شَهِدتِ ببطن خَبتٍ ... وقد لاقى الهِزَبرُ أخاكِ بِشرا
إذن لرأيتِ ليثاً رامَ ليثاً ... هِزَبراً أَغلباً يبغي هِزَبرا
تَبَهنَسَ إِذ تقاعسَ عنه مُهري ... مُحاذَرَةً فقلتُ عُقِرتَ مُهرا
أَنِل قَدَميَّ ظهرَ الأَرض إِنِّي ... وجدتُ الأَرضَ أَثبَتَ منكَ ظَهرا
وقلتُ له وقد أبدى نِصالاً ... مُحدَّدةً ووجهاً مُكفَهِرّا
يُدِلُّ بِمِخلَبٍ وبحدِّ نابٍ ... وباللَّحَظاتِ تَحسَبُهُنَّ جَمرا
وفي يُمنايَ ماضي الحدِّ أَبقى ... بمضربه قِراعُ الخَطبِ إِثرا
أَلَم يَبلُغكَ ما فعلت ظُباهُ ... بكاظمةٍ غداةَ لَقِيتُ عَمرا
وقلبي مثلُ قلبكَ لستُ أَخشى ... مُصاولةً ولستُ أَخاف ذُعرا
وأَنتَ ترومُ للأشبالِ قُوتاً ... ومُطَّلَبي لبنتِ العمِّ مَهرا
ففيمَ تَرومُ مثلي أَن يُوَلّي ... ويتركَ في يديكَ النفسَ قَسرا
نَصَحتُكَ فالتمس يا ليثُ غيري ... طعاماً إِنَّ لحمي كان مُرّا
فلمّا ظنَّ أَنّ الغشَّ نُصحي ... وخالَفَني كأنّي قلتُ هُجرا
مشى ومَشَيتُ من أَسَدَينِ راما ... مَرَاماً كان إذ طَلَبَاهُ وَعرا
يُكفكِفُ غِيلةً إحدى يديه ... ويبسُط للوثوبِ عَلَيَّ أُخرى
هَززتُ له الحُسامَ فَخِلتُ أَنّي ... شققتُ به لدى الظلماء فَجرا
وَجُدتُ له بطائشةٍ رآها ... لمن كَذَبَتهُ ما مَنَّتهُ غَدرا
بضربةِ فَيصَلٍ تركتهُ شَفعاً ... وكان كأنَّهُ الجُلمودُ وِترا
فَخَرَّ مُضَرَّجاً بدمٍ كأنّي ... هَدَمتُ به بِناءً مُشمَخِرّا
وقلتُ له يَعِزُّ عليَّ أَنّي ... قتلتُ مُناسِبي جَلَداً وَقَهرا
ولكن رُمتَ شيئاً لم يَرُمهُ ... سِواكَ فلم أُطِق يا ليثُ صبرا
تُحاولُ أَن تُعَلِّمني فِراراً ... لَعَمرُ أبي لقد حاولتَ نُكرا
فلا تَبعد لقد لاقيتَ حُرّاً ... يُحاذِرُ أن يُعابَ فَمُتَّ حُرّا
الدخول مجاناً لكن الخروج بسبعية أخرى
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 01:51 م]ـ
الدخول مجاناً لكن الخروج بسبعية أخرى
دخلت مسلما ومرحبا فأهلا وسهلا طاوي ثلاث ولي عودة إن شاء الله.
القصيدة البشرية أرى أنها لبديع الزمان الهمذاني.
ـ[طاوي ثلاث]ــــــــ[22 - 10 - 2009, 03:36 م]ـ
دخلت مسلما ومرحبا فأهلا وسهلا طاوي ثلاث ولي عودة إن شاء الله
حيز لي الشرف من أطرافه فأهلاً و سهلاً و مرحباً.
القصيدة البشرية أرى أنها لبديع الزمان الهمذاني
ربما يكون بشر بن عوانه هو عمرو الزبيدي:)
و أهديك يا أستاذ عامر قصيدة المتنبي في مدح بدر بن عمار، يقول فيها المتنبي:
أَمُعَفِّرَ الليثِ الهِزَبرِ بِسَوْطِه ... لِمَنِ ادخَرتَ الصارِمَ المَصقُولا
وَقَعَت على الأُرْدُنِّ منهُ بَلِيّةٌ ... نُضِدَتْ بها هامُ الرفاقِ تُلولا
وَرْد إذا وَرَدَ البُحَيرَة شارباً ... وَردَ الفُراتَ زئيرُهُ والنِّيلا
مُتَخَضّبٌ بِدَمِ الفَوارِسِ لابِسٌ ... في غِيلِهِ من لِبدَتَيهِ غِيلا
ما قُوبلَت عَيناهُ إلا ظُنّتا ... تحْتَ الدُّجَى نارَ الفَرِيقِ حُلولا
في وَحْدَةِ الرهبانِ إلا أَنّهُ ... لا يَعْرِفُ التحريمَ والتحليلا
يَطَأُ الثرَى مُتَرَفِّقاً من تِيهِهِ ... فكأنهُ آسٍ يَجُسُّ عَليلا
ويَرُدُّ عفْرَتَهُ إلى يَأفُوخِهِ ... حَتى تَصيرَ لرأسِهِ إِكْلِيلا
وتَظُنُّهُ مما يُزَمْجِرُ نَفْسُه ... عنها لِشِدّةِ غَيظِهِ مَشْغُولا
قَصَرَتْ مَخافَتُهُ الخُطى فكأنما ... رَكِب الكَمِيُّ جَوادَهُ مَشكُولا
أَلْقَى فَريسَتَهُ وبَربَرَ دُونَها ... وقربت قرباً خاله تطفيلا
فتَشابه الخُلُقانِ في إقدامهِ ... وتَخالَفا في بَذْلِكَ المأْكولا
أسد يَرَى عُضْوَيْهِ فيكَ كِلَيهما ... مَتْناً أَزلَّ وساعداً مَفْتُولا
في سرجِ ظامِئَةِ الفُصوصِ طِمِرّةٍ ... يأبى تَفَردُها لَها التمثيلا
نَيًّالَةِ الطلِباتِ لَولا أَنها ... تُعْطِي مَكانَ لجِامِها ما نِيلا
تَندَى سَوالِفُهَا إذا استحضَرتَها ... ويُظَنُّ عَقْدُ عِنانِها مَحْلُولا _
ما زالَ يَجمَعُ نَفْسَهُ في زَوره ... حتى حَسِبتَ العَرض منهُ الطولا
ويَدُق بالصّدْرِ الحِجارَ كأَنَّهُ ... يَبغِي إلى ما في الحَضيض سَبِيلا
وكأَنَّهُ غَرَّتْهُ عَيْن فادّنَى ... لا يُبْصرُ الخَطْبَ الجَليلَ جَليلا
أنَفَ الكريمِ من الدنيئَةِ تاركٌ ... في عينهِ العَدَدَ الكَثيرَ قَليلا
والعارُ مَضّاض ولَيسَ بِخائِف ... مِن حَتْفِهِ مَنْ خافَ مِما قِيلا
سبَقَ التِقاءَكَهُ بِوَثبَةِ هاجمٍ ... لو لم تُصادِمْهُ لجَازكَ مِيلا
خَذًلَتْهُ قُوتُهُ وقد كافحَتهُ ... فاستَنصَرَ التسليمَ والتّجديلا
قَبَضَت مَنيّتُهُ يَدَيْهِ وعُنْقهُ ... فكأنما صادَفتَهُ مَغلُولاْ
سَمِعَ ابنُ عَمَّتِهِ بِهِ وبحالهِ ... فنَجا يُهَروِلُ أَمْسِ منكَ مَهُولا
وأمَرُّ مِما فَرَّ منهُ فِرارُهُ ... وكقَتْلِهِ أَنْ لا يَمُوتَ قَتِيلا
تَلَفُ الذي اتخَذَ الجراءةَ خُلةً ... وَعظ الذي اتخَذَ الفِرارَ خَليلا
أنتظر عودتك
أرى القوم يدخولون و يخرجون، فإن جندل أسدان فابن خالتهما لا يزال طليقاً
لكم محبتي و دعائي.
¥